| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

فنون

 

 

 

الثلاثاء 19/6/ 2007

 

 

 فصول من تاريخ المسرح العراقي
(
الفصل
السادس والعشرون )


( المسرح العراقي في الخارج )


لطيف حسن

latif@webspeed.dk

بدايات المسرح العراقي في الخارج ، قديمة نسبيا ، تعود الى الفترة التي اوفد ت الدولة فيها اول طالب للدراسةالى أوربا ، او من كان موجودا هناك للدراسة على حسابه الخاص ، وبعض المصادر تعيد التاريخ الى زمن الطلاب الموفدين الى المدرسة الحربية في الاستانه في اواخر القرن التاسع عشر ، حيث شاهد وتعرف مباشرة لاول مرة على اللعبة المسرحية ، وقد شارك عدد غير قليل منهم في الفعاليات المسرحية التي كان يقوم بها زملائهم الطلبة في هذه المؤسسات التعليمية للبلدان التي كانوا يأخذون العلم منها ضمن النشاط الطلابي العام الذي كان يقام في هذه المدارس ، وهي اولى محاولات المثقف العراقي في القرن الماضي للانفتاح المباشر والتفاعل مع ثقافات الشعوب الاخرى المغيبة عن ثقافة المحتمع العراقي الى ذلك الوقت.

وعند تشكيل الجمعيات الطلابية بعد الخمسينات كفروع أتحاد طلبة العراق في الخارج ، لعبت هذه الاتحادات الطلابية ( لاسيما فرع الاتحاد في بريطانيا ) دورا كبيرا في تأسيس المسرح الخاص بالطلاب ، يقدم فعالياته بالمناسبات الوطنية و عادة ما تقام هذه الفعاليات داخل قاعات المؤسسة الدراسية نفسها او في احتفالات الاتحاد في الهواء الطلق على شكل مهرجان طلابي سنوي يقام في مدن محددة ، وجمهورها أغلبيتهم كانوا من الطلاب والجالية العراقية ، ويحضرها بعض الاجانب من اصدقاء الجالية .

ولعبت ايضا وفود طلاب وشباب العراق المشاركة في حركة مهرجانات الطلبة والشبيبة العالمي ،الذي كان ينعقد دوريا في عواصم العالم المختلفة منذ ان انتهاء الحرب العالمية الثانية ، والذي شارك الشباب العراقي بنشاط في جميع هذه المهرجانات منذ انعقاد مهرجانه الاول، وكانت تشكيلات هذه الوفود الشبابية متواضعة وبسيطة بسبب ان المشاركة في معظم هذه المهرجانات كانت تتم بشكل غير علني من قبل هذه المنظمات ، ومن خلف ظهر السلطة في الداخل ، كانت هذه الوفود في تلك الظروف الصعبة ، تحرص دائما ان تقدم ضمن هذه المهرجانات السياسية ، عقدت معظم هذه المهرجانات تحت شعار ( سلم وديمقراطية وتضامن ، وضد الامبريالية) فعاليات مسرحية عراقية ، و هي عبارة في الواقع عن بعض الاسكيجات القصيرة والمشاهد الصامتة تؤدى في الشوارع ، والتي تعد و تحضر عادة على عجل قبيل حلول المناسبة بأيام ،

و كانت مسرحيات يوسف العاني الاولى ذات الفصل الواحد على سبيل المثال ، هي الاكثر عرضا من قبل هذه الوفود بسبب ندرة النصوص المسرحية العراقية المتوفرة آنذاك ، ويوسف العاني بنفسه قدم مسرحية ( فلوس الدوه) عام 1957 في موسكو عندما انعقد المهرجان هناك وكان احد المشاركين ايضا في التمثيل والتحضير الفني للفعاليات . وفيما بعد قدم العاني ايضا في وقت لاحق في فينا في عام 1958 و اثناء اقامته هناك بالتعاون مع الطلبة الدارسين من العراقيين والعرب مسرحيتي ( ماكو شغل) و ( فلوس الدوه )

بطبيعة الحال لم تكن هذه السكيجات والمسرحيات الطلابية متميزة كثيرا أو كانت بمستوى فني رفيع ملفت للنظر، كانت عبارة عن محاكاة وتقليد واعادة لما كان يقدم آنذاك على المسرح العراقي في الداخل ، متخلفا فنيا وتكنيكا بأشواط واسعة عن ماوصل اليه العالم في مجال المسرح في ذلك الزمان ، يقدمه طلبة من الهواة لاعلاقة لهم بفن المسرح من قبل ، فلم يكن الهدف من هذه العروض الرغبة في المساهمة بجهود بناء المسرح العراقي الأم آنذاك ، بقدر الحاجة الى ملء برنامج احتفال الاتحاد بمناسبة ما ، بفقرة احتفالية حضارية مسلية ، حالهم حال الوفود الاخرى ، تعرف بالعراق وفولكلوره وتقاليده ، وكانت طبيعة عمل هذه الانحادات الطلابية سرية ، فهي غير مجازة في داخل العراق ، والغالب على اعمالها الفنية الطابع السياس المباشر والشعارات ، فيها الكثير من التحريض ضد السلطة .

ومنذ بداية الخمسينات ، بعد عودة حقي الشبلي من دراسته وتأسيس معهد الفنون الجميلة وتخرج وجبته الاولى ، أرسل تباعا المبرزين من خريجي هذه الدورة والدورات التي تلتها الى معاهد الولايات المتحدة والدول الغربية تحديدا ، لدراسة فن المسرح والسينما ، من الرعيل الاول من الموفدين ، جاسم العبودي وابراهيم جلال و بهنام ميخائيل (الذي كان يدرس الاهوت في الولايات المتحدة ثم غير دراسته وانتقل الى دراسة المسرح) ، وعبدالجبار ولي ومن بعدهم جعفر السعدي واسعد عبد الرزاق والحاج ناجي الراوي وجعفر علي وسامي عبد الحميد وبدري حسون فريد وآخرين .... وقدم بعضهم هناك المسرحيات العراقيةالمحلية في نشاطاتهم الصفية التطبيقية .

وبعد ثورة 14 تموز 1958 ، انفتح العراق واسعا على بلدان ماكان يسمى بالمعسكر الاشتركي ، واستفاد النظام الجديد من المنح الدراسية التي قدمت له بسخاء من قبل هذه البلدان ، وتم ارسال أعداد كبيرة اليها من الشباب لدراسة فن المسرح من خريجي المدارس الثانوية و معهد الفنون الجميلة على وجه الخصوص

نستطيع ان نقول ان هؤلاء الطلاب بالتعاون مع الجالية الطلابية هناك حددوا ملامح وشكل المسرح الطلابي العراقي كظاهرة في الخارج التي سبق وان بدأها طلاب البعثات الاوائل ووفود المهرجانت الشبابية العالمية ، وعلى هدى نفس نمط هذه البدايات ومواصفاتها التي لم تتغير عموما او تتحسن نوعيا الا قليلا ، أي النقل الحرفي لتجربة وصورة المسرح كما هو عليه في الداخل ، ولم يطوروا التجربة فيها كثيرا الى حد تشكيل فرقة مسرحية عراقية لها خصوصيتها منفصلة عن النشاط الفني الطلابي والحفلات المنوعة للجالية التي كانت تقام بالمناسبات ، وبقيت تدور هذه المحاولات في الوسط الطلابي في الخارج حول نفسها كنسخة تقليد لمسرح الداخل الى اليوم .

ويحفظ تاريخ المسرح العراقي (لفرقة الزبانية) ريادتها عندما زارت الجنود المرابطين على الجبهة العسكرية في القدس عام 1948 ، حيث قدمت للجنود العراقيين بعض المسرحيات الفكاهية الترفيهية ، ومعروف عن ( فرقة الزبانية) انها كانت تقدم اعمالا ارتجالية هزلية لا يوجد نصوص لها الان ، تعتمد على ابتكار الممثل بالدرجة الاولى.

على مستوى الفرق المسرحية العراقية ايضا التي تحسب لها الريادة في تقديم المسرح العراقي رسميا في الخارج ، نرى ان ( فرقة المسرح الفني الحديث ) قد سافرت في أوائل سنة 1967 الى الكويت ، بدعوة من وزارة الثقافة الكويتية ، وقدمت هناك ثلاث مسرحيات هي ( عقدة حمار ) تأليف عادل كاظم واخراج ابراهيم جلال ، و( فوانيس ) تأليف طه سالم واخراج ابراهيم جلال ، و ( مسألة شرف ) تأليف عبد الجبار ولي ، واخراج بدري حسون فريد ، وقد تم تسجيل جميع هذه المسرحيات بالفيديوتيب ، وهي محفوظة لدى التلفزيون الكويتي الرسمي .

واليوم اصبح المسرح العراقي معروفا بمستواه النوعي الرفيع في كافة الدول العربية ، لكثافة مشاركاته وتراكم خبرته في المهرجانات المسرحية المختلفة المقامة دوريا في مختلف البلدان العربية وبعض البلدان العالميةايضا منذ عام 1975 ، فقد أخذت مهرجانات القاهره ودمشق وتونس ولبنان والاردن وبلدان الخليج تأخذ حساب العراق عند مشاركته ، فقد أعتاد منذ اول مشاركة له على أن يحصد بجدارة الحصص الاكبر من جوائزها الرفيعة والتقديرية، فالسلطة الحاكمة في زمن صدام كانت تولي العناية والاهمية الكبرى لهذه المهرجانات الخارجية للأستهلاك الدعائي للنظام وتسويغ اغراض حروبه العدوانية ، و كانت تحرص على المشاركة فيها بفرقتها الرسمية ( الفرقة القومية ) بشكل خاص ، وبأعمال مرموقة معدة خصيصا لهذه المهرجانات ، لتعكس من خلال هذه المشاركة للعالم صورة غير حقيقية مزيفة عن مايحدث من مآسي في الواقع الداخلي للعراق ، و ان تظهر الحياة الثقافية والابداعية في العراق طبيعية جدا و مزدهرة وتسير على خير مايرام رغم عنف الحرب ( يد تحارب ويد تبني وتزرع ).

وفي ظل تردي الاوضاع الامنية والثقافية بعد الاحتلال ، استمرت بل تعددت اشكال مصادرة حرية الفنان والمبدع في مجتمع يستعر فيه الصراع الطائفي والنزاع المذهبي والقتل العشوائي للابرياء الى مداه المتوحش الاقصى ، و تحولت المشاركة بهذه المهرجانات هي نافذة الفنان المسرحي الوحيدة التي يطل منها على الجمهور بحرية بعيدا عن الخوف والرعب الذي يملاء قلبه ، فقد قلت عمليا الى حد كبير العروض المسرحية الجادة في بغداد ، وان ذكرت بعض العروض ، فهي عروض تتصف بالشجاعة، وتكون عادة خاطفة ليوم او يومين على الاكثر وفي حفلات نهارية ، ثم تتوقف بسرعة تحسبا من تفجيرات و هجمات التكفيريين والميليشيات المنفلتة ،

اما نجوم وابطال المسرح الهابط ، ومسرح الكباريهات الذين سبق وان تكاثروا كالفطر في زمن حروب نظام صدام حسين ، فقد تبخروا من على خشبات مسارحهم وملاهيهم التي كانوا يجولون وصولون عليها في زمن النظام السابق ، لجاء عدد قليل جدا منهم الى الفضائيات العراقية العاملة لتقديم نمر هزلية قصيرة بين فقرات البرامج ، أما الباقين منهم فقد شد معظمهم الرحال بعد وسقوط النظام الى الاردن وسوريا ليواصلوا بيع بضاعتهم هناك .

وقد استغل فرصة غياب الساحة المسرحية الداخلية من رجالها الحقيقيين في هذه الفترة الحرجة والحاسمة من تاريخ العراق بعض الانتهازين الهامشيين مستغلي الظروف وارتفع صوتهم ، للعودة بالمسرح العراقي الى النمط الذي كان عليه في الفترة الديكتاتورية ، ولكن بأسلوب جديد بائس هو تلفيق وأعادة انتاج المسرح السلطوي القديم برداء الدين ، سموه ( بالبديل) ، و نادوا بنظرية (أسلمة المسرح ؟؟) ، ومسميات عجيبة اخرى ، وجميعها من حيث الجوهر لاتختلف و تتطابق مع صورة مسرح النظام البائد المرفوض ، الذي نشاء غريبا عن تراث مسرحنا التقدمي المنفتح دائما ، وبقي غريبا عنه حتى انهياره السريع ، وخطورة المحاولات هذه تكمن في هدفها الغير خافي وهو عرقلة محاولة انبثاق و نهوض جديد للمسرح التقدمي العراقي من الرماد، هذه المرة يستخدم القناع المقدس الذي لايمس وهو يتماشي وينسجم مع الجو والنفس الطائفي المقيت السائد ، ويتطابق مع جهود جماعات الاسلام السياسي في اسلمة وتأطير المجتمع العراقي.

ان اضطرار المثقف العراقي على الهجرة الى الخارج بهذه الاعداد الكبيرة (1) والكثافة التي لم يشهد مثلها تاريخ كل الكوارث التي مرت على العراق الحديث ، تحديدا من بداية الحروب العدوانية للنظام السابق على جيرانه ، وحتى هذه الساعة ، حيث تواصلت بأزدياد وتيرة هجرة المثقف تحت وطأة الارهاب والقتل اليومي على الهوية الى ارقام لاتصدق ، ومن بين هذه الشريحة الثقافية المهاجرة اعداد غفيرة من المسرحيين وجميعهم من الاكاديميين والرواد المرموقين ، وفرت لهم اجواءالديمقراطية والحرية بلا قيود في بلدان اوربا، والتي لم يسبق لهم ان تمتعوا بهذه الحق الانساني طوال حياتهم من قبل ، وفرت لهم هذه الشروط الجديدة الارضية التي افتقدوها للانطلاق بلا حدود في الابداع المسرحي ، وعادوا يطرقون من جديد ابواب التجريب الرحبة التي عرف به المسرح العراقي ، وتفاعلوا مع مايقدم في المسرح العالمي من عروض جديدة ، واستطاعوا بروح المثابرة والجدية والتعلم ان يخلقوا لهم مكانا مهما وبجدارة في الساحة الثقافية العربية، وبعض الشيء مكانا متواضعا لهم في البلدان الاوربية التي انتشروا فيها ،

وشكلت هذه الطاقات حركة مسرحية في الخارج ، طابعها العام مقاوم للتخريب الذي مارسته الفاشية على الثقافة والمسرح في الداخل ، ومحاولة الحفاظ على أصول وتقاليد مسرحنا التقدمي ، وقد تشكلت مجموعات وفرق مسرحية عديدة ، عراقية الانتماء والجذور والروح ، متقدمة جدا باشواط عن حال المسرح في الداخل آنذاك ، وفي الوقت الحاضر (2). وحافظت على تقاليد المسرح العراقي الرفيعة (3) ، بتلاوينها الحية المختلفة ، مستمدة قوتها من ما وفرته لها اجواء الديمقراطية والحرية ، والشعور بالامان الشخصي الحقيقي في هذه البلدان ، والتي يفتقد اليها زميله الفنان المحاصر في الداخل الذي يتعرض في كل يوم الى ضغوط هائلة مختلفة ، ان كان في الماضي منذ بداية قدوم المسرح الينا في ظل تسلسل الحكومات المستبدة المتعاقبة، او كان في ظل الفوضى الاجتماعية وفقدان الامان في ما بعد الاحتلال .

نفهم من ما تقدم ، ان المسرح العراقي في الخارج قد مرَ في تشكله التاريخي بمراحل مجازية ثلاثة هي بتقديري ، متداخلة ومتوازية بعضها مع بعض ، أبتداءا على شكل ارهاصات في المسرح الطلابي والشبابي في الخارج والتي ترافقت مع ارسال المبعوثين الاوائل للدراسة الى الجامعات الاوربية ، والموفدين كمندوبين الى المهرجات الشبابية والطلابية العالمية ، وهي ارهاصات وفعاليات ذات طابع عفوي ، وفي المرحلة الثانية ، تميزت بالنضج والارادوية والتخطيط والطابع الاحترافي ، بدأت عند سفر( فرقة الزبانية ) عام 1948 الى القدس وتقديم عروضها للجنود العراقيين المرابطين في جبهة حرب فلسطين الاولى ، ولم يتكرر مثل هذا النشاط المسرحي في الخارج الا بعد اكثر من عشرين سنة ، ففي عام 1967 سافرت ( فرقة المسرح الفني الحديث) الى الكويت بدعوة من وزارة الثقافة الكويتية ، وقدمت ثلاث مسرحيات، و في المرحلة الثالثة التي تبداء من عام 1975 ، ينطلق المسرح العراقي الى الخارج بقوة ويصبح مشاركا نشطا في معظم المهرجانات المسرحية العربية والاقليمية و حتى العالمية التي اقيمت ، ويخلق له حضورا متميزا له في هذه الفعاليات ، المرحلة الاخيرة تبداء من عام 1978 وهي التي ترافقت مع ازدياد عدوانية و فاشية النظام، ضد الفكر الحر و الثقافة والديمقراطية والانسانية ، و بدء سقوط الاقنعة التجميلية التي حرص ان تخفي وجهه الحقيقي ، سقط قناع بعد قناع ، ودخل العراق في سلسة كوابيس الحروب الداخلية والخارجية المتتالية ، وازدياد شراسة القمع الفكري و الدموي الذي طال الجميع بلا استثناء ، حتى لمن كانوا في صفوف الحزب الحاكم نفسه ،

فبدأت هجرة الفنانيين والمثقفين والعقول العلمية في المسرح على شكل فرادى أولا للعمل على اساس عقود في دول الخليج والمغرب ، وقد استفادت هذه الدول العربية كثيرا في تنمية وتطوير مسارحها الوطنية من خبرات كوادرنا المهاجرة اليها ، وقد حصل البعض على فرص عمل في بعض الدول الاوربية ، قبل ان تتحول هذه الهجرة الى ظاهرة جماعية في فترة الحصار الاقتصادي واخذت شكل موجة نزوح عامة الى الاردن ، كنقطة انطلاق للجوء الى الدول الاوربية وباقي بلدان العالم ،

ومنذ عام 1978 اضطر معظم الكوادر العلمية والطاقات المسرحية التي كانت تدرس في البلدان الاوربية ودول ماكان يسمى بالمعسكر الاشتراكي ، التي لم تكن ترتبط بوشائج قوية مع النظام ان لاتعود الى الوطن الذي تحول الى سجن كبير ، وقد حصل قسم منهم على فرص العمل في التدريس في نفس الجامعات التي كانوا يدرسون فيها ، وقسم اخر وجد له عملا في اليمن الديمقراطية والجزائر وليبيا وسوريا ودول الخليج المختلفة الاخرى ،

وتشكلت في بلدان اوربا وفي عدد من البلدان العربية، العديد من الفرق المسرحية العراقية (4) التي قدمت اعمالا تجريبية مهمة .

برزت في الخارج اسماء عديدة من الشباب المسرحيين المهمين ، من الذين اكمل معظمهم دراسته العليا في الخارج ، وفضل البقاء والعمل في الشتات ، بعد ان تعذرت عليه سبل العودة بسبب الاوضاع السياسية، والبعض الاخر ترك العراق في فترة الحصار في التسعينات من القرن الماضي ، من رموز المسرحيين النشيطين في الخارج اليوم ، سعدي يونس ، جواد الاسدي ، وفاضل السوداني ، وحازم كمال الدين ، وكاظم صالح ، وباسم النصار، وقاسم البياتي ، روناك شوقي ، وقدموا اعمالهم باللغة العربية ، او بلغة البلد الذي هم فيه ، والعديد منهم عمل ايضا في الفرق المسرحية الاوربية كمخرجين وممثلين لبعض اعمالها ، وقسم منهم اخرج اعمالا مشتركة لعدد من البلدان (5) لتحقيق الطموح نحو العالمية والانتشار الواسع ،

رغم ماشهدته الساحة العربية والعالمية من عروض للمسرح العراقي في الفترة الاخيرة ، ومنذ نهاية السبعينات من القرن الماضي ولحد الان ، وكثافة حضوره في المهرجانات العربية بشكل خاص ، وتقدمه على مستوى الدول العربية في هذه العروض ، ورغم محاولات التجريب الواضحة فيها ، الا انه مازال امام المسرح العراقي في الخارج طريقا طويلا ليس سهلا للآنتشار والتميز ، فهو لم يظيف لحد الان شيئا مهما على ما هو موجود في المسرح العالمي ، او يصل الى مايوازي على الاقل المدى الذي هي عليه المسرح في اقل دول اوربا نموا ، وظلت العروض متواضعه جدا ، ولم تستطع حتى ان تبلور مسرحا فيه نكهة عراقية متميزة ومقنعة للآخرين بما يحقق له حضورا حقيقيا في العالم ، .

ملحق
(
قائمة باسماء المسرحيين العراقيين الذين اضطروا على الهجرة واللجوء الى اوربا والولايات المتحدة واستراليا والبلدان العربية هربا من بطش ومطاردة النظام الصدامي ، او بسبب الضيق الاقتصادي نتيجة الحصار الذي فرض على العراق في التسعينات من القرن الماضي ، او بسبب الارهاب والاوضاع الامنية التي تردت ، وقد وضعت كلمة سينمائي جنب بعض الاسماء التي ازدوج عملها بين المسرح والسينما،
حرصت ان تكون هذه القائمة شبه كاملة، أستنادا لماوقع بيدي من وثائق ، وصحف ، ومتابعة لمواقع الكترونية ، أذ من غير الممكن ان تكتمل القائمة بشكل تام في ظرف العراق الحالي ، فاسماء عديدة من الفنانيين الموجودين الان في الخارج قد غابت عن هذه القائمة لكثرة العدد وانتشارها على كل بقاع العالم ، لاسيما ان عدد منهم فظل الانزواء بعيدا عن الاضواء ، منشغلا بأموره العائلية والمعاشية الصعبة ، مما يصعب رصد و اعداد قائمة دقيقة بالجميع ، علما بان عددا قليل لايذكر من الذين وردت اسماؤهم في هذه القائمه قد عادوا الى العراق للآستقرار والعمل فيه مباشرة بعد انهيار النظام ، ثم ما لبثوا ان تركوه مجددا نحو المهجر الذي جائوا منه ، فالقائمة تبقى مفتوحة مادام الامن مفقودا، وهجرة المثقف والعقول لم تتوقف لحظة لحد الساعة .
القائمة أهملت اسماء الطارئين والمتطفلين على المسرح العراقي ( وهم كثر ، يعملون الان في عمان ودمشق والقاهره ) من الذين تركوا العراق بعد سقوط النظام من ابطال ونجوم مسرح الكباريه الهابط السيء الصيت
) :-

1- اقبال محمد علي
2- انوار عبد الوهاب ( ناديه وهبي)
3- انوارالبياتي
4- انعام البطاط
5- ايمان خضر
6- ايسر شوقي
7- اديب قليجي
8- اسعد راشد
9- اكرم فاضل
10- احلام عرب
11- ابراهيم السعدي
12- أحمد الشرجي
13- احمد سالم
14- آقان مريواني
15- اسماعيل خليل
16- امين فضلي
17- باسم القهار
18- بديعه ابراهيم
19- باكو سوزاني
20- بكر رشيد
21- تيسير الآلوسي ( باحث في المسرح)
22- ثامر الزيدي
23- ثامر مهدي
24- جواد الاسدي
25- جنيين جواد( سينمائيه)
26- جاسم خلف
27- جعفر صابر
28- حمودي الحارثي
29- حميد حساني
30- حيدر ابو حيدر
31- حافظ الحافظ
32- حميد محمد جواد
33- حكمت داوود ( سينمائي)
34- حازم كمال الدين
35- حاتم حسين ( سينمائي)
36- حسين السلمان ( سينمائي)
37- خالد خضوري
38- خالد سليمان
39- خليل الحركاني
40- خليل شوقي
41- هادي الخزاعي
42- هادي المهدي
43- هناء عبدالقادر
44- هوشنك حمه امين
45- هادي ماهود ( سينمائي)
46- دانا رؤوف
47- راجي عبد الله
48- روميو يوسف
49- رياض محمد
50- روناك شوقي
51- رزكار شورش
52- زهير حسن
53- زهير عبد المسيح
54- سعد السامرائي
55- سهام حسين
56- سهام الخالدي
57- سهام السبتي
58- سميره الورد
59- سلام الصكر
60- سلوى الجراح
61- سعد السامرائي
62- سعد داوود
63- سليم الجزائري
64- سلمان فائق كاكيي ( سينمائي)
65- سعيد كاكيي
66- ستار الريحاني ( تلفزيوني)
67- سورايا سانشيز
68- شاكر سلامه
69- شمال عمر
70- شهيد عبد الرضا ( سينمائي)
71- شعلان شريف
72- شوان كريم
73- صلاح الصكر
74- صلاح الهادي
75- صلاح عبدالستار
76- صلاح حسن
77- صبري سالم
78- صباح المندلاوي
79- صباح الانباري
80- طارق هاشم ( سينمائي)
81- طه رشيد
82- طه الباراوي
83- علي فوزي
84- علي رفيق ( سينمائي)
85- علي ماجد
86- عرفان عبدي
87- عصمان فارسي
88- عبود ضيدان
89- عادل طه سالم
90- علي كامل
91- عباس الجميلي
92- عدنان يوسف
93- عوني كرومي
94- عمانوئيل تومي
95- عبد الستار احمد ( سينمائي)
96- عبدالخالق كيطان
97- عبدالرزاق اللامي
98- عبدالرزاق الربيعي
99- عزيز حداد ( سينمائي)
100- عبدالاله عبد القادر
101- عصام محمد جميل
102- عدنان اللبان
103- غزوه الخالدي
104- غانم بابان
105- فخريه عبد الكريم ( زينب )
106- فاروق اوهان
107- فالح حسن شمخي
108- فاضل جاف
109- فهمي بالاني
110- فاضل السوداني
111- فاضل قصاب
112- فلاح هاشم
113- فاروق صبري
114- فاروق داوود ( سينمائي)
115- فارس الماشطه
116- فارس شوقي
117- فتاح خطاب
118- قيس الزبيدي ( سينمائي)
119- قتيبه الجنابي ( سينمائي)
120- قاسم حول ( سينمائي)
121- قاسم محمد
122- قاسم عبد ( سينمائي)
123- قاسم مطرود
124- قاسم محمد البياتي
125- قاسم محمد قاسم ( سينمائي)
126- كاظم السعيدي
127- كاظم صالح
128- كريم جثير
129- كاظم الخالدي
130- كاظم الصبر ( سينمائي)
131- كاظم المقدادي
132- كريم رشيد
133- كامران رؤوف
134- كمال رؤوف
135- لطيف حسن
136- لفته نعمه لفته
137- مهند طابور
138- محمد توفيق ( سينمائي)
139- ماهر جيجان
140- مكي قصاب
141- مكي العفون
142- منذر حلمي
143- منير عبد المجيد
144- محمد زلال
145- محمد سيف ( باحث مسرحي)
146- مناضل داوود
147- محمود العبادي
148- محسن السعدون
149- محسن راضي الدراجي
150- ميديا رؤوف
151- مكي قصاب
152- مهدي اوميد
153- ماجد احمد
154- ناهده الرماح
155- نورالدين فارس
156- نضال عبد الكريم
157- نجاة محوي
158- نيكار حسيب قره داغي
159- ناصر خزعل ( سينمائي)
160- نماء الورد
161- ناجي عبدالامير
162- واثق شوقي
163- وداد سالم
164- وجدي العاني
165- يوسف ماهر
166- ياسين النصير ( ناقد مسرحي)

 


1- الملحق ( المرفق بالفصل)
2- شكل طلائع الفنانين العراقين الذين هاجروا الى الخارج نتيجة القمع ، بدءا من عام ( 1979 وحتى 1990 ) العديد من الفرق المسرحية التي نشطت في البلدان العربية والاوربية ، وشاركت بشكل خاص ( فرقة بابل المسرحية العراقية ) في العديد من دورات مهرجان دمشق للفنون المسرحية ، من هذه الفرق التي تشكلت في هذه الفترة ، ( فرقة مسرح البديل ) في بلغاريا ، وقد قدمت مسرحية( الجرح المكابر)1980 توليف واخراج فاضل السوداني، ومسرحية ( القسم ) تأليف ابراهيم حمادة واخراج فاضل السوداني ، ومسرحية (اغنية التم ) لتشيكوف من اخراج اديب قليجي ، و في عام 1987 قدمت نفس الفرقة مسرحية ( في العيد دعونا الشهداء ) من اعداد واخراج لطيف صالح ، آخر اعمال الفرقة كان في عام 1988 ، مسرحية ( اعلان سياسي عن حاجي عمران) اعداد عن قصيدة لسعدي يوسف ، من اخراج حكمت حكيم . و( فرقة المسرح الجديد ) في هنكاريا ، قدمت مسرحيتين هما ( الصحون الطائرة) من اخراج اسعد راشد و(المهاجرون ) اخراج ثامر الزيدي . و( فرقة مسرح الصداقة ) في اليمن الديمقراطية ، قدمت في عام 1979 مسرحية ( في غرف التعذيب ) تأليف صباح مندلاوي ومن اخراج سلام الصكر ، مع مسرحية اخرى( شموس الارض) من اعداد واخراج سلام الصكر ، وفي عام 1980 قدمت مسرحية ( مغامرة رأس المملوك جابر) تأليف سعدالله ونوس ومن اخراج لطيف صالح ، علما انه في وقت اسبق قليلا ، قد اخرج اسماعيل خليل ، نفس المسرحية لفرقة مسرحية يمنية في العاصمة عدن ، وتألقت فرقة الصداقة بعملها ( الام ) لبرتولورت برخت من اخراج سلام الصكر في عام 1980 ، ومسرحية ( الضوء ) اعداد رياض محمد ومن اخراج سلام الصكر . علما بان هادي الخزاعي قدم في هذه الفترة العديد من المسرحيات بممثلين يمنيين في حضرموت ، بعضها حاز على جوائز. وفي بيروت قدم كاظم الخالدي مسرحية ( رحلة حنظله ) وقدم حازم كمال الدين مسرحية ( محاكمة الرجل الذي لم يحارب ) لممدوح عدوان ، وقدم زهير التكمجي مسرحية ( اغنية لعالموت ) لغسان زقطان ، وقدم حكمت داوود مسرحية ( الصخرة ) لمعين بسيسو ، وقدم احمد سالم مسرحية ( موت جلاد ) لميخور دياكو . وتعتبر فرقة بابل المسرحية العراقية ، اهم هذه الفرق في هذه الفترة وقد شكلتها الفنانة زينب ، قدمت المسرحيات ، ( الحصار ) تأليف عادل كاظم واخراج لطيف صالح ،1984 و( ثورة الموتى ) تأليف اروين شو ومن اخراج سعد السامرائي ، 1985 و( وحشة ، وقصص اخرى ) لتشيخوف من اخراج روناك شوقي 1986 ، و( صور عراقية ) تأليف جماعي واخراج جماعي ايضا ( لطيف صالح وسلام الصكر)1986 ،( المملكة السوداء) تأليف محمد خضير واخراج روناك شوقي 1988 ، ( نساء لوركا) توليفة من مسرحيات لوركا ، من اخراج روناك شوقي 1988 ، و( يا بلادا بين النهرين ) لسعدي يوسف من اخراج لطيف صالح ، و( قسمه وحلم ) تأليف فائز الزبيدي من اخراج سلام الصكر ، 1988 و( هيروستات ) لغريغوري غريغورين من اخراج مناضل داوود 1988 ، ومسرحية ( انتيكونا ) اعداد واخراج روناك شوقي 1988 ، وقد تجولت هذه الفرقة بأعمالها في اغلب المحافظات السورية .
3- جاء في اهداف ( فرقة بابل المسرحية العراقية ) التي تأسست في دمشق عام 1984 ، (( ... نشر الوعي المسرحي ومحاربة الافكار الرجعية والشوفينية والفاشية والنضال من اجل مسرح وطني ملتزم وانساني مبدع .)) وفي منهاج مسرحية ( انتكونا ) للفرقة التي قدمت في تشرين الثاني من عام 1988 في مهرجان دمشق الحادي عشر للفنون المسرحية ، تكتب الهيئة الادراية للفرقة ما يلي (( .... اننا امتداد طبيعي للمسرح العراقي المعروف بجوهره الديمقراطي الانساني ، وان واحدة من مهماته هي الارتقاء بهذا المسرح وديمومته والحيلولة دون انتكاسته وارتهانه الى كل ماهو رجعي وسلطوي ورخيص الغرض والمسعى )) ويرد في الكلمة ((.... كان العراق في العمق من مسرحنا لاننا أ خذنا على عاتقنا مسؤولية الفنان الديمقراطي المنتمي للشعب وتراثه ومجده وآ ماله بالديمقراطية بعيدا عن الحرب وويلاتها والقمع والتشريد المتولد منها والمرتبط بها كأية حرب غير عادلة ،....)
4- كشف تقريبي باهم الفرق المسرحية العراقية التي تأسست وعملت في الخارج منذ نهاية عام 1979 من القرن الماضي وحتى هذا الوقت :-
( المسرح الجوال) او ( مسرح الشارع ) او ( مسرح المقهى) الذي بدأه سعدي يونس كمشروع في العراق في بداية التسعينات ، وواصله في فرنسا ، والذي يعتمد على عمل الممثل الواحد ( مونو دراما ) وسعدي يونس ، استمد معظم عروضه من التاريخ والتراث العراقي القديم ( كلكامش ) ( الطوفان ) ( رحلات السندباد ) ( الف ليلة وليلة ) ( حي بي يقضان ) ( والليل والمجنون ) المعدة عن عمل لخليل جبران ، ويعتبر نشاط سعدي يونس في باريس من النشاطات المتميزه للمسرح العراقي في باريس ، وقد قدم اعماله في كافة المدن الفرنسيه ، وشارك في العديد من المهرجانات المسرحية الهامة كمهرجان افنون ، وجرش ، وبياترا ، ونيامز في رومانيا وقرطاج في تونس ، بل أشترك حتى في بعض المهرجانات التي كان يقيمها النظام السابق في العراق في اعمال تراثية ، كمهرجان بابل على سبيل المثال،

( فرقة بابل المسرحية العراقية ) تأسست عام 1984 وهي من الفرق المسرحية المهمة التي شكلتها الفنانة زينب في سوريا ، مع مجموعة مهمة من الفنانيين ، عبداللطيف صالح وروناك شوقي ، وسلام الصكر ، وسعد السامرائي ، ومناضل داوود ، وفاروق صبري وغيرهم ، واشتركت في العديد من دورات مهرجان دمشق المسرحي ابان التسعينات ،
وتشكلت ايضا في دمشق في التسعينات فرقة مسرحية عراقية ( فرقة اوروك ) اخرج لها باسم القهار مسرحية ناجحة ( العربانة ) تأليف الشاعر مظفر النواب ،
وقدم عوني كرومي في معهد كوته الالماني في دمشق مسرحية برتولورت برشت ( العرس ).
وقد عمل في المسرح السوري الرسمي العديد من المسرحيين العراقين الذين تركوا العراق في فترة الحصار ، منهم ، هادي مهدي في ( فرقة المسرح العسكري السوري ) من بين اعماله التي اخرجها لها ( جذور الحب ) تأليف سليمان الحاج ، وعمل ناجي عبدالامير مخرجا في ( المسرح القومي السوري )

( فرقة مسرح البديل ) تأسست عام 1980 في بلغاريا ، وقد قدمت عددا محدودا من الاعمال ، توقفت بعدها من اعضائها ، وداد سالم واديب قليجي وفاضل السوداني وجواد الاسدي ولطيف صالح وحكمت داوود وغيرهم.

( فرقة المسرح الجديد ) تأسست في الثمانينات من القرن الماضي في هنغاريا ، من أهم اعضائها ثامر الزيدي واسعد راشد.

( فرقة مسرح الصداقة ) تأسست في عام 1979 في اليمن الديمقراطية ، اهم اعضائها زينب ولطيف صالح وسلام الصكر وصباح المندلاوي وغيرهم ، علما بان عددا اخر من العراقيين قد قدمت مسرحيات من اخراجهم بعض الفرق المسرحية اليمنية كأسماعيل خليل وهادي الخزاعي وأخرين .

وفي بيروت عمل وقدم الفنانين العراقيين عددا من الاعمال المسرحية داخل معسكرات التدريب التابعة لفتح والشعبية الديمقراطية خلال الاعوام 1978 - 1981 ، منهم كاظم الخالدي وزهير التكمجي وحازم كمال الدين واحمد سالم وحكمت داوود ، وعدد اخر من الفنانيين .
ويعود الى بيروت اليوم في 2006 جواد الاسدي ليستقر فيها ويوأسس ( فرقة مسرح بابل ) كمشروع عراقي يعكس الهموم الانسانية والحضارية المعاصرة خارج اطار قطرية الانتماء .

وقد قدمت في هولندا قدمت بشكل متفرق الكثير من المسرحيات العراقية المتفرقة ، بدءا من عام 1992 حيث نشط هادي الخزاعي ببعض الاعمال في المناسبات الاحتفالية ، وتشكلت بعد ذلك العديد من الفرق المسرحية آخرها ( فرقة حوار ) التي أهتمت بتوليف واعداد القصائد الشعرية للمسرح، من بين اعمالها ( سمفونية المطر ) و( أجمل الاحياء ) ، و( اوهام ) التي شاركت الاخيرة في مهرجان لاهاي المسرحي ، وقد قدم العمل في عدد من المدن الهولندية منها امستردام ولوتريخ ، والمسرحية اشترك فيها الى جانب الفنان العراقي ، فنانون مهاجرون من ايران والسيراليون ، ابرز اعضاء الفرقة صلاح حسن و احمد الشرجي وسورايا سانشيز وشعلان شريف ، وهي فرقة شابة حديثة التكوين لم يسبق لاعضائها ان عملوا اطلاقا في الداخل.
من الاعمال المسرحية الهامه التي اشترك فيها خليل شوقي المقيم في هولنداهي مسرحية ( السيد والعبد ) المعدة عن نص بابلي قديم، شاركه من المانيا منذر حلمي ، واخرجها عوني كرومي ، ومسرحية ( عرب ) بالاشتراك مع ابنه فراس شوقي و ممثل هولندي معروف .

في اوستراليا ، تشكلت اكثر من فرقة مسرحية ، اقدمها ( فرقة لارسا المسرحية ) التي اعتادت تقديم اعمال مشتركة مع فنانين اوستراليين ، و( جماعة الحرية والابداع المسرحية ) ... وغيرها ، الا ان فرقة هواة تشكلت بأسم ( جماعة رفحا المسرحية ) وهي امتدا لتشكيل سابق من مجموعة من الشباب اللاجئين في معسكر رفحا السعودي بعد هروبهم من العراق عقب الانتفاضة ، لم يقدموا اعمالا فنية كبيرة منفصلة عن المناسبات السياسية ، وقد عمل بعض الفنانين العراقيين فرادى في الفرق المسرحية الاسترالية ، منهم باسم القهار ، حيث عمل في( فرقة مسرح سدني الفني ) واخرج لها مسرحية ( جزيرة الماعز) 1999 ومسرحية ( الخادمات ) في 2000 .

في كندا ، تشكل العديد من الفرق المسرحية العراقية ، ابرزها ( فرقة مسرح الغربة ) وقد شاركت الفرقه بالمهرجان العالمي الثامن ( ذي ريل افكت ) الشهير عام 1997 بمسرحية ( آه ... ايتها العاصفة) من تأليف عبدالرزاق الربيعي واخراج كريم جثير ، من ابرز اعضائها ، سعيد كاكه يي وامين فضلي وسهام الخالدي .

في ايطاليا يبرز اسم انشط الفنانيين المسرحيين العراقيين في التسعينات من القرن الماضي ، قاسم البياتي ، الذي تخرج من معهد مسرحي في بولونيا ، و قدم اعماله العديده في المدن الايطالية المختلفة وبعض عواصم البلدان الاوربية ،التي تعتمد على الممثل الواحد ، يساعده اقل عدد من الممثلين ، متأثرا بمسرح بيتر بروك التلقائي ، وكرتوفسكي في المسرح الفقير ، فقدم أبرز اعماله وهي ( حكاية المتزهد ) و( حي ابن يقضان ) و(والبرزخ ) و( ونحو قرص الشمس ) و( الى خليل في غربته )

في الدانمارك ، أخرج محمد زلال في بداية التسعينات مسرحية سعد الله ونوس ( رأس المملوك جابر ) المترجمة الى الدانماركية ، لفرقة مسرحية دانماركية في العاصمة كوبنهاكن ، وقد اشتركت في العمل الفنانة العراقية ( سهام حسين ) في دور قصير ، بعدها ساهمت في العديد من الادوار في فرق مسرحية دانماركية صغيرة ، منها فرقة ( ميرا ) ،
في نفس الوقت كان الفنان كاظم صالح يواصل تجاربه المسرحية منذ بداية التسعينات ، وهو قد أنهى دراسته في الدانمارك في موضوع الاخراج التلفزيوني والاذاعي عام 1988 ، وعمل بعد التخرج في الاذاعة والتلفزيون والمسرح الدانماركي ، من اهم اعماله باللغة الدانماركية ( كلكامش ) 1993 ، ( شهرزاد ) 1995 ، ( السخام او العيون السيود) 1999 ،
وقدم طارق هاشم في عام 1995 مع ( جماعة سومر ) مسرحية من اعداده عن اشعار شاكر السياب ( القبر وافياء الحديقة ) وقدمت اعمالها في كوبن هاكن ومالمو ، المدينة السويدية المجاورة لها.

في السويد ، عرض جواد الاسدي في عام 1999 مسرحية ( مس جوليا ) لستراند بيرك ، في ستوكهولم ومدينة يوتوبري ، قامت بالدور الرئيسي في العمل الى جانب ممثل مغربي وممثلين سويديين الفنانة انوار البياتي ،
وفي نفس العام 1999 تشكلت في أستوكهولم ( فرقةمسرح سميراميس) وفدمت مسرحية ( محروس افندي ) من اخراج زهير عبد المسيح ،
وقدم عوني كرومي ايضا في مدينة مالمو السويدية مسرحية ( الكرسي الهزاز ) من تمثيل نماء الورد وانعام البطاط .
في السويد هناك ( فرقة المسرح العربي ) العراقية قدمت مسرحية ( سموم ) لستندبورغ اخرجها فالح حسن شمخي ، مثل في العمل الى جانب ممثلين سويد، عدنان اللبان و مخرج المسرحية فالح حسن شمخي ، وقد قدمت الفرقة نفسها ايضا ، ( الزبال ) اعداد واخراج عدنان اللبان عن عمل لممدوح عدوان ، مثل فيها فا لح حسن شمخي ، وقدمت في عدد من مدن السويد و كوبنهاكن ، أضافة الى عدد اخر من المسرحيات منها مسرحية ( النهر الثالث ) .

وقامت ناهده الرماح بجولة متقطعه ، انطلاقا من لندن الى الدول الاسكندنافية والولايات المتحدة ودول الخليج وعرضت خلالها من اعدادها وتمثيلها ( رسالة الى امي ) ، اخراجها لها ابنها وسام الرماح .

في برلين ، شهدت عمل اكثر من فرقة مسرحيه في هذه الفترة ، الا ان اهم نشاط مؤثر في الوسط الاكاديمي المسرحي في برلين ، والمسرح العراقي هناك كان لعوني كرومي ، اذ تعددت نشاطاته بالتعاون المثمر مع رواد المسرح العراقي في الخارج اينما تواجدوا في اوربا ، فقد جمع كل من خليل شوقي من هولندا ، ومنذر حلمي من المانيا ، وقدم مسرحية ( السيد والعبد ) التي قدمت في اكثر من بلد اوربي .
5- محاولات عديده منها ، محاولات عوني كرومي وجواد الاسدى في اعمال يشترك فيها ممثلين من جنسيات مختلفة ، عراقية وعربية واوربية ، وقد تطور في هذا المنحى جواد الأسدي الذي انتشرعربيا واصبح من الرموز المسرحية العربية التي لها وزنها .