|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  20  / 6 / 2016                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الشهداء يحرّرون الفلوجة ..!

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

مع تصاعد وتائر انتصارات قوى الشعب في معركتها المصيرية ضد الارهاب، وفور اعلان تحرير الفلوجة، انطلق فيض التصريحات المباركة والمهنئة للشعب وقواته الباسلة من قبل أطراف وكيانات وأفراد، كانوا الى الامس القريب مشككين بقدرات القوات الامنية وأبناء العراق المساندين لها في انجاز هذا النصر المبين وبهذه السرعة .

هؤلاء المباركين بتحرير الفلوجة (الذين أقصدهم) أضافوا (لوناً) جديداً لمواقفهم السياسية، يتوائم مع أجواء التحرير، ليكونوا (منسجمين) مع المزاج العام للشعب العراقي الى حين، ثم يعودوا الى منهجهم المعتاد في الصراعات المذهبية والسياسية لتحقيق مصالحهم .

خلال العامين المنصرمين من سيطرة داعش على الفلوجة، لم نسمع من هؤلاء، صوتاً في البرلمان أو بياناً من أحزابهم وكتلهم، يدعو الى تحرير أهلها من قبضة الارهاب، وكأن أحتلالها يصب في مصلحتهم !!.

البعض من قادة هذا الفريق قام بزيارة للمدينة، وأدلى بتصريحات جديدة تتعارض مع منهجه (الوطني) السياسي المعتمد طوال السنوات الماضية، لتخفيف نتائج خسارته للمشروع التدميري المرسوم خارج الحدود .

الفلوجة حررها الشهداء (أولاً)، أولئك الذين ضحوا بدمائهم الزكية في سوح المعارك، وأقرانهم الذين سقطوا في مواقع التفجيرات الارهابية الدموية في المدن العراقية خلال السنوات الماضية، تلك الدماء التي ألهمت المقاتلين الشجعان معاني الوطنية الحقيقية على اصولها، وليست تلك التي يتاجر بها بعض السياسيين أمام وسائل الاعلام.

الملفت أن المقاتلين من أبناء العراق الذين واجهوا الأرهاب وأنتصروا عليه في الفلوجة، كانوا قد عبروا صراعات السياسيين، ولم يتأثروا بظروف عوائلهم التي يفتك بلقمة عيشها التجار المحتمين بنفوذ القائمين على القرار، ولا بتأخر اجازاتهم ورواتبهم اكثرمن مرة دون تفسير، ولم يكن من بينهم (فضائيون) هذه المرَة، وكان (نسيجهم ) وطنياً خالصاً عابراً لعناوين الفرقة والتشتيت التي اعتمدها الارهاب واسياده منذ سقوط الدكتاتورية !.

الفلوجة حررها حملة السلاح ومسانديهم من أبناء الشعب العراقي، وليس ضيوف القنوات الفضائية (المسترخين) في مكاتبهم على مستوى (العشرة) نجوم، لذلك ولغيره الكثير، يفرض هذا التحرير على هؤلاء استحقاقات نوعية (يجب أن تكون ملموسة) في ادائهم السياسي الآن وفي المستقبل، وليس الاعلامية (المؤقته) كما أعتادوا سابقاً، ومن دون ذلك تكون تلك (المباركات والتهاني) نموذجاً مميزاً للدجل السياسي الذي لم يعد ينطلي على العراقيين.

المجد والذكر الطيب لقوافل الشهداء الأبرارالمضحين بحياتهم من أجل غد أفضل لشعبنا الكريم، والعار لفلول الارهاب وأعوانه المعادين للقيم الانسانية .



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter