|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

السبت  5 / 3 / 2016                                 عباس العلوي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

احزاب العار : هذا هو حصادكم !
(8)

عباس العلوي
(موقع الناس)

السفارات العراقية ! سفارات دولة البطيخ في زمن الانحطاط /
بامتياز هي سفارات ذوي القربى من حيتان احزاب السلطة / لاعهد ولا وصل لها بالعمل الدبلوماسي / او حماية شرف العراق ورعاية مصالحه / بقدر الانتفاع من < بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا > لتخمة بطون من كان في امسه القريب مهتوكاَ جائعاً يعتاش على اعطيات الخمس والزكاة والمساعدة البلدية في اوربا ! لم تخجل احزاب العار التي فرخت < بيضتها الفاسدة > سفراء إمّعات حملة شهادات مُزوّرة / من ذلك الزمن الذي تميّزالعراق بأكبر مدرسة دبلوماسية في الشرق الاوسط نالت احترام العالم / تأسست اركانها في عهديه الملكي والجمهوري الاول برجال عمالقة مثل : فاضل الجمالي وأمين المميّز وهاشم جواد وعبد الرحمن البزاز ونجدة فتحي صفوت وعصمت كتاني الكردي العراقي البارز الذي تبوءَ عرش الجمعية العامة للأمم المتحدة وعشرات غيرهم / واذا انت اتفقت او اختلفت مع صدام حسين / فهو الآخر استعان ايضا بنفر من السفراء المتمكنين في العواصم العالمية الكبرى التي تصنع القرار السياسي / كمحمد المشاط وهشام الشاوي ونزار حمدون وعبد الامير الانباري/ لا يُشك احد في مهنيتهم او خبرتهم /

يحدثنا الدبلوماسي سرور ميزا محمد المستشار العلمي الاسبق في السفارة العراقية في فينا ومسؤول العلاقات الدولية في الطاقه الذرية كشاهد عيان عن سر هذا التفوق : < كان الدبلوماسي سواء السفير او من يليه في السلم يمتلك الكياسة والحجة والمنطق والأتكيت ومطبقاً لقواعد العمل القائمة بين الدول أو المنظمات الأقليمية والدولية / ويسهر على رعاية حقوق وكرامة وطنه / ويرعى بشكل جيد جاليات بلده في المهجر/ لقد وضع السفراء مصلحة العراق فوق كل أعتبار/ وبذلك أكتسبت سمعة العراق في المحافل الثنائية والأقليمية والدولية ثقلاً مناسباً يتناسب مع موقعه وأهميته في المنطقة عربياً ودوليا > انتهى لكن الحال انقلب رأسا على عقب في زمن < السختجية > التي اوقعت الدبلوماسية العراقية بمستنقع الحضيض وصارت لا تعني بحال من الاحوال غير اللصوصية والفضائح الاخلاقية ومنفعة ذوي القربى من حرافيش السلطة التي تكحل عيوننا كل يوم بشعارات كذب ودجل مكشوف ! لا اريد في هذه العجالة ان اتطرق الى اسم من يشغل الآن مناصب مهمة في السفارات والقنصليات والملحقيات من القطيع الذي تربطهم قرابة الدرجة الاولى مع اصحاب القرار في بغداد < كالآبن والبنت والزوجة والاخ الى آخره > او عن الفضائح الجنسية التي ازكمت الانوف مع العشيقات او لطش المال العام تحت عناوين ومسمّيات شتى / كل هذا ليس مكانه هنا ويمكن الرجوع الى تفاصيلة بالشبكة العنكبوتية !

بعد عام 2003 ترأس الدبلوماسية العراقية بطريقة الفرهود المعروفة حزبيا / اثنان لا علاقة لهما اصلا بالعمل الدبلوماسي هما / السيد هوشيار زيباري والسيد ابراهيم الجعفري / فالاول كما اشيع مرارا في وسائل الاعلام قام بتكريد السفارات العراقية / وبغض النظر عن صحة هذا الرأي اوخلافه / فالثابت عندي ان سفارات دولة البطيخ الآن / عبارة سفارتين داخل مبنى واحد < عربية وكردية > ربما لا يعلم احدهما بمجرى عمل الآخر الا القليل / وهي حالة فريدة لم تحصل في بلد آخر/ لم يُقدّم الوزير زيباري بمدى عقد من الزمن اي منجز وطني يُحسب له / حتى اخراج العراق من الفصل السابع كان بأرارة امريكية وليست عراقية / عشعش في سفارته ايتام البعث / عملوا جهاراً ضد البلد المنكوب / فلو استثنينا الشأن السياسي المضطرب دبلوماسيا / بقى المواطن العراقي في حسرة الحصول على فيزا دخول هذه الدولة او تلك / بينما عجزت وزارة زيباري عن حمايته من التعسف الطائفي والاهانة المتعمّدة عند دخوله دول الجوار او غيرها ! اما السيد الجعفري الذي لطش وزارة الخارجية < في نص الليل > بمساومة مكشوفة مع الدكتور العبادي كي يكون رئيسا للوزارة / لم يتَلَقَّنْ من العمل الدبلوماسي شيئا غير طربكَة الفلسفة الكونفوشيوسية والهيرودوتية التي لا يفهم عليها غير اهل اسبرطة وجوارين سوق الغزل ! وكي لا نبخس حقه فهو بارع أيضا في شؤون الحَملدارية ومواعظ النصح والارشاد التي لا يفقه مقصودها حتى ائمة المساجد كقوله : [[ شهداء جسر الائمة شكلوا معبرا استباقيا لمعنى ان يكون الانسان شهيدا حتى في لحظة انغماسه الوجودي / وان ابواب السماء مشرعة لاولئك الذين يقدرون الشهادة على انها الفعل المؤكد للحياة ! ]] وأضاف [[سنعمل بطريقة تجميد المختلف وتحريك المتفق / وعندما يتهدد مصيرنا سيخرج المارد المعنوي من القمقم ويهشم الزجاجة ]] عَقّبَ احد الشعراء على سفسطة صاحب القمقم بسفسطة مماثلة : ابن المُعْتِفتكِ ** بعتِكِ مِعتَكِ / قلْ للقمْقمَةِ ** قمِ اعتدِلِي ! الجعفري طبيب لا عهد له بالمهنة / شاغله الاول خروج المارد من القمقم / لم يستنشق غير الهواء الخانق في سراديب حزبه / قضى نصف حياته او اكثر في بريطانيا وفشل في تعلم اللغة الانجليزية / قفز الى رئاسة الوزراء دون معرفة بالعمل الحكومي بضربة حظٍ حزبية / لم نحصد من ورائها غير مجزرة جسر الائمة وتفجير مرقد الامامين العسكريين في سامراء والقتل اليومي في شوارع بغداد والمحافظات والثرثرة اليومية في اجهزة الاعلام / خرابيطه في وزارة الخارجية عديدة / في الوقت الذي تكفي بعض السفارات خمسة اشخاص لأدارة شؤونها / اتخمت بعشرات من فروخ الاحزاب / رحلاته المكوكية العقيمة ارهقت كاهل الدولة ماليا / شعوره بالدونية امام السعودية فيه اكثر من علامة استفهام / يتعامل مع الحدث السياسي الساخن بعقل الحشاشين/ طقطقة لسانه حينما يكون مسطولا / اوقعتنا في طربكَة كتلك التي طالب فيها العراق بالانفتاح على داعش بينما تحيّرت موسوعة غينتس العالمية اين تضع تخريفاته الأخرى/ كدجلة والفرات ينبعان من ايران ! تناشدنيْ عَليكِ الناسْ *** واتحيّرْ شجاوبْههْ شهالفتنهْ ألليْ ما تنقاسْ *** كُلّي مِنينْ جايبههْ حتى لا نكون قساة / سفاراتنا الجامعة لشمل ذوي القربى احلى من العسل / حميرها من الفصيل النادر/ وزيرها < ابو عيون الفراتية واللفتات الغزالية > نباهي به معشر العرب والعجم ! اختم بالقول : أما والله لو ان شيخ الدبلوماسية العراقية الراحل الدكتور فاضل الجمالي الذي شارك في كتابة ميثاق الامم المتحدة / قام من قبره الآن لبصق في وجه وزراء خارجية الصدفه وحرامية الأحزاب الذين تقاسموا أوكار الخنا والعار !

وللحديث بقية

 

السويد في : 5/ 3 / 2016

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter