|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  25  / 2 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

لماذا يقصف الأمريكيون مصارف الموصل ؟!

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

تتوارد أخبار الاستعدادات لتحرير الموصل من قبضة الارهاب الداعشي بتسارع يتابعه المواطن العراقي بشغف كبير، للرد على الجرائم غير المسبوقة التي تعرّض لها الملايين من أبناء الشعب العراقي في مسرح العمليات الذي سيطرت عليه تلك العصابات خلال اجتياحها لمحافظات نينوى وصلاح الدين والانبار قبل أكثر من عام، وعاثت فيه أجراماً غير مسبوق لتثبيت مواقعها على ما يقرب من ثلث مساحة العراق، في واقعة لا زالت تفاصيلها وأسرارها مبهمة في العراق وفي العالم، بالرغم من كل التفسيرات و(التنظيرالسياسي) من أطرافها العراقية والدولية منذ حدوثها !.

هذه الاستعدادات العراقية المتمثلة بتحريك القطعات العسكرية باتجاه مواقع محيطة بالموصل تحضيراً لتحرير المدينة، ترافقها أخبار من داخل المدينة عن ردود أفعال سكانها وردود أفعال العصابات التي تحتلها، التي ازدادت وحشية في تعاملها مع سكان المدينة، وأعتمدت أساليب وخطط جديدة في مواجهة معركتها الحاسمة مع جحافل التحرير.

الطبيعي أن تكون خطط القوات المكلفة بتحرير المدينة معتمدة على محاصرتها كخطوة أولى، قبل تنفيذ خطط الدخول اليها بالتنسيق مع المقاومين من داخلها وعموم سكانها التواقين للتخلص من عصابات الارهاب التي أذلتهم طوال فترة احتلالها، أي أن خطط تحرير الموصل يفترض أن لا تسمح لفلول الأرهاب بالانسحاب من المدينة، لأن ذلك يعني اعفائهم من العقاب عن الجرائم التي اقترفوها، خاصة وأن ممرات الانسحاب ستكون مكشوفة لطيران قوات التحالف والطيران العراقي، وهي باتجاه واحد فقط نحو الاراضي السورية.

على ضوء هذه الحقائق، فأن مصير الارهابيين في الموصل هو القتل أو الاستسلام للقوات المحررة للمدينة، وفي الحالتين سيكون تفكيرهم منصباً على الخلاص بهذين الاسلوبين، والمفترض أنهم سيفقدون الأمل في الأنتقال الى موقع جغرافي آخر يوفر لهم الاستمرار في الحياة، وفاقد الأمل في الحياة لا يفكرفي مستلزماتها وخاصة الأموال المودعة في المصارف، ومن هنا يأتي السؤال الأهم، ماهو الهدف من قصف المصارف في الموصل؟، وما علاقة المصارف بخطط تحرير المدينة المعتمدة على تطويقها والاجهاز على الارهابيين داخلها؟.

في أحدث بيان لقوات التحالف اليوم كان الاعلان عن (أن من أبرز الأهداف المقصوفة هو أحد أكبر المصارف في الساحل الأيسر،الذي يُعد موقعاً بديلاً يستخدمه التنظيم الارهابي لتوزيع رواتب عناصره، لافتاً الى أن هذا المصرف نُقلت اليه مليارات الدولارات من المصارف الأخرى في المدينة)، أي أن القصف دمر وأحرق المليارات من الدولارات التي يحتاجها الاقتصاد العراقي في هذا الوقت بالذات، ونحن على أعتاب تحرير المدينة المدمرة من الارهاب، بدلاً من توجيه الغارات الجوية على الأهداف العسكرية للتنظيم داحل المدينة وحولها لاضعاف قدراته عشية المعركة الفاصلة للاجهاز عليه .

ان المليارات من الدولارات التي أحرقتها طائرات التحالف باستهدافها للمصارف في الموصل هي ثروات الشعب العراقي التي استحوذت عليها عصابات الارهاب، وأهمية المحافظة عليها واسترجاعها لخزينة الدولة يجب تكون ضمن خطط التحرير، وتدميرها يمثل جزء من استراتيجية قوات التحالف لتدمير الاقتصاد العراقي في مخطط خلق الازمات الاقتصادية لفرض الاملاءات التي يعتمدها الامريكيون لادامة الصراعات الطائفية في العراق والمنطقة، وهي تصب في نفس الاتجاه الذي أفضت اليه السياسة الأمريكية لخفظ أسعار النفط لمواجهة القوى الرافضة لهيمنتهم على الشعوب.

ان قصف المصارف في الموصل لا يمثل انجازاً لقوات التحالف على طريق التحرير، انما هو عدواناً على الشعب العراقي يستهدف تدمير ثرواته تحت غطاء التحرير، وهو اسلوب أمريكي خبيث اعتادت عليه الادارة الامريكية على مدى تأريخها في معاداة الشعوب، لأن تحرير المدن يحتاج الى تدمير مراكز القوة العسكرية لمحتليها وليس الى تدمير المؤسسات الاقتصادية لمواطنيها المنكوبين من الاحتلال.
 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter