|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثلاثاء  7 / 4 / 2015                                د. عدنان الظاهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

تكريت ... صنعاء

د. عدنان الظاهر

كيف يتقبّل وكيف يهضم السعوديون الدواعش ( بلسان وزير خارجيتهم الحشّاش الماسوني المرتعش سعود الفيصل ) وتوابعهم في الخليج خاصّةً هزيمةَ مُخططهم الرهيب العجيب في تكريت التي تنادوا قبل دخولها وتحريرها من قبل العراق بالويل والثبور إذا ما دخلتها قوّات الحشد الشعبي سوية مع الجيش العراقي وقواته الأمنية وتحالف عشائره ؟ حتى في أمريكا تعالت أصوات البعض تحّذر من هذه الخطوة ويقال إنَّ أمريكا طلبت من رئيس الوزراء العراقي التريث قبل الإقدام على خطوة تحرير تكريت من الدواعش وبالفعل توقفت زحوف المقاتلين العراقيين لبضعة أيام وكان وزير الدفاع العراقي قد صرّح في بداية التحرك أنَّ تكريت ستتحرر غداً أو بعد غد حسب قدرتي على التذكّر.

لماذا تكريت بالذات ؟ أليس في الأمر أكثر من عجب وأكثر من تساؤل وعلامة إستفهام ؟ ما الذي جعلهم يتعاطفون علانيةً مع تكريت وليس مع غيرها من مدن ومناطق العراق المحتلة والمُستباحة ؟ ألأن فيها مسقط رأس ومدفن حليفهم السابق حامي بوابة العرب الشرقية أمْ أنَّ فيها خبايا وأسراراً لا يعرفها مسؤولو العراق وما هي طبيعة هذه الأسرار أهي عسكرية أم مخابراتية أو تكنولوجيّة نصبتها أمريكا هناك للتجسس وجمع المعلومات عن جهات معينة ربما تكون في داخل العراق أو في خارج حدوده ؟ قالت بعض المصادر إنَّ في وسط تكريت خبراء عسكريين أجانب [ إسرائيليين أو أمريكان ؟ ] و نخبة مُختارة من القنّاصة من ذوي المهارة والتدريب العالي وقيلت أمور أخرى كشفتها وسائل الإعلام العراقية وهي ليست قليلة.

نعم، السؤال لماذا تكريت ؟ ثمَّ، ما بعد تكريت ؟ حررَ العراقيون تكريت وإنهم لا شكَّ قادرون وماضون لتحرير باقي مدنهم الواقعة تحت سيطرة وكلاء وسراكيل آل سعود من الدواعش فهل وكيف يهون هذا الأمر في عيون الصهاينة السعوديين ... كيف ؟ طبيعي لا يهون لذا سارعوا ومعهم مرتزقة الحكام العرب وعبيد أسواق النخاسة في سوق الدولار السعودي، سارعوا لأخذ الثأر من تكريت المحررة ومن العراق الذي حررها بعزيمة ودماء أبنائه ووقوفهم صفاً واحداً وقلباً واحداً أمام المحنة ولكنْ في مكان آخر من أصقاع العرب المترامية الأطراف والمقطّعة الأوصال : اليمن، نعم، اليمن ! غسلوا عارهم وجروح هزيمتهم في تكريت فصبوا جام غضبهم على شعب وأرض وسماء اليمن بدعوى إيقاف التمدد الحوثي ومعه الإيراني حسب زعمهم ! كأنَّ الحوثيين أجانب غزوا أرض اليمن التي جعلها حكام آل سعود ولعقود من الزمن تابعة لهم يترزقون بما تعطيهم السعودية وتأتمر باوامرهم وتنتهي بنواهيهم فكيف يتحرر هذا الشعب الأبي العريق الذي لم يُنصّب الأمريكان حكّاماً عليه كما هو شأن ملوك آل سعود بدءاً بعبد العزيز فنازلاً حتى آخرهم ومؤخّرتهم المدعو سلمان. أضحكني قرار هذا الملك المملوك والمؤخّرة حين تكلم عن شرط إيقاف الحرب على اليمن فقال : لا تتوقف الحربُ إلاّ إذا تحققت الأهداف التي رسمنا وعلى رأسها عودة عبد ربه منصور هادي إلى عدن ! عدوُّ ربّه هذا هوالرئيس السابق الجبان الهارب المنتهية ولايته والمستقيل ! هؤلاء أشباه رجال آل سعود الصهاينة المستعربين الخونة من أحفاد وأصحاب أبي رُغال.

لعل الكثير من الناس لا يعرف أنَّ إسرائيل قبل سنين منعت السعودية من إستخدام قاعدة تبوك العسكرية الجويّة لنشاط طائرتها الحربية فانصاع آل سعود أذلاّء صاغرين فما بالهم يوجهون طائراتهم الأمريكية لضرب كل ما يستطيعون قصفه داخل اليمن من بشر وبُنى تحتية ومطارات وقواعد عسكرية ومنشآت مدنية لا حصرَ لها ؟ أين العرب وأين جامعة دولهم المتصهينة بنبيلها غير النبيل وغير العربي ؟ أين كانوا يوم غزت جحافل مغول داعش السعودية أراضي سوريا ثم العراق ؟ أين هم من محنة فلسطين وتهويد القدس وتوسيع رقعة الإستيطان في الضفة الغربية ؟

 


 3.4.2015
 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter