|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس 01/11/ 2012                                 د. عدنان الظاهر                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

للأول من تشرين الثاني

د. عدنان الظاهر

1 ـ أحزان ما قبل الميلاد

الحزنُ سجاياها كمّاً أو كيفا

لا ذِكْرَ له في متنِ شهادةِ يومِ الميلادِ

ليمونُ الزعفرِ في خديها تُحفتُها

تُخفيها بين البابِ ولوحِ الأقدارِ المخلوعِ

الجنسُ يُراقبها من شقٍّ مخفيٍّ في ثوبِ الصَدرِ

لا تخشاهُ ولا يؤذيها

يترقبُ ساعاتِ خسوفِ الأقمارِ

...

الحزنُ سجيّةُ أطباعي .. قالتْ

شوكٌ بريٌّ في هُدبةِ أجفاني

لا جودٌ يأتي

لا بَصرٌ من ثقبٍ في الكوّةِ لا رؤيا

أكتمُ أنفاسي ألاّ أوقظَ أهلي أو جاري

الساعةُ ها قد دقّتْ

فتعجّلْ صوتَ خُطى أقدامي

الشارعُ فجراً خالٍ محزونُ

يتحممُ بالدمعِ المسكوبِ الجاري

أضواءُ الشارعِ مُطفأةٌ بسوادِ الظُلمةِ في عيني

...

أوجاعي في ظهري .. قالتْ .. في أسفل خطٍّ من ظهري

لكنَّ الوجعَ الأكبرَ يبقى في الصدرِ

يتفاوتُ في الشدّةِ ما بينَ الضحوةِ والعصرِ

الطبُّ الداءُ العضّالُ

خزّانُ أحاسيسِ الطعمِ المُرِّ

مرآتي في حُزني أجلوها

اللونُ مِرايا أحزاني

الأصفرُ عبّادُ الشمعةِ يقفوها دوّارا

مِسمارٌ من حزنٍ يطرقُ أبوابي

 يضربُ جذرَ الشدّةِ في أعصابِ النابِ

أفقدُ من وزني

وتغورُ مخاليبُ التخديرِ عميقا

أزدادُ شحوبا

العينُ طيوفُ الدورةِ في تشكيلِ اللونِ

قَزَحٌ يُطفئُ قنديلَ فضائياتِ عيونِ الرؤيا

ينقلبُ الشبحُ القاصي في عين الرائي

الحزنُ مرايا تتكاثرُ بالعدوى أضعافا

فحذارِ حذارِ من هذي البكتريا

وحذارِ حذارِ

من رفقةِ جاراتِ وحاناتِ كؤوسِ البيرةِ والخمرِ .

...

حُزني تحتَ عيونِ رقيبِ العَدَساتِ السودِ

 يتمادى عَرْضاً طولا

لا أتعافى لا أشفى

أقمارٌ تتساقطُ إشفاقا

الكونُ حبيسُ القفصِ الصدري

ضوضاءٌ تتقمّصني كابوسا

أصرخُ تنهارُ جسورُ البلدِ المُحتلِّ .

2 ـ  تطاولَت الأحزان

هل وصلَ المكتوبُ ؟

ضاعتْ أوراقي ـ قالتْ ـ بين العطفةِ في البابِ وبين المحرابِ

ضاعتْ أرقامُ الصرفِ وضاعَ الرمزُ فضاعَ حسابي

ضللني ساعٍ مغرورٌ لا يسعى أصلا

لا يفهمُ شيئا

من لغةِ البحرِ وفكِّ طلاسمِ عِلمِ الإبحارِ

جسرُ بريدِ التوصيلِ هوى مُنتكساً رأسا

حزنُ الحبِّ ثقيلُ

لا مانعَ من خلطةِ حبٍّ في حزني

حُزنكَ حزني

عنوانُك عنواني

أترصّدهُ باباً بابا

الحزنُ محطّةُ أشواقي

أخلو أو أصعدُ فيها للأعلى معراجا

صلواتُ المحنةِ أدراجُ

سودُ الأثوابِ جلالُ قيافةِ أحزاني

البهجةُ والتقوى صنوانِ ...

قنديلُ الشمعةِ في قلقٍ

ينتظرُ اللقيا في الأولِ من تشرينِ الثاني

الموعدُ يدنو

طاووسُ الأعراسِ يُغرّدُ مُنفرِدا

شجوَ الشوقِ لعيدِ مراسيمِ الأعيادِ

عيدُ الأضحى يدنو

نذبحُ نمرحُ نلهو

نقفزُ في طيّاراتِ الورقِ البرديِّ إلى أعلى

يقذفنا دولابُ الحبِّ بعيدا

الحبُّ مرارةُ صفرائي

الدربُ طويلٌ أدري

الحبُّ سرابٌ .. أدري

....

أنباؤكِ لا تُحصى

أثوابكِ راياتٌ سودُ

الحمّى تطغى في الماءِ

طغيانُكِ أعلى أعلى

الرؤيا ضاقتْ ضاقَ المخزونُ

ماذا ستقولُ خيوطُ الفجرِ الأولى

للنور المتدلّي مصباحا

عيناكِ القولُ الفصلُ

3 ـ يوم مولدها

خُضّي سعفَ نخيلِ العينينِ ليُسقطَ ضيّا

هذا صوتُ بشيرِ العيدِ

المولدُ في عُمركِ تجديدُ

حضنٌ يتدفأُ بالسالفِ من ذكرى

فطمتكِ الأمُّ ولم تقطعْ حبلاً سُريّا

في السُرّةِ سرُّ الأسرارِ

مكّنتُ حِزامي فيها تمكينا

لا تحتفلي قبلي

الشُقّةُ ظرفُ مكانٍ قاسٍ مجهولِ

أينَ وكيف اللقيا

وهي الأولى والدنيا حالاتٌ تتبدّلُ تبديلا ؟

هل يلتئمُ الحفلُ وهل .. أم لا ؟

قد يصدحُ صوتُ نحاسِ البوقِ وقرقعةُ الطبلِ وعزفُ الناياتِ

تلتمعُ الأضواءُ مُعلّقةً

في النشرةِ خُضراً صُفراً حُمرا

قد يأتي محبوبُ الروحِ وقد لا يأتي ..

 مّنْ يدري ! علمُكِ عِلمي

الحفلُ مناسبةٌ دانيها حدٌّ أقصى

تتبدّلُ ثانيةً غِبَّ الأخرى

تتقلّبُ حالاً حالا

إحذرْ ...

دنيانا مَركبةٌ تتفجّرُ من بُعدٍ تفخيخا

صاعقها منها فيها .

(( عيدٌ بأيّةِ حالِ عُدتَ يا عيدُ / المتنبي ))

هزَّ البرقُ خريفَ العيدِ

غامتْ .. أمطرت الدنيا واشتدَّ صفيرُ جناجيلِ الرعدِ

إصفّرَ الغابُ

أسقطَ جلبابَ الأوراقِ الخُضرِ

أسقطها صُفراً حُمراً تتهاوى جرداءَ

ـ جاءَ الذئبُ وغابتْ ليلى ـ

موعدنا عيدٌ ثانِ

يتنفسهُ نورُ قناديلِ النيرانِ

نهرٌ يجري بالحبِّ ونزعةِ طغيانِ كؤوسِ السكرِ

كأسُ الماسِ الأصفرِ أنخابُ

لا تقربُ ليلى كأساً لا تهوى ماسا

 إشراقةُ صوفيٍّ حلّتْ في عينيها

غامتْ دنياها أو صحّتْ

جوهرُها في " الحالةِ " مكفولُ .

4 ـ ليلة حفل الميلاد

مطرٌ .. أوراقٌ تتساقطُ من عاليها

 وصلتْ برقيّةُ مِسكِ ختامِ عيونِ الأخبارِ

أنَّ الفصلَ خريفيُّ قيامةِ أنوارِ الفجرِ

أوراقٌ تتهاوى تتساقطُ ألوانا

" بنتُ القنصلِ " وردتها المُثلى

[[ هل تحضرُ جارَتُها إنجي ؟ ]]

عيناها حقلُ ورودِ عبادةِ قُرصِ الشمسِ

تتفتّحُ قنديلاً قنديلا

دمعاتُ زُجاجِ الشمعةِ في طورِ التشكيلِ  

إنْ عزفت ليلى قامَ الحفلُ صعوداً ونزولاً تكبيرا

أو غنّتْ كرّتْ أقداحُ أكاسيرِ التصعيدِ

ما سقطتْ لولاها أوراقٌ

ما غنّى  مدعوٌّ نشوانا

ما زرتُ مدائنَ ليلى أسعى زحفا .

...

هبَّ السامرُ والساهرُ فجرا

مملكةُ السهرةِ وفّتْ بالوعدِ وبالحلواء وبالنذرِ

زفّتْ بُشرى أنَّ الحفلَ القادمَ آتٍ حتما ..

عُدتُ وحيدا

أسحبُ أقدامي من تحتي سحبا

لا صاحيَ لا سكرانا

...

كان الحفلُ هناكَ كثيرُ التصخابِ

عَربَدةٌ وكؤوسٌ يقرعٌ فيها كأسٌ كأسا

الليلُ ذئابُ عيونِ شراراتٍ من جمرِ

سيّدةُ البهجةِ في الحفلةِ كانت أقوى كانت أعلى

النورُ يدورُ إذا قامتْ أو دارت أو أنّى شاءتْ

إكليلُ القنصلِ وردتها في سمتِ بروزِ الصدرِ

تحكي لطخةَ نونِ النسوةِ في خديها

الثغرُ لِجامُ أصيلِ الأفراسِ

موسيقى موسيقى

غجرٌ يردحُ من خلفِ ستورِ قلاعِ حديقتها

طبلاتٍ ودخاناً وربابا

ليلى غنّتْ " ليهْ خليتني أحبّكْ "

الحاكي غنّى

الدنيا هذيانُ طفوحِ كؤوسِ الخمرةِ صِرفا

خلطةُ عفصٍ في نورةِ زرنيخٍ أو قارِ

( الدنيا عفطةُ عنزِ ) !

 

22.10.2012

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter