|  الناس  |  المقالات  |  الثقافية  |  ذكريات  |  المكتبة  |  كتّاب الناس  |
 

     
 

الخميس   29  / 10  / 2020                          اسعد عبد الله عبد علي                     كتابات أخرى للكاتب على موقع الناس

 
 

 

الحياة في العراق اقرب شيء للجنون

 اسعد عبد الله عبد علي *
(موقع الناس)

رسمنا الامل وحددنا اهداف مجتمعنا في الحياة, ودافعنا ضد كل منحرف يعمل على هدم احلام الامة, هذا واجبنا ككتاب واصحاب اقلام, لكن هذه المواقف يمكن لها لها ان تزهر وتكبر في البيئة الطبيعية, وهذا الادوار مؤكدة في عوالم اخرى غير العراق, المصيبة العظمى ان هذه الادوار لا تنفع ان تنغرس في هذه الارض! وهذا من عجائب ما عشت وشاهدت, فالحياة هنا اشبه شيء بالجنون, ولا يمكن ان تخضع لاي قانون, لانها خارج النص.

في العالم نجد ان الحنان والرأفة ترتبط بالام, فهي رمز لكل شيء جميل, وهذا من الامور الطبيعية التي لا تقبل الجدال.

لكن في العراق الامر يختلف جدا, فكان من الامور المؤلوفة ان نقرأ قصة ام تبيع بنتها الصغيرة بهدف الحصول على بعض الدولارات, او تلك الام التي كانت تشعر بالحنق على زوجها, وبهدف اغاضة زوجها قامت برمي طفليها الصغيرين في نهر دجلة, ولم تتأسف او تشعر بالندم, في مشهد مجنون, لكنه حصل وليس من سرد الخيال, او تلك الام التي تذبح ابنها و زوجها! فقط كي تعيش حياتها مع حبيبها بكل سلام! او تلك الام التي تدفع ابنها ليكون ذباحا داعشيا او متطرفاً, وتشجعه على كل جرم يفعله, وتشد على يده وتدعو الله ان يتقبل منه هذه الافعال, وان تحسب في ميزان حسناته! مع انها عبارة عن قتل وذبح للاخر, واكثر من هذا يحصل بشكل يومي في العراق.

نشاهد اغلب دول العالم يصل للحكم والمناصب الرفعية الارجح عقلا, ويضع برنامج لرقي البلد, ثم يحاسب على مدى تنفيذ البرنامج.
في العراق يصل للحكم والمناصب الرفيعة من ليس اهلا لها, حتى تكونت طبقة متخمة من اللصوص والدواعر الزمن, ومتحكمة بكل مقدرات البلد, مما جعل ايرادات النفط تهدر سنوياً من دون ان يتحقق اي تنمية للبلد, فأي اقتصاد يمكن ان ينهض واغلبهم غير متعلمين! وفضائح تزوير الشهادات ملئت مواقع التواصل الاجتماعي, فكيف نتصور ان تحصل نهضة في العراق ونحن تحت اسر اللصوص والجهلة والمزورين.

حرمتنا الطبقة السياسية والاحزاب السرطانية من الكهرباء والخدمات والسكن اللائق والعمل, بل حتى حرمتنا من العلاج ومن تحقيق الامان والحرية, كل حقوقنا تمت مصادرتها, وبسبب كل هذا الجنون المنتشر في البلاد اصبح حلم كل عراقي الهجرة! فلو توفرت الظروف المناسبة للهجرة والى اي بلد كان, حتى لو كان مصر او كوستاريكا او حتى موريتانيا, فالعراقي يسرع بالقبول, فالهجرة والخلاص من جنون الواقع امر تحت عنوان اشد الواجبات التي لا تقبل التخاذل.
 


* كاتب وأعلامي عراقي
مدير مؤسسة نقطة للثقافة والإعلام




 

 

 

 

 

 

 

 Since 17/01/05. 
free web counter
web counter