|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الجمعة  23  / 1 / 2015                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

من يحاسب الكاتب عندما يفقد رشده ..!!

علي فهد ياسين

أمام هذا ( الفوران ) المتصاعد للأحداث في المنطقة العربية والعالم ، نحاول نحن المتابعون الوقوف على جوهرالأسباب والتداعيات المحركة لها والمفضية لنتائجها ، من خلال أقلام نخبة من الكتاب نحترم أسمائهم وضمائرهم الانسانية ، لاستحالة الاطلاع على كل مايُكتب ، بسبب ضغط الوقت تحديداً ، والسرعة الفائقة لـ ( ضخ ) الأخبار وفيضها الهائل عبر وسائل الأعلام ، لكننا لايمكن أن (نتبلد) الى الحد الذي نسمح فيه لكاتب ( مهما كان موقعه في رفوف عقولنا ) أن يحولنا الى قطيع نسير مكممي الأفواه ومعصوبي الأعين خلفه ، لأن في ذلك أهدار لكراماتنا ، المفترض أن كتابنا المختارين في الأصل يدافعون عنها .

وللحق أقول ، أن الكاتب الذي سأتناول مقاله بقراءة المتابع ، ليس من الكتاب الذين أقرأ لهم بانتظام ، لكني أتابع بين الحين والآخر مقالاته من باب المقارنة ، وهو حقٌ لي ولغيري من القراء المهتمين بالأحداث و دوائر و ( أدوات ) تحريكها .

في مقال بعنوان ( عبد الرحمن الراشد ) ، كتب الاستاذ ( عدنان حسين ) في عموده اليومي في صحيفة المدى في عددها ( 3226 ) الصادر في السابع والعشرين من نوفمبر ( 2014 ) مايلي ( لن يغادر عبد الرحمن الراشد الميدان، ولن يولي المضمار ظهره، فهو من نوع الفرسان الذي لا يترجل من حصان إلا ليمتطي صهوة آخر.. المهنة في دمه، ومَنْ مهنته في دمه يكون متيماً بها لا فكاك له منها، وهذا سرّ مهنية عبد الرحمن الراشد العالية، ومهنيته العالية هي سرّ نجاحه المتواصل وتألقه الدائم ) ، وأضاف (عند عبد الرحمن الراشد الذي أمضيتُ معه أربعة من أغنى سنوات عملي الصحفي، كان إهمال الخبر المهم عن غفلة أو سوء تقدير خطأ، وإهمال الخبر تعمداً عن موقف سياسي خطيئة، وتضمين الخبررأياً كفراً ،المؤكد انه باق في الميدان من أجل بهجة أخرى ! ).

كتب الاستاذ ( عبد الرحمن الراشد ) في عموده اليومي في جريدة الشرق الأوسط في عددها ( 13199) الصادر في السابع عشر من الشهر الحالي، مقالاً بعنوان ( ما سر حب الروس للأسد ) ، أفتتحه بعبارة ( لا نعلم تفسيرات تشرح لنا موقف روسيا حيال الأزمة السورية ) ! ، ويضيف تعليلأ لعدم فهمه مايلي (حيث لا توجد هناك معاهدات دفاع مشترك، ولا يمثل النظام السوري قيمة استراتيجية لموسكو في الصراع الإقليمي، وبالتأكيد ليس مؤثرا في التوازنات الدولية، وليست فوق أراضيه معابر مائية، ولا في بطنه مصادر للطاقة، ولا أسواق استهلاكية ) !, وهي تساؤلات غريبة لا يجوز أن تُنسب لكاتب مثله ، قبل أن يضيف عبارة ( فعلا، لا يوجد تفسير منطقي! خاصة إذا علمنا أن الروس مارسوا نفس الخطأ من قبل، عندما دعموا نظام الأسد بعد تورطه في اغتيال رفيق الحريري ) ، وهو يعلم أن محكمة لاهاي لازالت تواصل جلساتها حول جريمة اغتيال رئيس وزراء لبنان ( رفيق الحريري ) ، ولم توجه الاتهام الى الآن الى سوريا !، ثم يضيف ( أن موسكو لا تكتفي الى الآن بارسال خبرائها العسكريين لمواجهة الثوار ! ) ، ليختم بمعلومة هي ( أن الغرب غير مهتم بمن يحكم دمشق غداً !!!) .

غريب أن يختار الكاتب لعنوان مقاله السياسي مفردة ( حب ) التي يعلم أنها خارج قاموس السياسية ، وأن يعترف أنه الى الآن لا يفهم سر موقف روسيا ، وهو بهذا الحجم الذي يوصفه لنا الكاتب العراقي الاستاذ ( عدنان حسين ) ، والأغرب أن لا يرد أحد على مقاله المتناقض جملةً وتفصيلا ، حتى بعد أن غادر مهنيته التي ركز عليها الكاتب عدنان حسين في مقاله عنه ، لذلك من حقنا كقراء أن نوجه له أسئلة نعتقد أنها مهمة ( بأنتظار اجاباته عليها ) من مثل ، ماهي أسرار تدخل أمريكا والغرب وبعض الحكومات العربية في الشأن السوري والعراقي ؟ ، وكيف يسمي عصابات الاجرام والارهاب في سوريا والعراق ثواراً ؟ ، وكيف لايمثل النظام السوري قيمة ستراتيجية في الصراع الاقليمي وليس له تأثير في التوازنات الدولية ؟ ، ولماذا لايكتب مقالاً عن ( حب ) أمريكا والغرب لحكام الخليج واسرائيل ، طالما هو يبحث عن أسباب ( حب الحكام ) ؟! .

أذا كان كاتباً بحجم السيد ( عبد الرحمن الراشد ) يقرأ المشهد السياسي في المنطقة بهذا الـ ( التهجي ) الابتدائي المقصود ، فأنه لا يلوم الا نفسه ، حين يرد عليه القراء ويطالبونه بتفسيرات مقبولة ، وكنت أنتظر رداً من الكاتب الاستاذ ( عدنان حسين ) على هذا المقال غير المتناسب مع ( معلقته ) بحق كاتبه دون جدوى ، ليس لجهة مضامين المقال غير المقبولة فقط ، لكن لجهة الضمير المهني الذي يفترض أن يعتمده الكتاب المتفاعلين مع الاحداث لتصويب الاخطاء وتلافي الـ ( الزلات ) وما أكثرها في هذا الزمن الضبابي المقيت ، دون أن يتنازل أحد عن حقه في الدفاع عن المفاهيم الوطنية والانسانية تحت كل الظروف ، فالاسماء مهما ( تضخمت ) لا تملك حصانات الا بنزاهتها ونقاء مبادئها ، كي يستحق أصحابها ألقاب فرساناً للحقيقة .

دعونا ننتظر ( بهجة أخرى ) كما وعدنا الاستاذ عدنان حسين !!.
 


مقالة الكاتب عبد الرحمن الراشد
http://classic.aawsat.com/leader.asp?section=3&article=802241&issueno=13199#.VMD6uUeG_OG
 
مقالة الكاتب عدنان حسين
http://almadapaper.net/ar/news/475680/%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%B4%D8%AF   


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter