| الناس | المقالات | الثقافية | ذكريات | المكتبة | كتّاب الناس |
الأحد 20 / 3 / 2016 عباس العزاوي كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس
طائر الجنوب ابو الفوز يحلق في سماء القطب
عباس العزاوي
(موقع الناس)كحالة استثنائية تدهشنا في زمن فقدنا فيه الدهشة بضياع منارة الدليل في التعايش الانساني ,ربما هي الانا التي تهيمن على مساراتنا بقدر كبير او تحدد في احيان كثيرة بوصلة التقارب والتنافر في حياتنا مع الاخر,ولكن الاستثناء يصدمنا من جديد وبعنوة عندما تجد من ينثر في حضوره البهي كميات وافرة من المشاعر الانسانية الدافئة, كي يقول توقف هنا !!ّ!! فمازال فينا بقية من انسان بِكْر يستقطب كل موجبات العالم ليضعها بين يديك مادة للحب والاخاء تعيدنا للوطن مع ابتسامة تشرق عن روح انسانية صادقة..
انه يوسف ابو الفوز الروائي العراقي المغترب, لاتشعر وانت تتحدث معه بانك امام كاتب كبير او استاذ وان كان كذلك , بل تقف امام انسان يمتلك من دماثة الخلق والتواضع مايشعرك بالغبطة والغيرة في نفس الوقت ,الغبطة من هذا اليساري الواعي والجميل الذي يستمع للجميع وكأنه يتعلم بداياته في الحديث, والغيرة من حيازته هذه الروحية الكبيرة مع مايحمل من تاريخ حافل بالعطاء والتضحية والابداع في عالم الكلمة الخالقة , فهو لايتحدث عن نفسه كثيرا, ولكنه ينوء باحمال شعبه وهموم وطنه الام رغم سنين البعد والغربة والتي ماتشكل غالبا محور حديثه وشجونه, وربما في ساعات الشعور بالاجحاف يشير الى مواطن التقصير الرسمي حيال مايقدم من منجز سيبقى مسجلا باسم العراق عندما تغيب الاسماء والشخوص كما عبر عنه كاتبنا المحتفى به ابو الفوز .
ستون عاما من العطاء والنضال والعمل الاعلامي والادبي قضاءها طائرنا العراقي الرائع يوسف ابو الفوز متنقلا بين عواصم اوربا حتى استقر به المقام في العاصمة هلسنكي 1995, فقد حلقنا معه في " طائر الدهشه عام 1999 " ورقصنا حزنا مع خيالاته الخصبة " تحت سماء القطب 2010" وعاد ليقحمنا في " كوابيس هلسنكي2011 " ليقرأ لنا المستقبل الذي ينتظرنا ان صمت العالم عن الارهاب الذي يستهدف الجميع , وبين هذه وتلك كانت لكلامه المباح مساحات اخرى خصبة لمقالات شبه يومية يتناول فيها هموم العراق السياسية مع " ابو سكينه" صديقه الحميم ولاينسى ان يرفدنا بكل ماهو جديد من الاخبار والاحداث السياسية والاجتماعية في فنلندا .
وبعيداً عن اصحاب الواجهات الرسمية المصابون بالعمى الحزبي اجتمع اصدقاء الكاتب ابو الفوز ليحتفوا به كطائر عراقي يحلق في سماء الغربة بعد نيله جائزة (منظمة كييلا2015 للابداع) مناصفة مع الشاعر الفنلندي (تباني كينونن Tapani kinnunen) وتقرر ان يكون السبت 19 آذار يوما لتكريمه بين ابناء وطنه بحفل كبير في قاعة (كايسا) التابعة لمركز الثقافات المتعددة وبحضور عدد من الشعراء والكتاب العراقيين والعرب والفنلنديين من اصدقاء الكاتب ومتابعيه تعبيراعن فرحتهم وسعادتهم بهذه القامة العراقية المعطاءة.
Since 17/01/05.
web counter
