|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الأربعاء  4  / 12 / 2013                                 علي عبدالكريم حسون                                  كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

بمناسبة الذكرى 80 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
30 آذار 1934 30 آذار 2014
 

فهد
بين محاكمته الأولى في آيار وحزيران 1947 ومحاكمته الثانية في 10 شباط 1949
وما بينهما في سجن الكوت ، شنقه مع رفاقه يومي 14 و15 شباط
(1-2)

علي عبد الكريم حسون
(موقع الناس)

جزء من وفاء الدين لمن تربوا في أحضان الشيوعية

# تأريخ القبض عليه : بعد ظهر يوم 18 كانون الثاني 1947 .

# مكان القبض عليه : في محلة الصالحية من كرخ بغداد , في بيت الصيدلي أبراهيم ناجي شميل , مع زكي بسيم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي .

# رد الفعل : لم يبد الأثنان أية مقاومة , وأستسلما برباطة جأش .

# مكان الأحتجاز : المقر الرئيسي لمديرية الأستخبارات في مركز بغداد . والمرجح أنه دائرة التحقيقات الجنائية الواقعة آنذاك بين شارع النهر الحالي وشارع الرشيد خلف ساحة الغريري .

# الأشخاص الذين أستجوبوه : تم أستجوابه من قبل المفتش ( نائل الحاج عيسى ) . وهو معاون بهجت العطية . وقد تم أعتقاله بعد ثورة 14 تموز 1958 , وتوفي في المعتقل بنوبة سكر قبل أن يتم عرضه على المحكمة . وحسب زكي بسيم أنه واجهه بالكلمات القاسية وطلب من ستة رجال شرطة تعليقه بحمالة البندقية ( الفلقة ) .

# من قام بتعذيبه ؟ حسب شهادة زكي بسيم بتأريخ 19 آيار 1947 فأن المساعد ( عبد الرزاق عبد الغفور ) قد قام بتعذيبه بنفسه . وهو عم همام عبد الغني عبد الغفور وزير التعليم العالي زمن النظام الصدامي المقبور . ومن المفارقات ، أنه تم نقله قبل شهر من ثورة 14 تموز 1958 , من مديرية التحقيقات الجنائية ببغداد , الى مديرية شرطة الحلة , ولم يحاكم مع الأربعة : بهجت العطية ( مدير الأمن العام ) / عبد الجبار وهبي ( متصرف بغداد ) / عبد الجبار فهمي ( مدير السجون العام ) / سعيد قزاز ( وزير الداخلية ) .

# موقف فهد وزكي بسيم خلال الأستجواب : لم يتمكنوا من أنتزاع شيء من الشهيد بسيم . أما موقف فهد فأنه في الساعة 9,45 من مساء ليلة القبض عليه مع رفيقه , كان صلبا , ولم يتعد أعترافه , وعلى الفور : بأنه كان السكرتير العام للحزب . رافضا أعطاء أسماء رفاقه , ومعلنا تحمله المسؤولية كلها بنفسه , وكان جوابه : ( الحزب الشيوعي العراقي حزب سري , ويمنعني نظام الحزب من أعلان أسم أي من أفراده , ومن الكشف عن أي من تنظيماته) .
يبدو أن الأجهزة الأمنية , وطيلة الأيام الأولى من الأستنطاقات المتعاقبة , ترسخت لديها القناعة , بأنهما لن يبوحا بأي شيء , فجرى نقلهما ألى سجن أبي غريب العسكري . وكنتيجة للأوضاع السيئة في السجن , والبقاء في الزنزنات الضيقة والرطبة والمعدومة التهوية , وفقدان الأحساس بالليل أو النهار . فقد تم السماح لهما , وبعد أسبوعين بالخروج الى الشمس لمدة ربع ساعة فقط وفي 13 حزيران أعلنوا الأضراب عن الطعام , وبعبارة فهد فأنهم : (يفضلون الموت جوعا على الموت البطيء).
بعد ثمانية أيام من أضرابهم , جرت محاكمتهم أمام المحكمة الجنائية العراقية العليا , بعد المحاكمة الأولى في آيار أمام محكمة البداءة الأولى . وتشكل فريق من عشرة محامين متطوعين للدفاع عنهم , ولكنهم أصبحوا تسعة بعد أعتقال أولهم المحامي كامل قزانجي بتهمة الدفاع عن الشيوعية . (وقزانجي هو الشخصية الوطنية وعضو مجلس السلم , والمسقطة عنه الجنسية العراقية بعد ذلك , زمن العهد الملكي , والذي أستشهد لاحقا على أثر حركة الشواف في آذار 1959 في معسكر الغزلاني بالموصل .)

# التهم التي وجهت لهم :
1 - الأعتماد في الدخل على مصادر أجنبية .

2 - الأتصال بدولة أجنبية هي الأتحاد السوفيتي .

3 - الأتصال بحزب تودة في أيران وحزب خالد بكداش في سوريا .

4 - التخطيط لهدم النظام الفائم والتحريض على العصيان المسلح .

5 - نشر الشيوعية بين أفراد القوات المسلحة .

في محاولة رخيصة من الأدعاء العام في المحكمة قارن بين :
(الأصول الوضيعة للمتهمين , والفقر الواضح عليهم , من جهة , ومن جهة أخرى طباعتهم في أيام الحرب وغلاء الأسعار , لمنشورات وكراريس وصحف بكميات كبيرة .)

وقد أجاب عنها فهد بأن :
(الحزب الشيوعي يعتمد في دخله على مبيعات صحيفة القاعدة وعلى أسهامات الأعضاء والمؤيدين .) كما أنكر فهد أن للحزب أتصالات مع الأتحاد السوفيتي , أو مع أي من ممثليه . (
جريدة الزمان البغدادية عدد 22 حزيران 1947).

أوضح فهد للمحكمة حول الدعوة للعصيان المسلح بأنه : (أما كان لحزب يدعو لعصيان مسلح , أن يسلح أتباعه على الأقل) . وفي 23 حزيران 1947 , أصدرت المحكمة حكمها بكون فهد مذنبا , وحكمت عليه بالأعدام , ومثله لرفيقه زكي بسيم وأبراهيم ناجي شميل . وعلى 13 شيوعيا آخر بالأشغال الشاقة لمدد مختلفة .

ماذا جرى بعد ذلك ؟
نتيجة للأحتجاجات في البلدان العربية المجاورة , وأوربا , جرى تعديل أحكام الأعدام في تموز 1947 , فخفضت عقوبة الأعدام لفهد الى الأشغال الشاقة المؤبدة , وعقوبة زكي بسيم الى الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة .

في اليوم التالي لأصدار الأحكام جرى نقلهم من غرفة الأعدام التي سجنوا فيها منذ 23 حزيران , ليقيما في القلعة الثالثة من سجن بغداد المركزي . وبعدها في ليلة 14 - 15 آب نقلا الى الكوت وسجنها المشهور , وفي قاووش جماعي . حيث أتيحت لفهد ورفاقه , فرصة تحويل السجن الى مدرسة شيوعية حقيقية , مستفيدين من الفرصة الذهبية التي تجمع فيها هذا العدد من الرفاق بمكان واحد . وفي هذه الفترة تم ما يلي :

# جرى أخضاع جميع أعمال الحزب السابقة للدراسة والتحليل , وخاصة الأخطاء , وأستخلاص الدروس , والتركيز على العمل الميداني للنضال السري , وأيلاء اهتمام خاص للمحكومين بمدد قصيرة للأستفادة من أطلاق سراحهم القريب .

# نجح فهد بعد ذلك , وخلال أقامته في سجن الكوت , بأستعادة الأتصال بالعمل السري في بغداد , وبشكل مستمر ومنتظم , وذلك عن طريق زيارات عوائل السجناء , ومن النساء خاصة  .

# عودة جريدة القاعدة , صحيفة الحزب الرسمية , للظهور حاملة أفتتاحية بقلم فهد من سجنه , بعنوان : (معنى الهجوم الرجعي على العناصر الديمقراطية في العراق . عدد 3 حزيران 1947 , واصفة بدقة أوضاع القادة الشيوعيين المعتقلين) . كل ذلك أسهم في أستعادة الشيوعيين ممن لم تطالهم الأعتقالات , ثقتهم وجهاديتهم وقوتهم .

من سجنه في الكوت , فهد يحّث ويوجّه ... أيام وثبة كانون 1948
رسائله الى المسؤول الأول للحزب , يستشف منها , على أنه كان على أطلاع تام بمجريات الأحداث .... (أبقوا عيونكم مفتوحة وأحترسوا من كل ما يسلب الشعب مكاسبه .... من الواجب تعبئة الجماهير , وحثها على التظاهر , وتشكيل الوفود , وتقديم العرائض , والضغط من أجل ألغاء معاهدة 1930 وجلاء القوات الأجنبية , وأطلاق الحريات الديمقراطية , وتأمين خبز لائق للشعب , ومعاقبة نوري السعيد عميل الأستعمار الأول .) . ويستشف منها أيضا رؤيا مستقبلية بضرورة ربط النضال الوطني وأستعادة السيادة وأخراج المحتل , بالنضال الديمقراطي .

توجيهات فهد من داخل السجن , تمثلت بالضغط من أجل حكومة تتألف من حزب الأحرار ( سعد صالح ) والوطنيين الديمقراطيين . تمثل نظرة ثاقبة , بأن ما من حزب يستطيع لوحده أن ينهض بالمهام الوطنية الديمقراطية .

كذلك تضمنت توصياته النص على : (صيانة صفوف الحركة الوطنية , وأن لا يجري أهمال أتباع الأحزاب الوطنية , في حالة رفض أحزابهم العمل مع الشيوعيين) . أي أن التاكتيك يجري أيضا من الأسفل . وهذا يعني تاكتيك صائب , عبر الأتصال بقواعد الأحزاب الوطنية , في حال تخلي قياداتهم عن الأستمرار .

مصادر المقالة :
1 –
حنا بطاطو / العراق / الجزء الثاني .
2 – عزيز سباهي / عقود من تأريخ الحزب الشيوعي العراقي / الجزء الأول .
3 – الصحف العراقية : الزمان / الرأي العام / الرائد / الشعب في 22 حزيران و24 حزيران و25 حزيران 1947 .
 

(2-2)

اعادة محاكمة فهد ثانية في 10 شباط 1949

# المحكمة هي محكمة عسكرية شبه ميدانية . عقدت جلستها الأولى في العاشر من شباط 1949 .
حسب ما نشرته جريدة الشعب البغدادية بعددها المرقم 1245 الصادر في الخامس عشر من شباط 1949 وتحت عنوان :
الحكم بأعدام فهد وزكي محمد بسيم ويهودا صديق بالأعدام و42 شخصا آخر حكم عليهم بأحكام مختلفة . الأفراج عن 12 شخصا وربط بعضهم بكفالة . الحكم على ألن يوسف بالسجن 7 سنوات و3 سنوات مراقبة . مصادرة مطبعة القاعدة ومعها 546 دينار.

وقد عقدت المحكمة ( المجلس العرفي العسكري ) جلستها برئاسة العقيد عبد الله النعساني وعضوية الحاكمين : خليل زكي مردان وفريد علي والعسكريين : المقدم محمود عبد القادر والرئيس الأول أحمد داود . وأصدرت قرارها بالحكم بالأعدام على :
1 - يوسف سلمان يوسف الملقب ( فهد ) و ( الحاج ) وزكي محمد بسيم وحسين محمد الشبيبي ويهودا ابراهيم صديق بالأعدام شنقا حتى الموت .
2 - الحكم على : عزيز الحاج علي حيدر وجودت أحمد ناجي ومير يعقوب كوهين بالأشغال الشاقة المؤبدة .
3 - الحكم على : كاظم خليف وجاسم حمودي وحساني علي وعزيز محمد وعبد السلام عبد العزيز بالأشغال الشاقة لمدة خمس عشرسنة .
4 - الحكم على : حسقيل هارون وابراهيم محمد الحكاك وهادي عبد الرضا وعزيز سباهي بالأشغال الشاقة لمدة عشر سنوات .
5 - الحكم على : زكية خليفة وهاشم عبد الله الأربيلي ونوري سلمان وروبين يحيى وطارق عبد الكريم وناجي صيون خلاصجي ويعقوب ماشي ابراهيم ونعيم يوسف ونعيم صالح سلمان وفاضل جاسم وخالد أحمد بالحبس الشديد لمدة سبع سنوات .
6 - الحكم على البقية بالسجن لمدة خمس سنوات .

وقد تم تنفيذ الأعدام سريعا وعلى يومين متتاليين , فجر الرابع عشر والخامس عشر من شباط 1949 . وعلى الشكل التالي :
فهد في الساحة المسماة اليوم ساحة المتحف العراقي في منطقة العلاوي ببغداد .
الشبيبي في باب المعظم . وزكي بسيم في الباب الشرقي . (ولم أعثر في المصادر التي بحثت فيها عن مكان أعدام يهودا صديق ) . وقد جرى أبقاء أجسادهم معلقة لساعات عديدة من النهار , ربما للتشفي , أو للتحذير .

ينقل العديد من الباحثين رواية المؤرخ عبد الرزاق الحسني في مؤلفه : تأريخ الوزارات العراقية ج 8 والتي أنفرد بها : أن نوري السعيد كان يميل الى أعدام القادة الثلاثة , بأن يكون أحدهم مسلما والثاني يهوديا والثالث مسيحيا وان وزير عدليته محمد حسن كبة , كان رأيه أن يكون المسلمين الأثنين أحدهما سني والآخر جعفري ... وهذا ما تّم بعد أضافة يهودا صديق فأصبح العدد أربعة .

مصير الأجساد الطاهرة :
سلمت جثتا الشهيدين الشبيبي وبسيم لأقاربهما الأقرب . أما الشهيد فهد , فقد دفنته الشرطة في مقبرة باب المعظم ولم تسلمه لعائلته وخاصة أخيه الأكبر داود . وبقي قبره مجهولا حتى قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 .

