|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأثنين  30 / 3 / 2015                                د. عدنان الظاهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

( وماذا بمصرَ من المضحكات ... )

د. عدنان الظاهر

إجتمع زعماء سوق النخاسة والتعريص العربي ودلاّلو وسماسرة البيع والشراء بدولارات النفط السعودي الوهابي ليتذكروا مجلس الدفاع العربي المشترك الذي لم يجتمع ولو لمرة واحدة لنجدة فلسطين والشعب الفلسطيني المُمتحن والمبُتلى أو للوقوف مع سوريا في محنتها الكبيرة التي طالت ولا مع العراق. وليت الأمر توقف عند ذلك بل وزادوا فعاقبوا سوريا وسحبوا منها مقعدها في المباءة المُسماة جامعة الدول العربية. وذهبت قطر والسعودية إلى أبعد من ذلك إذْ موّلتا فرق الدواعش وتعاونتا مع تركيا التي سهّلت وما زالت تسهّل مرور المرتزقة عرباً وأجانبَ من خلال منافذها الحدودية مع سوريا. وزادت الأردن فقامت بتدريب الدواعش في قواعد على أراضيها ونسّقت في القنيطرة مع إسرائيل وجبهة النصرة للإمعان في العدوان على سوريا فأين عرب الجامعة ـ المبوّلة وأين تضامنهم وأمنهم العربيين وأين ميثاق الدفاع العربي المشترك وعن أي عرب وأمن أي عرب يثرثرون ولا يخجلون ؟ عقولهم وألسنتهم مربوطة بلجام اسمه الدولار تتحرك حسب حركة وإتجاه هذا الدولار الوهابي فهل هم بشر أسوياء أم أنهم مجرد " حُمْرٌ مُستنفرة تفرُّ أمام قسوَرةْ " ؟ اللعنة على هذا الزمان زمان نفوذ وسلطان الدولار الذي تخور أمامه نفوس بعض البشر الناطقين بالعربية وتعنيني بالدرجة الأولى مصر الكنانة التي تاجر بها ثم باعها بَخسةً لأمريكا وإسرائيل ثلاثة رؤساء كان أولّهم أنور السادات تلاه الحرامي الصهيوني الكبير محمد حسني مبارك [ الغير مُبارك ] وهذا آخرهم السيد السيسي أو السوس .. سي الخبير بأساليب الخيانة والتآمر ورئيس جهاز الإستخبارات العسكرية زمن مبارك! باع مصر في مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي الأخير الذي سبق انعقاد قمّة الذل والعار والنجاسة في نفس المنتجع المصري ، شرم الشيخ سلمان الوهابي السعودي! قال المتنبي عن مصر :

وماذا بمصرَ من المُضحكاتِ
ولكنهُ ضَحِكٌ كالبُكا

أجل يا أيها المتنبئ لقد إختلطت أمورنا اليومَ علينا حتى غدونا لا ندري أنضحكُ ونحن نبكي أم نبكي ونحن نضحكُ ؟ وماذا بمصرَ من المضحكات ! إنها كثيرة يا أبا الطيّب وإنها لكبيرة علينا أنْ نرى حكومة مصرية تختبئ تحت إبطي ملك خَرِفٍ مريض عليل يرشوها ويشتريها بمليارات الدولارات لتصطف معه إصطفاف الأنذال الخانعين المُلبّين المتآزرين على الحرب والعدوان على شعب عربي شقيق مسالم أبيٍّ نهض ليستقلَّ بإرادته بعيداً عن إغراءات وتهديدات حكومة آل سعود المُغرقة بالتخلّف والجهالة ألا تبّتْ يدا أبي جهل وتبّت يدا الخرف العليل سلمان بن عبد العزيز.

تخشون شعب اليمن ولا تخافون من بطش وجبروت إسرائيل النووية حتى النخاع ؟ تتآمرون على سوريا والعراق ولا تنصفون اليمن؟ تتكلمون عن الأهمية الستراتيجية لباب المندب ومن خطر سيطرة الحوثيين عليه كأنكم تجهلون مشروع إسرائيل وحليفها الأردن بربط البحر الأحمر بالبحر الأبيض من خلال البحر الميّت .. ألم تفقهوا بعدُ المخاطر الجسيمة المترتبة على قيام هذا المشروع خاصة على قناة السويس ؟ باب المندب في قبضة إسرائيل وهذا ليس بالأمر الجديد إلاّ إذا كنتم صُمّاً بُكْماً عُمياً لا ترون ولا تفهمون. إيران بعظمتها لا تجرؤ على غلق مضيق هرمز أمام الملاحة الدولية فكيف باليمن والفوارق جدَّ كبيرة بينها وبين إيران. حين أغلق جمال عبد الناصر مضائق تيران في وجه الملاحة الإسرائيلية قبيل حرب حزيران 1967 قامت الدنيا وامتعض حتى الروس حلفاء ناصر من هذا العمل لأنه يخالف القوانين التي تُنظّم قواعد الملاحة الدولية. ناموا أيها السَفَلة رَغَداً مطمئنين فلا الحوثيون ولا غير الحوثيين قادرون على غلق هذا الباب. وبدل خوفكم من إغلاقه أنصحكم بالحرص والحفاظ على أبواب بيوتكم وتشديد الحرص على أنْ تظلَّ بيبان حجرات نسوانكم وحريمكم مُغلقة فضاعفوا الحرس وشددوا الحراسة وأكثروا من تعداد أفراد حرسكم الملكي والجمهوري.

تحية إعجاب وإكبار للحكومة الباكستانية التي عرفت حجم الخطر وعِظم المسؤولية وعمق الهوّة التي خططت السعودية لها فرفضت المشاركة في هذه المؤامرة القذرة كأصحابها وقالت إنها لا تتورط في مسائل من شأنها تعمّيق الخلافات بين الدول الإسلامية. وهكذا اقتلعت الباكستان الشص المسموم الذي أعدّته سعودية آل وهاب لها ولا أدري هل قدّمت وكم قدّمت من أموال لباكستان إغراءً ورِشوة لتخوضَ في مستنقع الدم والخيانة هذا.

ما رأي وما مواقف الأحزاب المصرية الوطنية وفي مقدمتها أحزاب المعارضة من موقف الحكومة المصرية ومن الأدوار المشبوهة التي لعبها كل من وزير خارجية مصر ورئيس مجمع النفايات ومجاري العواصم العربية المدعو ( سفيه العبري ) ؟ هل يرضيكم هذا الدَرَك الأسفل الذي وضعكم السيسي وحكومته فيه ؟ قلتم وجهات نظركم في واقع وظروف مؤتمر شرم الشيخ الإقتصادي وحللتم دوافعه والنتائج التي تمخّضَ عنها فما هي مواقفكم اليوم مما يجري في اليمن ؟ هل أنتم مع أم ضد السيسي وحكومته ؟ فلنسمع رأيكم يا سادة. أين حسّكم المصري الوطني وأين حسّكم القومي بل وأين حسّكم الإنساني ؟ ألا تناصرون وتنتصرون للحق الواضح وتدينون الباطل ؟ ألا يهمّكم مستقبل مصر وسمعة مصر وتأريخ مصر وتراث مصر وما حصل فيها من ثورات وانتفاضات رفعت الرؤوس والهامات ؟ كيف تسمحون لمصر أنْ تجرجرها عباءات آل سعود المتفسخة بالأدران والمخدّرات والشذوذ الجنسي وبقية أشكال ومسميات الشذوذ ؟ أزيحوا هذا الغبار الأسود عن وجوهكم وأنتم طليعة وقادة الشعب المصري. قفوا عالياً في وجه السيسي وضعوا أمامه خارطة مصر وكل تأريخ مصر والشعب المصري وذكّروه بما فعلت السعودية بالجيش المصري حين هبَّ في ستينيات القرن الماضي لنجدة اليمن زمان العقيد عبد الله السلاّل. ضعوا في أُذنيه ذِكرَ قائد مصري اسمه جمال عبد الناصر.

أيها الناس الأحرار الغيورون : قدّموا الشكر والإكبار لدولة الباكستان التي أدركت بحسها الإنساني وعبقريتها السياسية وحصافة رأيها أنْ لا مصلحة لها في المساهمة في مجزرة خططت لها أمريكا وإسرائيل ونفّذها آل سعود ومن استطاعت شراءه بالمال والوعود من بقية الحكومات العربية والمحسوبة خطأً على العرب. حققتْ إسرائيل بهذه الحرب على واحد من أكبر أهدافها وهو جعل جزيرة العرب حاجزاً يقيها ويبعدها عن إيران حاجزاً كبيراً جداً مساحة وعمقاً ومالاً وبشراً لذا سوف تكف إسرائيل بعد اليوم من العربدة والتهديد بقصف منشآت إيران النووية والعسكرية. لم تُخفِ إسرائيل فرحتها بهذه الحرب إنتقاماً من الحوثيين ومن إيران وعرضت مشاركتها في هذه الحرب ويقال إنَّ طائرات إسرائلية تقوم بطلعات جوية في سماء اليمن. وكان سعود الفيصل قد قال قبل فترة إنَّ سياسة المملكة تتطابق مع إسرائيل فيما يخص المواقف من إيران. كما سبقه أحد أمراء آل سعود إلى القول إنَّ السُنّة العرب حلفاء مع إسرائيل. هذا هو اليوم الذي تنتقم السعودية فيه من إيران والزيديين في اليمن تعويضاً عن خسارتها المُذلّة في العراق الذي أجهز على ربيبتها داعش وهو على وشك القضاء عليها القضاء المُبرم. وهو اليوم الذي تنفّست فيه إسرائيل عميقاً وشفتْ غليلها بعد أنْ فشلت مناوراتها ومؤامراتها وعربدتها الإقليمية والدولية الساعية بجنون لإفشال أي إتفاق تعقده إيران بشأن الملف النووي مع مجموعة خمسة زائد واحد. ذهب نتنياهو إلى أمريكا وخطب في الكونكرس الأمريكي يهدد ويتوعد ويستعرض عضلاته ويحرّض على إدارة أوباما وطاقمه في البيت الأبيض لكنَّ أوباما ومن يحيط به من طاقم الإدارة الأمريكية مضوا قُدُماً في مشروع إنهاء الخلافات مع إيران وهم اليوم بصدد توقيع وثيقة الإتفاق النهائي فلتمت إسرائيل والسعودية في غيضهما ولتأكلا ....


 29.3.2015
 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter