| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

الثلاثاء 7/7/ 2009

 

معرض الفنان ناصر عساف في برلين

ناصر خزعل

اقيم على كاليري الرافدين في برلين معرضا فوتوغرافيا للفنان ناصر عساف حضره حشد كبير من المهتمين بفن الفوتوغراف وافتتح المعرض بكلمة تعريفية بالفنان واعماله حيث تحدث السيد ناصر خزعل عن الفنان وعلاقته بالكاميرا والتي تمتد الى اكثر من ثلاثين عاما وهو يمتلك عين ذكية في اقتناص اللقطة المعبرة والمؤثرة في المشاهد وقال السيد ناصر خزعل :
قلما تشاهد الفنان العساف يسير دون ان يحمل معه سلاحه (الكاميرا) وعبر عن فرحه واعجابه بالاعمال الفنية الرائعة للفنان العساف وهي تجربه جديدة يقدم عليها نادي الرافدين الثقافي العراقي في برلين في تقديم اعمال المبدعين العراقيين من داخل الوطن والتعريف بهم في الخارج متمنيا ان يستمر النادي في رعاية المبدعين الاخرين كلما اتيحت له الفرصة.

وبعد الكلمة دعا السيد ناصر خزعل الجمهور المحتشد رفع نخب الفنان ناصر العساف ليعلن عن الافتتاح الرسمي للمعرض بعدها تجول المشاهدون في قاعة العرض وعبروا عن سعادتهم لما شاهدوه من اعمال فنية رائعة. وعن اعمال الفنان العساف تحدث الفنان التشكيلي والسينوغراف والمتخصص في لغة الصورة(حسين الموسوي) قائلا :
تعبر اعمال العساف عن حس بصري وذهني يكاد ان يكون فيها الموديل المراد تصويره متحركا وباختيار يمنحنا لقطةاخرى غير منظوره اتيه من اعماق اللامرئي ليجعل الصورة اكثرتجسيدا وحركة وبدون تعقيد تغزو عين المشاهد باسلحتها السلمية الموجودة لديها.
وهناك شيء اخر لامرئي ايضا قد فرض نفسه بعفوية متميزه ليكون فيه العساف وبالحدة البصرية مدركا ومختارالتلك العفوية المتناغمة في التكوين والتي يتداخل وينصهر فيها الموديل والمكان وكأن هناك اتفاق بين تلك العناصرغيرمعلن لكنه محسوس .
تذكرنا تلك اللقطة بتحليل (جاكسون باشلار) المحلل المعروف للمكان والاشياء الجامدة ولعلني اصيب في تسميتها(اللقطة الحسية) يقول باشلار في كتابه ( جماليات المكان ) ان كل صورة او لقطة تقف فيها عينيك متأمله ومتذكره تدخل عن طريقها الصوره الى الوعي وبدون استئذان تلك صورة لها امتداد باللاوعي وملصقه بدواخل المشاهد وبنفسه الراجعة سنوات او قرون لتجميع وتخزين الصور المحلقة في فضاء الذاكرة.

حين اتأمل واتفحص الاعمال ( سنوغرافيا ) آخذا بألاعتبار اللون والمكان والحس والعين والموضوع نفسه أجد في كل عمل منها رباعية متجانسه هذه الرباعية تتكون من عين المصور - عين الكاميرا - الموتيف اي الموديل - والمكان نفسه جاء ليكمل تلك الرباعية لتصل الصورة الى ذاتها النطقية كي توفر على المشاهد التيه في ظلام اللحظة التي وجد فيها المصور الخضوع لذاتها اي ذات اللحظة فتخرج اللقطة او الصوره متكلمة عن نفسها وكأنها لا تحمل التفسير وتمنح المشاهد حرية المحادثة بين العين والدماغ ولذة الاستمتاع بالصورة.

وفي هذه الحال وصل ناصر عساف الى اغنائها بفعالية النطق لكي تداهمنا وهي تحمل ليس النطق فقط وانما الروح ايضا.

في تلك اللحظه التي تقدر برمشة عين تم التزاوج فيها روحيا بين المصور والصوره ومن خلالها نخترق زمنا من القصص المتراكمة في المخيلة والتي تجيزها المخيلة نفسها البوح بما هو غير مجاز وآيل الى الاندثار عكس اللقطة السينمائية فبحركتها تقوم في ايصال اكثر من نصف الفكره الى المتلقي.

اجد في اعمال العساف هياج وانتفاض لذاكرة مغطاة بدأت تنفض غبارها لتخرج لنا على شكل لغة من اصعب اللغات فهما وتعقيدا اسميها اللغة المرئية اي لغة الصورة . وبرغم ماعاشه الفنان والمثقف العراقي لفترة طويلة مظلمة مكبل الابداع ولا يبوح بسره الا لمخيلته متحملا اعباء كل الاشياء وهو حاف متجولا بليل دامس وبارض مليئة بالاشواك والقيود والرقابات وقد خانته كل الاشياء ولكن لم تخنه الذاكرة المفعمة برائحة جماليات الماضي وحلاوة التعب المزمن الطويل .

لقطات من المعرض

 

 



 


 

free web counter