|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس  6 / 7 / 2017                                 عباس العلوي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

أحزاب العار : ماذا بعد داعش ؟
(1)

عباس العلوي
(موقع الناس)

كلمة لابُدّ منها
قبل تسعة أشهر تقريباً وصلتني عدّة رسائل ومكالمات هاتفية / طالبتني بكل محبّة أن اتوقف ـــ ولو مؤقتاً ـــ عن الاستمرار في كتابة مسلسل أحزاب العار التي بلغ ما نشر منه قرابة الثلاثين حلقة / استجبت فوراً لهذا الطلب < وأصدرت به تعميماً > لأن دوافعه كانت وجيهة ومنطقية لأن جيشنا وحشدنا بدأ بتحرير مدينة الموصل العزيزة التي جعل منها داعش عاصمة لدولة الخرافة . لابدّ اذن أن نؤجل كل خلافاتنا ونتوحد جميعا < شعبا وحكومة > أمام عدو شرس لا يملك من اخلاق القتال شيئا / كنا في ذلك الوقت العصيب في مركب واحد / إما ان نغرق جميعاً او نصل الى بر الأمان سالمين / علينا بالصبر ولسان حالي يردد قول الشاعر: صبرنا إلى ان ملّ من صبرنا الصبر / وقلنا غداً او بعده ينجلي الأمر وبعد ملحمة البطولات التي اذهلت العالم كله / سطرها مقاتلونا الغيارى بتضحياتهم الغالية / اطل علينا فجر النصر الذي انتظرناه طويلا لتعود الموصل الحدباء < بحمد الله > الى حضن الوطن .

والآن حانت الساعة لسؤال أحزاب العار : ماذا بعد داعش ؟ وهذا السؤال لا يعني في جوهره ان العراقيين < قبل داعش > كانوا في جمهورية افلاطون الفاضلة ينعمون بالخير والبركة ! ما زرعه سياسيو الصدفة من فتن وعمالة مكشوفة وسرقات بلا حدود للمال العام جاءتنا بطاحونة الموت والدمار/ بالتأكيد داعش لم ينزل علينا من المريخ / هناك من مهد له سواء من كان في السلطة او في منصات الذل والمهانة . بعد ان حفر داعش قبره في العراق وسوريا بدأت الدول الكبرى تسأل نفس السؤال : ماذا بعد داعش ؟ خوفا على نفسها من عودة بقية القتلة بعد ان طرق الإرهاب باب مدنها ومؤسساتها بطرق مبتكرة / لهذا اعدّوا العدّة بإجراءات مشددة وقوانين رادعة وموقف وطني موحد تفوّق على الصراعات السياسية الدائرة فيها . لكن الصراع عندنا بقى سيد الموقف / فلو سألت أي واحد من حمير الأحزاب في دولة البطيخ / ماذا بعد داعش ؟ لأجابك بجواب ترثي فيه حال البلد العريق الذي تسلط عليه [ فروخ بريمر ] لا يجيبك عن الدرس المستخلص من كوارث الموت والتهجير والدمار المجاني / يحدثك عن مستقبل حزبه في السلطة والفكر الطائفي او القومي المنحرف الذي تاجر به سنوات طويلة / وتأكد لو ضربت مصالحه في أية لحظة / فلا مانع أن يأتي بألف داعش جديد ما دام الدعم السعودي والقطري والتركي للإرهاب قائماً / وتجاربنا الدموية السابقة من الزرقاوي الى ابي بكر البغدادي تشهد على ذلك . فرق كبير في العقيدة الوطنية لقواتنا المسلحة " بكل صنوفها " التي حققت هذا الانتصار التأريخي وبين العقيدة الحزبيّة التي لاتفهم من السلطة غير اقتسام الغنائم حتى وإن كان على حساب الدم العراقي وخراب البلد .

وشرّ البليّة / غدا سيلتقي الجمعان في مؤتمر بغداد / من باع ضميره بالدولار / ومن قضى لياليه بين افخاذ النساء في فنادق أربيل وعمان ودبي لسرقة دماء الشهداء في سوح القتال ليفتحوا لنا اول باب [ من أبواب جهنم ] ما بعد داعش ! سأتحدث في حلقات المسلسل الجديد القديم < أحزاب العار / ما بعد داعش > بشيئ من الصراحة / اضع فيها النقاط على الحروف ولا أبالي في بيان الحقيقة لومة لائم .


 السويد في 6 / 7 / 2017

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter