الصفحة الثقافية

الرئيسية

 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

الثلاثاء 17 /1/ 2006

 

 

من ذاكرة الناصرية

فندق سومر مقرا للحرس القومي

 


الناصرية\ ابراهيم عبد الحسن

لقد أصبحت المعتقلات إثر انقلاب شباط الاسود 1963مكتضة بآلاف المناضلين وفي مقدمتهم الشيوعيون حيث مورست ضدهم شتى أنواع التعذيب والقتل الجماعي والفردي : في قصر النهاية ومعتقل رقم واحد والنادي الاولمبي وكثير من الاماكن التي اتخذ منها البعثيون معتقلات للتحقيق والتعذيب.
وهنا في الناصرية اتخذ من فندق سومر مقرا عاما للحرس القومي، وفندق سومر هذا يقع ولايزال وسط شارع الجمهورية مقابل قائمقامية قضاء الناصرية مقابل مديرية أمن الناصرية سيئة الصيت أيام الانقلاب الفاشي الاسود في شباط 1963.
ذئاب وجرذان وأشباه رجال مهنتهم القتل ولا شيء غير القتل، بشر تحجرت قلوبهم السوداء وأعمى الحقد الاسود بصيرتهم فعاثوا في الارض فسادا، يحتسون الخمرة ليلا ليمرغوا كرامات الشرفاء في وحل صلفهم وسفالتهم، دعونا نستمع الى شاهد حي على أفعال هؤلاء السفلة يوم أقتيد مع العديد من أبناء الناصرية الشرفاء ومناضليها الابطال أنه الشاهد (( غانم خليل المصور )) وهوحي يرزق قائلا :
((أنا إن نسيت فلايمكن أن أنسى كيف حشرونا في غرفة صغيرة في فندق سومر الذي اتخذوا منه مقرا لهم، فكان مستحيلا علينا أن ننام كما ينام البشر وقوفا، كنا نمضي النهار والليل ببانتظار جلسات التعذيب التي لايمكن أن أصفها، كنا أمام بشر قد خلت قلوبهم من الرحمة والإنسانية، أتذكر كان معي في هذا المعتقل : (( الشاعر فائز الزبيدي - الاستاذ محمد علي سبع - طالب عبد الحسبن - مهدي عودة - صاحب حسن )) وكثير غيرهم لاتسعفني الذاكرة بتذكر أسمائهم الان!!
لقد كان المجرم عباس حمادي لولب هذه المجموعة التافهة التي تضم اضافة اليه كلا من (( فهمي روفا شقيق الجاسوس منير روفا - رحيم الشيخ علي -المقبور غازي سيف - كريم السيد خلف - جاسم الحصونة - فيصل التميمي - يحي سعيد- عبد الله سيف )) ومجاميع أخرى من المرتزقة الذين أمتهنوا القتل مقابل بضعة دنانير!!
كانت أصوات السجناء تشق أستار الليل الغارق في الصمت وسط مدينة الناصرية العزيزة، ولم يكن فندق سومر آنذاك فندقا بالمعنى الصحيح، بل كان مسلخا بشريا هتكت بين جنباته أعراض العذارى وأصطبغت جدرانه بدماء الشرفاء الذي ستظل تنزف أبد الدهر، كأنما تريد أن تحكي للاجيال بشاعة ما حصل في زمن قلت فيه المروءة وأنعدم فيه الضمير!
يجب أن تظل هذه البناية شاهدا حيا على ماارتكبه الاشرار فيها من جرائم بحق النساء يندى لها جبين كل أنسان شريف ))
هكذا كان فندق سومر الذي بقي معتقلا رهيبا حتى سقوط البعثيين في 18 تشرين يوم أنقلب عليهم عبد السلام عارف، حيث حل الحرس القومي وأغلق مقره العام في الناصرية، وقام معاون الامن جاسم شلش ورئيس العرفاء البطل لفته كاظم العماري بإلقاء القبض على متصرف اللواء انذاك ناصر الحديثي ومعه نعيم حداد والموجودين داخل الفندق وأقتادوهم الى السجن أمام الجماهير الفرحة والهتاف للبطل لفته كاظم العماري وكانوا جميعا مطأطئي الرؤس يصحبهم الخزي والعار والهزيمة .