|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  21 / 2 / 2016                                 عباس العلوي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 


 

احزاب العار : هذا هو حصادكم !
(6)

عباس العلوي
(موقع الناس)

الاعلام الحكومي < 2 >

نتناول الآن شبكة الاعلام العراقي المموّلة من المال العام على اعتبارها الواجهة الاعلامية الاولى في البلد / والمفترض وفق قانونها الاساس ان تلزم الحياد لاتنحاز لطرف على حساب الآخر / لكن واقع الحال اختلف عن هذا المعنى بحكم ما نشاهده من صراعات يومية مخجلة لأحزاب العــار فضلا عن الأصرار الدائم لمن هو بموقع رئيس الوزراء في التحكم بها لتكون بوقا له ! مجلس امناء الشبكة وهي الجهة العليا المنظمة والمراقبة لها اصبح وبطربكَة المحاصصة عبارة عن < سفرة حسينية > يأكل من ثريدها ممثلي الاحزاب والاثنيات دون اعتبار لمقاييس الخبرة المهنية والكفاءة الاعلامية المطلوبة / وحتى اختصر الكلام اكثر / دور كل عضو منهم لايزيد عن شرطي يحافظ على مصالح ومكاسب حزبه داخل الشبكة / هذا النوع من الهيمنة القسرية تسبب بخسارة كبيرة لمعظم طاقاتاها الابداعية والفكرية المتميّزة اعلاميا واداريا وأدى الى اضطراب واضح في خطاب الاعلام السياسي للدولة ! يحدثنا الصديق حميد الكفائي الناطق الاعلامي الاسبق عن منهج الاعلام : [الإعلام، كما يعرف المهنيون، يصنع أو يصدع، يجسر أو يكسر، يتمِّم أو يحطِّم، لذلك فإن هناك حاجة لأن يعرف المرء كيف يتعامل مع وسائل الإعلام ومتى يتكلم ومتى يصمت ] .

وعن شبكة الاعلام العراقي التي واكب انطلاقها قال : [ تأسست من أجل تقديم خدمة إعلامية مهنية للعراقيين من كل المناطق والطوائف والطبقات ومستويات الدخل والتعليم وغير ذلك/ كان يفترض بها أن تعمل على غرار هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية (بي بي سي) وتقدم خدمة إعلامية مهنية مستقلة ومحايدة ودقيقة للشعب العراقي / إلا أنها تعثرت في أداء هذه المهمة بسبب التدخلات السياسية / ثم أضاف : للأسف لم ترتق الشبكة حتى هذه اللحظة إلى الأهداف التي تأسست من أجلها والسبب كما أسلفت عدم وجود إدارة مهنية كفوءة قادرة على العمل باستقلالية عن الاختلافات السياسية. بعض الذين أداروها لم يكونوا متمرسين في الإعلام أو الإدارة، فكيف يُتوقع منهم أن يصنعوا مؤسسة مهنية مستقلة؟ ] انتهى هناك دائما من يتهم مديرعام الشبكة بأنه السبب وراء كل هذه الفوضى ويغض الطرف عن التركيبة المعقدة في تشكيلتها فضلا عن التدخلات السافرة لمكتب رئيس الوزراء او الاحزاب في عملها اليومي / لست هنا الآن بمعرض الدفاع عن رئيس الشبكة الحالي الذي جمعتني به صداقة قديمة رغم العديد من الاتهامات والشبهات التي اثيرت حوله من هذا الطرف او ذاك / فهذا من شأن القضاء وحده / لكن في المقابل ماذا يستطيع ان يفعل هو او من يجلس في مكانه امام ارادات متناقضة في بلد يعصف به الارهاب والفساد و صراع الكراسي / ترى هل يملك خاتم سليمان لاحتواء كل هذه النقائض ؟ كنت اتمنى ان لايورط السيد الشبوط نفسه بهذه الوظيفة التي ترمى عليها النبال حقا او باطلا ويبقى رئيس تحرير لاحدى الصحف فهو المكان الطبيعي الذي تربى فيه كان المعول على المؤسسة الاعلامية الكبرى ان تمارس عملها بعقل نظيف / حرفي / ابداعي / تتحكم فيه قواعد العمل الاداري السليم بعيدا عن / الفوضى / والارتجال / والمحاباة / والهيمنة الحزبية / وبدلا من احتواء المزيد من الطاقات المتميّزة التي عُرف بها العراق / اتخمت مكاتبها بمن هو دخيل على المهنة او مُسيء لها ! و لغاية < في نفس يعقوب > حدث ما هو اكثر من ذلك / حينما تم تهميش كتاب واعلاميين مهنيين كبار نعتز بهم ك [هشام الديوان وفالح حسون الدراجي ومؤيد عبد الستار ونبيل ياسين وجلال جرمايكا وأنور عبد الرحمن وابو فراس الحمداني ونضال الليثي ونبيل جاسم وعماد الخفاجي وعبد الستار عزيز وانعام عبد المجيد ] وعشرات آخرين تفخر بهم الساحة العربية قبل العراقية ! في الميدان السياسي / لم تتمكن فضائيات الشبكة واذاعاتها من اخذ زمام المبادرة في المعارك الاعلامية اليومية التي تشن علينا بتهم وافتراءات ملفقة من قبل < الجزيرة/ العربية / الشرقية / وأخواتها > بقت دائما في موقع الدفاع المتأخر / دورها لايزيد عن المتهم البائس الذي يبحث عن ادلة البراءة حتى لو استهلكه الوقت ! هنا لابد من الاعتراف ايضا ان الاعلام الداعشي المتمكن جعل الدولة العراقية واعلامها الهزيل اصلا في وضع مزري لاتحسد عليه / استطاعت عصابة الخوف وبحرفيه وتقنية عالية تحريك الالاف من مواقع التواصل الاجتماعي لحسابها بتسريب مشاهد الموت المرعبة والمبتكرة / او ان تخلق اشاعات من الرعب الصاعق / جعلت قادة الجيش في اربع محافظات عراقية يهربون تحت ظلمة الليل بملابسهم الداخلية ويتحول السلاح الذي كلف الدولة عشرات المليارات من الدولارات الى غنيمة من غير قتال ! لم يتمكن اعلام الشبوط ان يسجل حضورا فاعلا ومؤثرا امام ما يسمى بالاعلام العراقي الحر او المستقل الذي يقوده سعد البزاز وعون الخشلوك وفخري كريم و الكربولي وآخرون / وهنا استطيع ان اجزم أن كبار المسؤولين في دولة البطيخ تطقطق قلوبهم وتهتز شواربهم صباح كل يوم / حينما يطالعون جريدة المدى اوعندما يشاهدون نشرة اخبار الشرقية خوفا من الفضيحة / وليس من السر ان تساوم فضائية البزاز اوغيرها كبار حرامية الدولة على بعض الوثائق التي تقع تحت يدها قبل النشر!

رغم صراخ الناس وخطاب المرجعية الدينية / تفوقت شبكة الأعلام على نفسها بالتعتيم المتعمّد على ملفات الفساد التي جعلت العراق بلدا مفلسا منكوبا / خوفا من غضب حمير الاحزاب / عدا ما تمارسه من تضليل في جانب الخسائر التي يتكبدها البلد كل يوم جراء الارهاب / وفي اللحظة التي يسبح فيها العراقيون ببركة الدماء الطاهرة المسفوكة ويستنشقون دخانها المُميت تعلن < العراقية نيوز > ان داعش بدأت تفر من العراق الى بلد آخر !

 دلل النفس بالحنو عليها      لا تكن جالب الهموم إليها
ان يكن مسّك الزمان بضرّ    لا تكن انت والزمان عليها

اكتفي بهذا القدر وما ذكرته كان يشبه العناوين البارزة < للأعلام الحكومي > على امل الخوض بالتفاصيل في فرصة أخرى !

وللحديث بقية
 

السويد في : 20/ 2 / 2016

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter