|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  5  / 11 / 2020                                علي عرمش شوكت                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

 قراءة عن بعد في مارثون الانتخابات الامريكية

علي عرمش شوكت
(موقع الناس)

يذهب العديد من المراقبين السياسيين الى الاهتمام والمراهنة على هذا المرشح او ذاك في هذه الانتخابات، ومنهم من يتوقع تحسيناً للسياسة الامريكية او ترديها ارتباطاً بفوز احد" الحمائم " او اخر من" الصقور " دون النظر الى البحث عن الذي سينفع وضعنا في العراق.. ان هذا المأخذ يرهن مستقبل سياسة واشنطن بارادة الاشخاص الذين يتولون دفة الرئاسة. وهذا غير واقعي. حيث ان الخط العام لمنهج سياسة واشنطن غالباً ما تعنى به وترسمه اربع ركائز سياسية فاعلة في الدولة.. وهي وزارة الخارجية، ووزارة المالية، و وزارة العدل، والبنتاكون "وزارة الدفاع " ، بمعنى ان السياسة بعيدة عن ان يتحكم فيها من يجلس على سدة الرئاسة. حيث تقتصر مهمته في السياسة الخارجية على التنفيذ فقط. وانما يكون رسمها من شأن مؤسسات الدولة الاساسية، بالتعاون مع معاهد الدراسات السياسية والعسكرية الاستراتيجية الامريكية. التي تبنيها وفقاً لما تتطلبه المصالح الكبرى الثابتة للولايات المتحدة الامريكية: وهي الاقتصادية، وفي مقدمته البترول وحيثياته ، والصناعة ،والتجارة، واستراتيجية الامن القومي.اي العمل على المسك بميلان توازن القوة العالمي لصالح الولايات المتحدة . حتى اذا ماتعارض ذلك مع مصالح اقرب الحلفاء الاوربين وغيرهم.. خلاصة القول هدفها الاخير هو تعزيز الهيمنة والوحدانية القطبية الامريكية للعالم.

اما احتمال حصول الاختلافات بالسلوك الشخصي للرئيس المعين فهو وارد ويتجلى عادة بالحدة والشراسة او سياق اخف منها. مثل عدم احترام الاخر حتى وان كان من الحلفاء. حيث لمس في تصرف " ترامب " غير المتزن مع " ملكة بريطانية " وكما حصل تصرف ليس لائقاً مع المستشارة الالمانية " مركل " ومع الرئيس الفرنسي ايضاً. فضلاً عن دونية نمط التعامل والاهمال للمشاكل ذات الطابع السياسي الدولي مثل العلاقة مع "القضية الفلسطينية" او الملف النووي الايراني.. ولكن لم يصل الامر الى الاختلاف الجوهري بين " الصقور والحمائم " في هذا الامر. ومن الدلالات الاخرى على عدم الاختلاف بين ترامب وبايدن في السياسة الخارجية هو ما او سمعناه في مناظراتهما الانتخابية. فلم يثر احد من الطرفين اية خلافات في صدد السياسة الدولية.. على الاقل، كمحاججة تسقيطية. فقط كانت هنالك اشارة عابرة حول الخلافات مع الحلفاء الاوربيين.والتي كانت تتعلق بسلوك" ترامب " الانعزالي. فيما ترى الدول الاوربية بضرورة التوازن في العلاقات الدولية.

واذا كان هنالك ما يختلف بين المرشحين الجمهوري والديمقراطي فهو يقتصر على السياسة الداخلية وتحديداً في الرعاية الصحية للمواطنين الامريكيين، والاجور وفرص العمل، والضرائب، والهجرة. او الموقف من الممارسات العنصرية. وفي هذا السياق نرى قد سارع المرشح "بايدن" الى المراهنة على التعامل مع المهاجرين ومن الاصول الافريقية، باختيار سيدة سمراء اللون كنائب للرئيس. وعزز ذلك بتصريح جاء فيه {ان كافة الذين يؤمنون باديان مختلفة من حقهم العيش بامان في الولايات المتحدة}.. لعل هذه المراهنة ستشكل عاملاً ممهداً بفوزه، بينما لا يلمس اي تعامل من قبل" ترامب " يوحي بالمرونة والانسانية. وهنا لسنا بصدد الميل الى بايدن.. فنحن لم ولن تغيب عن بالنا بانه صاحب الدعوة لتقسيم العراق الى ثلاث دويلات بائسات.

ويبقى الترقب والتوقع لمن يفوز في هذه الانتخابات. ان ذلك وليد لارادة " المجمع الانتخابي" حصرياً، الذي يحكمه قرار الاحتكارات الكبرى و"المحافل الماسونية" والتي هي المقررة لمن هو مناسب في الظروف السياسية الدولية الراهنة. ومن يكون جديراً لترؤس الادارة الامريكية. لاسيما وان هنالك اشتداد الخلافات بين الولايات المتحدة والصين وكذلك مع روسيا ايضاً. فضلاً عن ما يعتمل في الشرق الاوسط. وعلى وجه التحديد الملف النووي الايراني وتوابعه، وما يجري في اليمن، وفي ليبيا، وسورية، ولبنان، والعراق، وغيرهم. في هذه المنطقة الدسمة ببترولها الذي يسيل له لعاب التروستات الاحتكارية الرأسمالية العابرة للقارات.



 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter