|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  24 / 2 / 2016                               عباس العزاوي                                 كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

اعلنوها دولة دينية بدل "الدعشنه" بالتعامل مع الرأي الاخر

عباس العزاوي
(موقع الناس)

ربما هذا العنوان سيثير حفيظة البعض ويشحن بالبغضاء قلوب قوم اخرين ,ولكنها كلمة صدق عند سلطان كاذب ,انا لا اقصد جهة معينة بذاتها بل كل الاحزاب الدينية الشيعية التي لها موضع قدم ومؤخرة على مقاعد السلطة, ولاننا لم نتفق فيما بيننا كسنة وشيعة على العيش بوئام تحت سقف الوطن الواحد لاعتبارات سياسية وطائفية , فنحن بين سياسي سني يحتسي الخمر في مواخير اربيل وعمان ويبكي في الاعلام شتم عمر وام المؤمنين وبين سياسي شيعي يبرر اللصوصية والخراب ويدّعي اتباعه للامام علي "ع " فحديثي اذن سيكون مع الاحزاب الشيعية فقط.

اقول , بما انكم في ابسط ابجديات فهمكم الاسلامي لا تعترفون بالديمقراطية ولا بالانتخابات, فضلا عن استجداءكم للفتاوى التي تدعم قوائمكم فيها وهذه الجزئية وحدها تنسف من الاساس فكرة الديمقراطية وحرية الانتخاب, ناهيك عن تمسككم الشديد بمفاهيم غريبة كالخطوط الحمراء والممنوعات والمحضورات التي اصطنعتموها لأحزابكم ورموزكم مع انها تصطدم بالضرورة مع المبادئ الجوهرية للديمقراطية والحرية علاوة على اعتقادكم الراسخ بان عوام الناس امثالي غير مؤهلين لاختيار من يمثلهم!!.

الانكى من ذلك شيوع ظاهرة التهديد بالقتل والسحل وقطع الاطراف لكل من يخالفكم الرأي في القضايا السياسية, اي انكم نقلتم اسقاطاتكم الذاتية وفهمكم للدين في برامجكم السياسية وجعلتم منها مقدسة ومُلزمه للاخرين كقدسية النصوص الالهية, بل احيانا تجاهرون بالتهديد دون حياء حتى في الاعلام الرسمي بحجة رد الشبهات والحملات الاعلامية " الظالمة " التي تستهدف رموزكم المقدسة كما فعلها احدهم قبل ايام بتهديد الناس ووصفهم بالاقزام والهمج الرعاع, مع ان ردود افعال بعض المواطنين مع استهجاني لتطرف بعضها, كانت على اساس تصريح يتعلق بالاوضاع الاقتصادية والسياسية للبلاد.

وما حصل من تهديد واضح بالقتل والنفي مع الاعلامي الوطني وجيه عباس رغم عدم اساءته فعلياً لاني من المتابعين الجيدين لبرنامجه الشهير "كلام وجيه" لهو دليل مخجل على اننا نعيش تحت رحمة احزاب وحكومات تتبرقع بالديمقراطية وتشترك في الانتخابات " الحرة " وتحصد الاصوات باسم الله ولكنها تناقض ذلك في سياساتها على ارض الواقع من " دعشنه " واضحه بالتعامل مع الرأي الاخر!!! وتعتبر مجرد ذكر اسم اي قائد او مسؤول مع احترامي لكل الرموز هو كفر يستوجب القتل, وقد اتضح ايضا من خلال ما قاله المفكر الاسلامي غالب الشاهبندر في احد البرامج الحوارية قبل ايام من انه تعرض للتهديد والتشهير لانه قال رأيه في لقاء سابق.

وبناءاً عليه اقترح على الاحزاب الشيعية ـ وانا جاد فيما اقول ـ اعلانها ثورة دينية عارمة للقضاء على الكذبة الكبرى التي تسمى الديمقراطية والعملية السياسية الفاشلة اساساً ,ليكون الحكم خالص لكم ولرموزكم واتركوا شعارات الديمقراطية والانتخابات وحرية الرأي وكل هذه " الخزعبلات المستوردة " لانها لا تنسجم وتركيبتنا النفسية المعقدة وطريقة تفكيرنا المتشكلة عبر قرون من الظلم والاستبداد , اعلنوها دولة دينية خالصة خير لنا ولكم.


 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter