|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأحد  14 / 8 / 2016                                 عباس العلوي                                   كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

احزاب العار : هذا هو حصادكم !
(21)

عباس العلوي
(موقع الناس)

المستشفيـات العراقية على سرير الانعاش !

الخدمة الصحية تعكس الوجه الحقيقي للبلد إن كان متخلفا او متطورا ً/ الدول المتحضرة تنفق على الصحة والتربية أكثر من الأمن والدفاع / لأن الأنسان فيها : رأسمال الحياة ! العراق منتصف السبعينات صُنف < صحيا > الدولة الأولى في الشرق الأوسط وفقا لتقارير الامم المتحدة / كان مواطنو دول الخليج يتعالجون في مدينة الطب وابن سينا وغيرها / منتصف عام 1978 خلال تواجدي في دبي التقيت بوكيل احدى الوزارات في دولة الامارات / اصبح صديقا فيما بعد / تحدث لي بأعجاب عن مدينة الطب التي اجرى فيها عملية جراحية معقدة قال : كم اتمنى ان يكون عندنا في الامارات اطباء ومستشفيات مثل ماهو في بغداد! تراجع الحال في زمن < مقاول الحروب > حيث تم تصفية رموز النهضة الصحية على مراحل/ رُمي البرفسور الطبيب راجي عباس التكريتي الى الكلاب لتنهشه حيا / واعدم الدكتور رياض حسين وزير الصحة بتهمة ملفقة / أقيل الوزير عزت مصطفى العاني وعُين طبيبا مناوبا في الشرقاط لرفضه المصادقة على احكام الاعدام في انتفاضة صفر / أقصي شيخ الاطباء الدكتور مردان علي رئيس مدينة الطب وطرِدَ العشرات من كبار اطباء الاختصاص وهُجّر آخرون ! وما بعدها دخلنا في طركَاعة القادسية وبقية القصة معروفة ! في عام 2003 جاءنا عتاولة الديمقراطية بشفط ولطش غير مسبوق / ظهرت ثقافة جديدة لم يعرفها التاريخ العراقي المعاصر في مستشفياته هي : حرامية الدواء مايصل من أدوية ومستلزمات أخرى تكلف خزينة الدولة ملايين الدولارات / تجدها بعد ايام وربما ساعات في الصيدليات الأهلية وصيدليات الأرصفة وبيوت المسؤولين في وزارة الصحة لتبقى المستشفيات الحكومية خاوية على عروشها من جديد ! / ما يشجع هذه الحرمنه المكشوفة عدم وجود حكومة اليكترونية تضبط النظام الأداري والرقابي والدوائي كما هو الحال في أفقر دول الجوار ! وفي زمن احزاب العار / دخلت علينا ثقافة اخرى وهي مقاضاة الطبيب عشائريا ًبقصد الابتزاز المادي من قبل حثالات الناس / تعرض العديد منهم للضرب والقتل وضح النهار دون ان تحرك اجهزة الامن ساكنا ً / وصار حلم الطبيب الاكبر انتظار اللحظة التي يترك فيها العراق دون رجعة ! أما حكاية المعدات والأجهزة الطبية في مستشفيات دولة البطيخ / فأمرها يُثير الشجون / الغالبية العظمى من الاجهزة التي تتوقف عليهــا حياة الانسان في اللحظات الحرجة غير موجودة أصلا / أو خارجة عن الخدمة لقدمها / أو معطلة بسبب نقص في قطع الغيار/ امّا اذا وقع نظرك لا سامح الله على ما يُسمى ب < الفندقة الصحية > / فالمصيبة أعظم / الفراش والشراشف والأغطية او غيرها لاتصلح إلا < لأهل الكهف > / غرف الاستشفاء تثير القرف والأشمئزاز بحكم القذارة وفقدان الدواء والكهرباء وأحيانا السرير / ربما تجعل المريض قريبا من يد عزرائيل ! في كل الأحوال : من يزور الآن المستشفيات العراقية في محافظات الوسط والجنوب / يجد بحكم المؤكد اسطبل الحيوانات أفضل منها بكثير! حرص كبار المسؤولين ممّن فرختهم احزاب العار/ ان يبقى الحال المخزي كما هو عليه ليكون مبررا لعلاجهم خارج العراق على نفقة الدولة / وقد ضرب لنا الرئيس العراقي السابق والحالي ورؤساء وزراء الصدفة مثلا قبيحا في ذلك / لم يقتصر الامر عليهم فسقط المتاع من حرامية البترودولار ساروا على هذه الشاكلة / شاهدنا من الرجال من قام بترقيع اسنانه أو تصليح بواسيره بمبالغ فلكية ومن النسوان مّمن اجرين عمليات تجميل لوجههن القبيح / اما {عاليه نصيف } التي كثيرا ما تنفخ في بوق محاربة الفساد / بعثت هي الاخرى ابنها بطائرة خاصة الى عمّان بمجرد ان اصابته وعكة صحية / يـــاللعار(خوش مركه وخوش ديج) ! ترجم لنا الشاعر الشاب امجد السلطاني الواقع المزري قائلا :

متخجلون بسمّ الدين بعتوا الدين *** من يا مللّه انتم ولمن ترجعون
ياللّي تصلون ياللّي تحكمون *** كتلتوا الشعب وبدمّه تتوضون
يا فشلة وطن راسم بيكُم الآمال *** ويا خيبتنه بيكُمُ ما تحسون

ابتلت وزارة الصحة كغيرها من الوزارات ذات الضرع الدسم بحرامية محترفين / ويكفي وزاءُها السابقون أن تركو لنا 15 مستشفى جديدة كلفت الدولة مليارات الدولارات بعهدة شركات وهمية مفروض لها ان تقدم خدماتها للمواطنين / تحولت الآن الى مجموعة انقاض منظرها يدمي القلوب / اما مفتشها العام السابق الحرامي عادل محسن المدعوم من حزب السلطة/ تمكن بطريقة او اخرى من تعيين زوجته رئيسا لقسم العقود في الوزارة / وصارت الاجهزة والادوية تأتينا مضروبة اسعارها بعشرات الاضعاف / سوّد الله وجوهكم ياحرامية !

سلام على الدنيا / سلام على الورى*** إذا ارتفع العصفور/ وانخفض النسرُ !

اساس المشكلة الصحية في العراق < إدارية > قبل أي شيىء آخر/ بناء مستشفى جديد لايعنى إهمال المستشفى القديم / ولايلغي واجب الصيانة الدورية او مستلزمات الامان / ولاعلاقة له بالمافيات < الحكومية > التي تتاجر بدواء المستشفيات / او نزيل المستشفى الذي يدفع الرشاوى < بالدولار > / والمضاد الحيوي الذي يُجبر على شرائه من الأسواق / او أكداس الأزبال المتراكمة في داخل وخارج المستشفيات / وبرك المستنقعات والأوحال التي تعشعش حول جدرانها / أو التعامل بطريقة < الأقربون أولى بالمعروف > / و فوضى الزعيق والصريخ التي تذكرك حتما : < بحمّام النسوان > أيام زمان / ومن عناصر هذه المشكلة أيضا : تقاطع القوانين بعضها مع البعض الآخر / واضطراب السياسة الدوائية / تخبط كامل في التصنيع والأستيراد والخزن والتوزيع / استبدال اهل الاختصاص بفروخ الاحزاب / ثمّ ماذا نتوقع من مضمد جاءنا < بستوتة > المحاصصة ليكون رئيسا لأحدى المستشفيات كان من نتائجه ماحصل قبل ايام من اهمال متعمد تسبب في محرقة قسم الولادة < مستشفى اليرموك > التي اودت بحياة 13 طفلا رضيعا ! ختام القول : عورات الوزارة لا يغطيها الغربال / مستشفيات دولة البطيخ يمكن < بجدارة > توأمتها مع مستشفيات الصومال وافغانستان وبقية الدول المضروبة بالحذاء !

ما صار بشكلكم ابد بالتاريخ --- خليتوا العراق ولاية البطيخ
راحت ترجع الاسعاف عالبعران
لان خزنتنه كلها صارت بلبنان --- والباقي صفت حصّة اللوكيّة !

للحديث بقية

 

السويد في : 14 / 8 / 2016

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter