|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  20  / 12 / 2015                                 علي فهد ياسين                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

النيران الأمريكية الصديقة ..!

علي فهد ياسين
(موقع الناس)

عشرات الشهداء والجرحى من منتسبي اللواء (55) المتجحفل مع القطعات العراقية المتأهبة لتحرير مدينة (الفلوجة) من سيطرة عصابات داعش، سقطوا بغارة جوية أمريكية، بالرغم من (التنسيق!) بين الطرفين في قواطع العمليات، منذ اعلان تشكيل التحالف الدولي الذي تقوده أمريكا في أب من العام 2014 .

الأمريكيون أصدروا بياناً، قدموا فيه التعازي بشأن (الخسائرالمؤسفة بالأرواح في صفوف قوات الأمن العراقية)، معتبرين الحادث نتيجة (نيران صديقة محتملة!)، وأشاروا فيه الى فتح تحقيق شامل لـ(تحديد الوقائع)، وطالبوا السلطات العراقية بالمشاركة في التحقيق!.

المعلوم أن النيران الأمريكية (الصديقة) تكررت في أكثر من مرة في مواقع المواجهة مع عصابات داعش، والبيان الأمريكي ليس جديداً في الصياغة والادعاء، والخسائر في كل مرة هي عراقية، تحصد فيها صواريخ الطائرات الأمريكية أرواح الجنود العراقيين الرابضين في مواقعهم المتقدمة المواجهة لمواقع العدو، والمتأهبين لتنفيذ واجبهم الوطني لتحرير أرضهم من دنس داعش، وفي كل مرة يعلن الامريكيون أسفهم وعزائهم لسقوط الضحايا العراقيين بنيرانهم (الصديقة)!.

لكن (الفضل الأمريكي الخبيث) هذه المرة، يتمثل في الدعوة التي تضمنها البيان لـ (مشاركة السلطات العراقية الرسمية) في التحقيق، وهي دعوة (حق يراد به باطل)، بعد أن أسس الأمريكيون مناهجاً عقيمة في أداء السلطات العراقية، خاصةً في اسلوب تشكيل اللجان وأدارة الملفات وفق سرطان المحاصصة، التي لم تثمر طوال السنوات الماضية عن حسم أي ملف شائك في العراق، نتيجة التوافق بين أطراف السلطة، لتكديس ملفات الفساد على رفوف المكاتب في المنطقة الخضراء، لأنها فاضحة للجميع .

من يعتقد أن هناك اهتمام ومتابعة لضحايا (النيران الأمريكية الصديقة)، وينتظر نتائجاً من التحقيق فيها وفق البيان الأمريكي، هو واهم ويحلم بحصاد وفير من حقلِ يباب غير مزروع، لأن القتلة في هذه الواقعة، وفي الحالات التي سبقتها، وبغض النظر عن جنسياتهم الأمريكية أو العراقية، لن يطالهم العقاب، وحين يتنصل الأمريكي في بيانه من الخطأ، يكون حليفه العراقي في دائرة الاتهام، فهل تُسمي التحقيقات أشخاصاً بعينهم يتحملون جريمة القتل المجاني في هذه الجريمة البشعة؟ ، أم تضاف ملفات التحقيق الى مثيلاتها في الأدراج، لان الضحايا عراقيون ؟!.

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter