|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  22 / 10 / 2014                                د. عدنان الظاهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

حوارات معي

د. عدنان الظاهر


أولاً
أُصغي لمحطّاتِ البثِ التلفازي
أبحثُ عن شاراتِ الأنوارِ الحُمرِ
تجري بالضربِ على أوتارِ الإيقاعِ الإسفلتي
تتحركُ تحت إطاراتِ السيّاراتِ
أخرى تتحرّى
تُحصي باراتِ الخمرةِ في أعدادِ السكرى
الليلُ مُغنّي نُدمانِ الطاسةِ والكأسِ
يُلغي الأبصارَ ويستأني
صرخاتِ شياطينِ ديوكِ الفجرِ.

ثانياً
سَفَرٌ في قُطُرٍ تزحفُ لا تدري
هَدَفٌ يتبعها أكبرُ منها
يسألُ ما هذا الصَنَمُ التمثالُ ؟
ملَّ الأملَ الأقربَ والأقوى
عافَ حِراسةَ بوّاباتِ شمولِ عيونِ الرؤيا
قالَ النجمةَ في ضوءِ الشمسِ
تركَ الآفاقَ وجلّى
باعَ الدنيا بالثمنِ الأبخسِ من بَخْسِ
وأقامَ سلاسلَ مُحكمةً تتسوّرُ آفاقي
تخنقُ شكوايَ وتختمُ أجفاني
تُفزِعُني أنّى حطّتْ أبراجُ الأنواءِ
الكونُ العاصفُ تغريبُ.

ثالثاً
شريانُ النارِ هشيمُ رَمادِ
القبّةُ من ذهبٍ مصهورٍ في الدُرِّ المنذورِ
لا يُلغي فيهِ الضدُّ الضدّا
هذا شأنٌ ثانِ
يتعلقُ في عُقدةِ نارِ الشريانِ
حيثُ النارُ النارُ هشيمُ
باقيها في الموقدِ عَصْفُ مَذلولُ
السرمدُ قاضي حاجاتِ الدُنيا
والشهقةُ طلقُ الغَسَقِ الناري
زوبعةٌ تنقضُّ قِياما
أشرسُ ما فيها " مافيها "
نارُ كؤوسٍ ورمادُ سجائرَ فيها
شغلتني عينٌ في وردة بستانِ الشمسِ
تأخذني لمنازلَ جمراتٍ أقصى
عينٌ حَمراءُ وأخرى لا تشبهُ عيناً لونا
ما أبدعَ أطيافَ " بناتِ العُرسِ ".

رابعاً
ماذا يجري ؟
العلّةُ في الجسدِ العاري
مخصوفٌ مقصوصُ الأذرعِ والرأسِ
ينشدُ آياتٍ من سِفْرِ خسوفِ الأقمارِ
أُفُقٌ، في نَفَقٍ، آخرُ مجهولُ
سَفَرٌ بين الكوكبِ والبحرِ الواطي
لا يعرفُ للرحلةِ قاعاً أو جُرْفا
أعمدةٌ سقطتْ
سحقتها أقدامٌ رعناءُ.



 تشرين ثان 2014


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter