نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

فنون

 

 

 

الخميس 9/2/ 2006

 

 

 

فصول من تاريخ المسرح العراقي

(الفصل الخامس)
(المسرح العراقي عندما كان يعارض 1948 -1958)

 


لطيف حسن

ان تاريخ المسرح الجاد في العراق ، او مايسمى بالأنطلاقه الفعليه للمسرح ، تبداء عمليا بعد تخرج الوجبه الاولى من طلبة معهد الفنون الجميله - قسم التمثيل - ، اللذين شكلو الرعيل الاول من الفنانين الذين درسوا المسرح على اسسه العلميه ، وخلقوا فيما بعد حركه مسرحيه ذات خصوصيه فريده ، امتدادها مسرحنا العراقي الحالي .

فبفضل الجيل الاول من خريجي معهد الفنون الجميله ، استطاع المسرح العراقي ان يشق له مسارا جديدا له ، مغايرا لماكان عليه سائدا منذ وفوده ، اذ ترك برجه المنعزل الذي كان يتعبد فيه الفن لذات الفن ، ونزل الى الناس يتناول مشاكلهم الاجتماعيه ومعاناتهم من زاويه جديده يربطها بجرأه بالسبب والمسبب الحقيقي لهذه المشاكل ، نائيا بنفسه عن مسار المسرح المصري النموذج والملهم له حتى ذلك الوقت .

كان هذا الجيل ينتمي احتماعيا الى اولاد الحضر في المدينه ، من الطبقه المتوسطه والكادحه ، وبعضهم من ينحدر من الطبقات الاعلى ، معظمهم احب المسرح بأخلاص منذ طفولته ، واكمل اوواصل تعليمه العالي الى جانب دراسته في المعهد التي اعتبرها هوايه وليست مصدرا للعيش، لانها كما هو معروف في ذلك الوقت لم تكن مهنة المسرح محترمه اجتماعيا ، او مضمونه تسد الرمق وتؤمن للمستقبل .

كان الشارع السياسي العراقي في الاربعينات يغلي بالفوضى والأضطرابات الكبيره ، مظاهرات وانتفاضات عماليه في المدن الرئيسيه ، و حدث فرهود لليهود في بغداد ( بعد تعقد المسأله الفلسطينيه بنشوء دولة اسرائيل) ، وأنتفاضات فلاحيه امتدت وغطت كل الريف تقريبا ، واندلعت حركات احتجاجيه في كل مكان لم تنقطع لحظه واحده ، تطالب بالغاء العمل في المعاهدات الامبرياليه الجائره ، وانهاء الاستعمار والتبعيه ، وانجاز التحرر والاستقلال والانعتاق الحقيقي من الاستعمار البريطاني ، الى جانب تزايد مطالب الطبقات المسحوقه بتحسين احوال المعيشه من زيادة الاجور ، وتحسين ظروف عمل ، وبالضمانات الاجتماعيه، ومطالب ديمقراطيه في حق تشكيل النقابات والجمعيات المهنيه .. الخ من المطاليب المتناميه بأستمرار .

وواحهت الحكومه التي تبدلت اكثر من مره في هذه الفتره ، هذا النهوض والتأزم والاحتقان ، الذي شمل كل الطبقات الاجتماعيه تقريبا، بالعنف الشديد الغير مسبوق والاعدامات السياسيه وتعليق جثثها في الساحات العامه، وملأت السجون والمعتقلات بالمعارضين والمحتجين، والغيت اجازات الاحزاب والصحف التي كانت تصدر ، وطبقت الاحكام العرفيه ، وعاش العراق جوا بوليسيا خانقا ، وكلف عنف الدوله هذا الناس ضحايا كثيره لاتحصى .

ان الشارع يخلق في الظروف الصعبه العصيبه ، ومن بين احضانه ، مثقفيه ومبدعيه الجدد من الديمقراطيين المنحازين لقضيته ، ووتظهر الاعمال الابداعيه المهمه ،هكذا كان بالنسبه لجيل مسرح الاربعينات ( طلاب معهد الفنون الجميله بالتحديد) ، ماكان عليهم الا ان يتأثروا بما يدور حولهم ، ويراجعوا ماتعلموه من استاذهم الفاضل حقي الشبيلي في تبجيل المسرح لذاته ومحاولة تحييده وعزله عن السياسه، ووجدوا ان للمسرح وظيفه اخرى غير الجمال ، هو ان يحمل قضيه الناس الملتهبه الى جانب رسالة الجمال .

ان هذا الجيل الذي بدأ يفترق عن نهج الشبلي من يومها ، بقى وفيا بنفس الوقت لمعلمه الاول ، لم ينكر احد من هذا الجيل في يوم من الآيام او نسى فضل حقي الشبلي عليه في تعلم اصول الحرفه و قدسيتها والاخلاص لها ، وظلوا يكنون له الاحترام والموده ويحافظون على العلاقه الطيبه معه حتى وفاته .

فعندما عاد ابراهيم جلال من دراسته في الولايات المتحده في شباط من عام 1963 كمثال يضرب ، كان اول لقاء قام به فور وصوله مطار بغداد ، هو اللقاء باستاذه حقي الشبلي ليشكره و يقبل يده امام الجميع عرفانابالجميل.

تجمع خريجو الدوره الاولى في فرقه واحده عام 1948 حول جعفر السعدي ، على خلاف طموح ورغبة حقي الشبلي في ان يجمعهم في فرقه قوميه كبيره كان يحلم بتأسيسها آنذاك من طلابه وتحت وصايته الابويه ، وأسسوا بشكل منفصل ( الفرقه الشعبيه للتمثيل ) وهذه هي في رأيي او ل صوت معارض يرفعه المسرحيون ضد اوضاع وشكل المسرح السائده آنذاك ، واول مقاومه يبدوها ضد التدجين في نوع من المسرح تريده الحكومه .

ومن الاسم ( الشعبيه) حددوا توجه فن الفرقه نحو اللأفق الواسع للناس بشكل عام بدلا من فن يتوجه للنخبه ، وبدأوا العمل .. وقدموا اول اعمالها مسرحيه ( الفلوس) 1949مترجمه عن التركيه اخراج جعفر السعدي

وابتداءا من هذه المسرحيه ، بدأت ملامح المسرح العراقي القادم تتشكل ، فقد خلقت علاقه جديده بالجمهور ، تميز بها المسرح العراقي عن باقي المسارح العربيه ، هي تلك العلاقه الاندماجيه بين الفنان والجمهور المسيس الذي كان .

فقد كان طلاب معهد الفنون الجمبله ، حالهم حال المثقفين والمواطنين عموما ، منخرطين بقوه في النضال السياسي والاجتماعي ، كانوا عنصراهاما مشتركا في الحركتين بحيث يصعب على المرء ان يفصل بين من هو سياسي وبين من هو فنان مسرحي .

لقد كان النضال من اجل الاستقلال والتحرر الوطني والديمقراطيه في هذه الفتره، له بعد ه الفكري الملهم على المسرح العراقي ، واستطاع ان يؤثر على توجهات تطوره اللاحق بشكل متزايد .

لقد افرزت معمعه نضال الشارع في الاربعينات ( الثنائي شهاب القصب ويوسف العاني ) الذين تعاونا في كتابة المسرحيات بشكل مشترك ، او بشكل منفرد ، وشكلا اهم جماعه مسرحيه مع نخبه من الفنانين وطلبة الجامعات ، اصبحت فيما بعد نواة لاحد اهم الفرق المسرحيه المعاصره ( فرقة المسرح الحديث 1952-1957 ) وهي ( جماعة جبر الخواطر ) التي دأبت على تقديم اعمالها على المسرح المدرسي والجامعي ، الذي انتعش بشكل ملفت للنظرانذاك واتسع نطاق جمهوره ،حتى تحول المسرح المدرسي الى كوه عامه تطل منها كل الفرق والمجموعات المسرحيه العامله آنذاك.

من الناحيه العمليه لم تستطع (الفرقه الشعبيه للتمثيل ) ان تواصل الحفاض على لحمة هذا التجمع الكبير من القدرات والكفاءات المهمه بين احضانها الى النهايه ، وأن تنجح في تلبية كل الطموحات المتنوعه لاعضائها في المسرح ، فتشظت منها فرق عديده مهمه بعد تقديم عمل او عملين .

لكن نواتها جعفر السعدي ولفيف من زملائه ، من بينهم يعقوب القره غولي وسالم عبد القادر وبدري حسون فريد ( الذي اسس ايضا فيما بعد فرقة شباب الطليعه ) وآخرين ، واصلوا العمل ، ولكن بشكل متقطع ، بسبب انشغال معظم اعضاء الفرق آنذاك عن المسرح بالسينما التي بدأت صناعتها بعد بناء ( ستوديو بغداد 1943) على شكل فوره سرعان ما انطفأت بعد انتاج عدد محدود من الافلام يذكرها التاريخ كأفلام رياديه ومتحفيه وحيده هما فلمان بالاشتراك مع مصر ( قاهره وبغداد ) و( ليلى في العراق ) والفيلم العراقي الاول ( عليا وعصام ) واخر افلام الاستوديو قبل ان يغلق ابوابه ، وهو ايضا يعتبراول فلم روائي ملون عراقي ( نبوخذ نصر ).

عند تأسيس (الفرقه الشعبيه للتمثيل) كان يوجد على الساحه يحيى فائق يقود ( فرقة انصار التمثيل) منذ نهاية الثلاثينات التي كانت تضم فوزي محسن الامين ويعقوب الامين وآخرين، وقدمت آنذاك احد اعمالها الجريئه ( ثورة بيدبا) 1949 لرئيف خوري التي تعتبر من العلامات الهامه في المسرح العراقي وبعدها قدمت (القبله القاتله) والمسرحيتان من اخراج يحيى فائق . (علما بان المسرحيات هذه كان يعاد تقديمها في كل الفرق العامله والمجاميع الطلابيه لشحة النصوص ، كمسرحية ( في سبيل التاج ) و( القبله القاتله ) و(ثورة بيدبا) و ( فتح الاندلس ) ..الخ ، على سبيل المثال )

في هذا الوقت ايضا شكل خمسه من الطلبة الاريحيه واصحاب نكته في معهد الفنون الجميله ، فرقه صغيره تميزت بتقديم المسرحيات الشعبيه المسليه هي ( فرقة الزبانيه ) وهم حميد المحل وفخري الزبيدي وحامد الاطرقجي وناجي الراوي وناظم الغزالي .

من الفعاليات التي قامت بها هذه الفرقه في هذه الفتره ، زيارة الجبهه العسكريه التي فتحت في فلسطين ، وقدمت هناك عروضا ترفيهيه للجنود العراقيين المرابضين هناك .

اعود ثانية الى تشكيلة ( جماعة جبر الخواطر ) وأمندادها ( فرقة المسرح الحديث ) لما للفرقة من أهمية في تاريخ المسرح العراقي المعاصر ، و دور واضح ومؤثر في الحركه المسرحيه اللاحقه .

فكما هي (الفرقه الشعبيه للتمثيل) تعتبر الحاضنه الاولى للفن المسرحي الرصين التي ولدت منها بهذا الشكل او ذاك معظم الفرق المسرحيه اللاحقه ، كانت ( فرقة المسرح الحديث ) وامتدادها ( فرقة المسرح الفني الحديث ) فيما بعد حاضنه لمختلف المدارس المسرحيه ، وفسحت المجال امام كل المخرجين القادمين بأفكار جديده من الخارج لتحقيق افكارهم ، من بين ابرز الاسماء التي عملت فيها من خارج الفرقه فور انهاء دراستها في الخارج جاسم العبودي وبهنام ميخائيل وبدري حسون فريد ، اضافة الى تحقيق تجارب هامه لقاسم محمد في تقديم التراث ، واعمال سامي عبالحميد الملحميه ، وافكار ابراهيم جلال المحلقه ، وفسح المجال لمن يرغب من الشباب للتجريب .

فقد ت ( جماعة جبر الخواطر ) التي كانت تعمل في مجال المسرح المدرسي والجامعي ، احد نشطائها شهاب القصب الذي اختطفه الموت بشكل مبكر عام 1949 ، الا ان يوسف العاني والآخرين واصل مسيرة الجماعه التي كان من ابرز اعضائها ، يعقوب الامين ومجيد العزاوي وسعدي محمد صالح وسامي عبد الحميد وعبدالرحمن بهجت ، ونظيمه وهبي وعبدالحميد قاسم ومحمد القيسي وعبد الواحد طه وطلبه اخرين من كلية الحقوق والصيدله والطب والتجاره ،.وتعاون معهم استاذهم في المعهد ابراهيم جلال . ، واحيانا خليل شوقي .

بدأت هذه الجماعه تدرس فكرة ان تتحول الى فرقه مسرحيه متميزه ومختلفه عن ما موجود من الفرق العامله لتواصل عمل ( جبر الخواطر) ، بعد ان تخرجوا من كلياتهم ومعاهدهم ، وحصل بعضهم على وظيفه وماعادوا طلابا ليستطيعوا الاستمرار في العمل بالمسرح المدرسي كجماعه بالسهوله التي كانت،

أسسوا الفرقه عام 1952 ، برئاسة ابراهيم جلال ، ويوسف العاني سكرتيرا لها .

ا ستغل ابراهيم جلال علاقاته الشخصيه و نفوذ عائلته في السلطه لتمرير اجازه الفرقه امنيا ، واصبح بيته كله تقريبا مقرا للفرقه ، فالفرق المسرحيه آنذاك تنشأ وتعمل بأمكانياتها الذاتيه المحدوده جدا، بدون عون أواعانه من الدوله .

كانت هناك في تلك الفتره شحه بالمسارح ، اضافه ارتفاع ايجارات هذه المسارح ، فبادرت الفرقه في بناء مسرحها الخاص ، وبأيدي اعضائها من ( الطين ، والآجر ، والخشب) في جمعية ( النداء الاجتماعي ).. وقدمت عليه بنجاح منقطع النظير فصولا من ( عطيل) لشكسبير و( الطبيب رغما عنه ) و ( المثري النبيل ) لمولير و(عودة المهذب ) لشهاب القصب و( ماكو شغل ) و(راس الشليله ) ليوسف العاني .

بدأت الحكومه تتتابع نشاط هذه الفرقه وحركة اعضائها بأنتباه ، فأخذت تضيق عليها الخناق برفض اجازة النصوص المقدمة لها ، وايقاف والغاء حفلاتها المجازة من قبلها اصلا في اكثر من مناسبه ، ابتداءا بألغاء اول حفله من حفلاتها التي اجيزت لتقديمها على مسرح نادي السكك الحديده ليوم الخميس في 6/8/1953 .

بذل ابراهيم جلال مرونه عاليه في التكيف مع الاوضاع السياسيه السائده آنذاك ، و في التعامل مع السلطات للحصول على اجازة نصوص المسرحيات بكل الوسائل المتاحة له ، فبعد عام على الغاء حفلتها الاولى اجيزت للفرقه لتقديم بعض المسرحيات القصيره على مسرحها الطيني في يوم6/آب/1954 ، وفي اللحظه الاخيره و قبل رفع الستاره الغيت وسحبت اجازة عرضها .

وجربت الفرقه محاولات مختلفه اخرى مع لجنة اجازة النصوص ، حتى استطاعت ان تنجح في تقديم ( تؤمر بيك ) و(ماكو شغل ) في العام نفسه على مسرح قاعة الملك فيصل ( قاعة الشعب حاليا).

وشهد العراق بعد هذا التاريخ، حملة ملاحقه ومطارده وارهاب قاسي للقوى الديمقراطيه على اختلاف مشاربهم ، شملت بالنسبة للفرقه كافة اعضائها ، مما اضطرها الى التوقف عن العمل العلني ، وجمدت اسمها .

وعادت مرة اخرى لتعمل مع الطلبه في كلياتهم ومدارسهم من جديد ، فقدمت ( لوبالسراجين لو بالظلمه ) و( فلوس الدوه ) و( ايراد ومصرف ) وغيرها .

كما قدمت الفرقه في هذه الفتره اعمالها في مستشفى التويثه للامراض الصدريه ، وعلى مسرح نادي المحامين ، وايضا ساهمت في تقديم اعمالها في مناسبات مختلفه ، كأسبوع الجزائر وهي مستمره في تجميد اسمها واسماء بعض اعضائها

كان اخر لقاء للفرقه بجمهورها هو عملها الشهير ( الرجل الذي تزوج امرأة خرساء) و(ايراد ومصرف ) عام1957 الذي أستمر لمدة اسبوع على قاعة مسرح الملك فيص
وبعدها يبدو ان صبر الحكومه على الفرقه قد نفذ ، فسحبت اجازة الفرقه نهائيا في عام 1957

وقد كتب في تبرير سحب الاجازه مايلي ( ان الفرقه تقدم مسرحيات اجتماعيه ( كذا ) تنتقد الاوضاع الحاضره بصوره مؤثره ومثيره ... وانها تعالج في مسرحياتها كثيرا من المشاكل ، وتنبه الناس عليها.. وكثيرا ماتضع اللوم على الحكومه لانها المسببه في افقار الشعب وحالته الصحيه التي وصل اليها .)(1).

وفي عام 1954 حدثت نقله نوعيه كبيره في المسرح العراقي . بعودة جاسم العبودي من دراسته في الولايات المتحده ، حاملا معه منهج ستانسلافسكي في الاخراج .وعين مدرسا لمادة التمثيل في المعهد ، سرعان مااخذت الافكار التي جاء بها تزيح بسهوله ماكان معمول به من قواعد في الاخراج والتمثيل المستمده من الاساليب الكلاسيكيه التي جائت الينا من المسرح المصري و ومناهج تدريس المسرح الفرنسي المعمول بها في القرن التاسع عشر ، قبل تبلور وانتشار طريقة ستانسلافسكي في العالم و التي نقلها حقي الشبلي الى المعهد . .

في نفس عام 1954 اسس جاسم العبودي فرقته ( فرقة المسرح الحر ) من ابرز اعضائها شكري العقيدي وفيما بعد قاسم محمد وكارلو هاريتيون ، قدمت تجاربه الاخراجيه على مسرحيات عالميه محدده حرص على اعادة اخراجها طوال حياته اكثر من مره ، وفي اكثر من مكان.

نخلص الى ان جميع الفرق المسرحيه التي تأسست وعملت في هذه الفتره ، بمختلف توجهاتها السياسيه ، ان كانت قوميه او ديمقراطيه، خاضت صراعا سياسيا ضاريا بمعية الناس ضد نظام الحكم الملكي الذي اعتراه الوهن والتهروء بفعل قوة زخم حركة و نشاط الشارع الذي لم ينقطع حتى انهياره وسقوطه في 14 تموز 1958 وحولت هذه الفرق والجماعات الفن الى سلاح مواجهه حقيقي.

وفي نفس الوقت وطد المسرح العراقي في هذه الفتره اسسه الفنيه السليمه ، التي تستند على العلم والفن والتجديد بعد عودة جاسم العبودي ، واستجد نوع من التوازن فيما بين مهمته الجماليه ، و مهمته الاجتماعيه في التغيير،
 


1- ملاحظات اوليه حول المسرح السياسي في العراق / لطيف حسن - ( مجلة رسالة العراق ) العدد104 لسنة 1990