فبواسطة جهود حزبية كان على رأسها الرفيق عبد الرزاق الصافي , والذي أتصل بأمانة العاصمة , التي تعاونت معه , عبر أحد الموظفين الوطنيين , وآخر أشرف على دفنه وأشار لموقع قبره بين نخلتين ....
الآن وبعد ما يقرب من 65 عاما , لازالت وفود الشيوعيات والشيوعيين , تتدفق للقبر في يوم الشهيد الشيوعي المصادف الرابع عشر من شباط من كل عام , للوقوف على قبر , بن برطلة وبغداد والبصرة والناصرية . يتناهى الى سمعهم صدى هتافه الخالد : (الشيوعية أقوى من الموت) .

تحدث لنا أحد سجاني الرفيق فهد , والذي توفي في سنة 2007 في مدينة الحرية ببغداد , بأن فهد أجابه على تساؤله , بالهدف من موته ؟ أنه قال له , لما عرف بأنه من أصول جنوبية ريفية , بما معناه : أن أفراخ طيور زغب , لابد أن تنمو وتكبر بريش , يساعدها على الطيران ... كذلك رفاق الحزب من بعده .

التهم التي وجهّت من قبل المحكمة اليهم والمستمسكات والأدلة والشهود :
#
الأستمرار بقيادة الحزب الشيوعي من داخل السجن .
# أتهامهم بوجود علاقة لهم بالدول الأجنبية .
# علاقة الحزب بسفير أحدى الدول الأجنبية .
# مقالات من هذا الحزب الى الحزب الشيوعي البريطاني غير المجاز . وحسب ما أورده المدعي العام في المحاكمة الأولى فقد كانت التهم :

# علاقة الحزب الشيوعي بالأضرابات التي وقعت في 1946 , والتي سقط من جرائها بعض الناس صرعى كما وقع في كركوك أو في جانب الكرخ , أو ما أحدثته أضرابات السكك والكاظمية , من أضطرابات في الأمن . ودعوة جريدة القاعدة بنشر المقالات العديدة لدعوة عمال شركة النفط الى الأضراب العام بعنوان : (نداء الحزب الشيوعي العراقي الى عمال السكك الحديدية ببغداد) .
# وجود ورقة ترشيح معنونة الى فهد بأسم مهدي الأزري .
# وقوع ترويج لهذا المبدأ بين رجال الجيش .
# المستمسكات والأدلة : هي الرسائل التي كان يرسلها فهد للمسؤول الأول للحزب والتي عثر على واحدة منها في ثنية بنطلون يهودا صديق .
# الشهادات ضدهم : هي أفادات مالك سيف الذي أرتدّ وتعاون مع الأجهزة الأمنية منذ ذلك التأريخ وحتى وفاته بعد أكثر من أربعين عاما . وكذلك شهادة يهودا صديق وآخرين أرتدوا .

ومن الطريف أن يذكر الأدعاء العام في مطالعته أمام المحكمة الأولى بأن : قانون العقوبات البغدادي قد نصّ على : معاقبة كل من يقوم بتمجيد أو ترويج المذهب الأشتراكي البلشفي الشيوعي . وعلى أكثر من واحد من أفراد القوات العسكرية أو الشرطة بعقوبة أشد .

وفي معرض حماسة الأدعاء العام لألصاق ( التهم ) نسي أنه يروّج علنا لأساليب نضال الحزب . عندما ذكر بأنه يدعو لتدريب الشعب على طرق النضال مثل العرائض والأحتجاجات والأضرابات والمظاهرات . لا بل يذكر بعض العناوين الحماسية مثل : ناضل أيها الشعب وألتحق بالحزب الشيوعي العراقي .... على رفاقنا الوطنيين أن يتسلحوا بالسلاح الماركسي واللينيني لأنهما المصباح المنير في طريق النضال الثوري . وقد نشرت الصحف البغدادية نص مطالعة الأدعاء العام . ونفس المطب وقعت به دائرة التحقيقات الجنائية بنشرها (الموسوعة الجنائية) بستة أجزاء بعد ذلك , قاصدة بث اليأس والقنوط في صفوف أعضاء الحزب . ولم تفطن أنها نشرت أضافة للأفادات , برنامج الحزب ونظامه الداخلي وبياناته وخططه , مما أتاح لمئات لا بل لألاف الشيوعيين والوطنيين والديمقراطيين فرصة التثقف بها . مما جعل الأجهزة الأمنية بعد ذلك تعتبر الموسوعة الجنائية من المبرزات الجرمية في حالة العثور عليها في الأوكار الحزبية .

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter