|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الثنين  22  / 5 / 2017                                 عامل الخوري                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أبي الذي أخذت منه الكثير
(4)

عامل ألبير الخوري
(موقع الناس)

عندما استرجع حكايات ابي ، وبعدها مواقف عشتها معه وحدثت له ، ارتأيت ان لا تضيع تلك اللمحات وانا بهذا العمر وربما غدا يضيع كل شئ مع اللحد ..

قررت سرد ما أتذكره من لقطات اعتبرها مهمة جدا في حياته ، وفِي حياتنا كعائلته وحياتي شخصيا ، اثر ترك بصماته الواضحة على الكثير من تصرفاتي ومواقفي في مسيرة حياتي كلها ، اكتب ما أتذكره كواجب أقدمه للناس كجزء من تاريخ مواطن عراقي أراد ان يعطي شيئا للعراق فشكل بذلك جزءا من تاريخ الوطن ، ومهما كان الجزء صغيرا فمن تلك الأجزاء يتشكل التاريخ بصورته الكاملة ، كما اكتب هذه الصفحات لاتركها لأولادي عسى ان يتعرفوا على جدهم الذي لم يلتقوا به يوما ، عدا ولدي البكر ، نصير (مشمش) ، الذي التقى به لآخر مرة عندما كان عمره أربعة أشهر فقط.

صفحات أسميتها .... أبي الذي أخذت منه الكثير ......


الصفحة الرابعة

غادر ابي مدينة السليمانية بعد ان مكث عدة ايام في بيت احد معارفه ، الى قرية صغيرة تقع على سفح جبل گويژه ، وهناك التقى بعدد من الشيوعيين الهاربين من بطش البعث الفاشي ، ثم واصلوا مسيرتهم الى العمق الكوردستاني ، بعد ايام من وصولهم الى احدى القرى ، قامت مجموعة تابعة الى جلال طالباني بأعتقالهم ووضعوا في غرفة طينية صغيرة في جو بارد جدا ، وكانت في تلك الأيام تتبلور فكرة جلال الطالباني بالانشقاق عن حدك . كانوا يطعمونهم حفنة من العدس او الشعير الجاف يوميا لإبقائهم على قيد الحياة ، هناك تردد على مسامع ابي بأنه سيتم تنفيذ حكم الإعدام به بأعتباره (سكرتير محلية السليمانية للحزب الشيوعي !!!) ، وهنا اذكر بان ابي لم ينتم يوما ما الى الحزب .

استغل ابي تعاطف احد الحراس معهم فحصل منه على ورقة وكتب رسالة موجهة الى المُلا مصطفى البارازاني شرح له فيها حالتهم ، وفعلا وصلت الرسالة ، اذ بعد فترة قصيرة تم محاصرة الغرفة من پيشمه رگة حدك واستصحبوا جميع الموقوفين الى قضاء قلعة دزة حيث كان القضاء تحت سيطرة حدك بالكامل ، وجرى توزيعهم على بيوتات العوائل وكانت حصة ابي ان يكون لدى عائلة شيوعية كوردية ، اظنها ولست متأكدا ، عائلة الشيوعي ملا حسن ، احسنت العائلة معه و اطلقوا عليه لقب ( باپير ) التي تعني جدو او الشيخ باللغة الكوردية .

بعد فترة بدأ ابي باستلام مخصصات شهرية من الپارتي مما مكنه من استئجار بيت صغير حيث قمنا بزيارته هناك عام ١٩٦٥، في تلك الفترة كان قد اختير عزيز محمد سكرتيرا اول للحزب الشيوعي العراقي ، وكان مقيما في بيت المعلم يوسف شنكو ، الذي عرفت اثناء وجودي كنصير من أنصار الحزب الشيوعي العرقي ، ان يوسف شنكو قد كرم وأرسل الى الأتحاد السوڤياتي وكان حتى الثمانينات مقيما هناك (ربما لازال ايضا) .

بعد زيارتنا له ، قام زوج اختي الكبرى ( حبيبنا سليم رضاعة ، له اجمل الذكر دائما ) بزيارة ابي مع بطل عرق ، وأثناء سمرهما ، دخل عليهم المجرم الضابط محمود الزبيدي الذي كانت السلطة قد أرسلته مندسا لتصفية الشيوعيين ، وبيده رشاشة كلاشنكوف صارخا بوجه ابي ، شيوعي اجا يومك ، وأطلق صلية اصابت والدي بطلقين في صدره وفِي ذات اللحظة هاجم والدي المهاجم وهو ينزف ودخلوا بصراع بأياديهم اطلق أثناءها بصلية اخرى اصابت الوالد في فخذه هذه المرة ، الا ان ابي تمكن من تجريد الخائن من سلاحه في اللحظة التي دخلت قوة من الپيشمه رگة الى الغرفة وألقي القبض على الجاني (تمكن بعد فترة من الهرب والعودة الى بغداد !!!!) .

أرسل والدي الى مدينة الرضائية في ايران للعلاج ، وبقي فيها أربعة أشهر لشدة الاصابة ، ثم عاد الى كوردستان وهذه المرة الى منطقة ناوپردان قرب گلاله ، وهناك التقى بالملا مصطفى البارازاني ، حيث بدأت رحلة جديدة في حياته مع پيشمه رگة حدك .

والدي مع ابيه حبيب الخوري (حبيب الپوليس) أخذت في الموصل حوالي عام ١٩٣٩










 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter