| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

الخميس 27/12/ 2007



مقام سيدة المقام

سلمان عاشور

ثمة نقيض في نوعين من الشهرة لدى بعض كتّابنا في هذا الزمان, فالشهرة الأولى على طريقة المثل الأميركي القائل إذا اردت ان تصبح مشهورا فألق بنفسك أمام عربة رجل مهم,وهي شهرة سريعة مع ألم وخدوش طفيفة عما سيلحقك من التدحرج امام العربة. والشهرة الثانية هي شهرة سعي وبحث وجد ومواكبة ومثابرة في الكتابة,لا اقتناص افكار الإثارة بل إثارة الأفكار وتحريك الاجواء الساكنة.
وقد إعتدنا في صباحاتنا ان نرى المشاهير ونقرأ لهم في ايلاف ونتابع اخبارهم,ونرى من يرمي اشجارهم بالحصى,ولست من دعاة المشاهير والساعين في ركائبهم,بل انا مدافع هنا عن سيدة مشهورة بلقب"سيدة المقام العراقي" الست فريدة ,ودفاعي هنا يتثمل في الدفاع عن المقام العراقي بالدرجة الاساس, رغم ان المقام لا يحتاج من يدافع عنه,لكننا الان اصبحنا نذود هنا وهناك في الدفاع عن اشيائنا العراقية,في هجمات حادة وشديدة لا نعرف لها مستقرّ.
هذا الصباح الإيلافي الرائق فتحت صفحة اراء لأرى ان الكاتب الأستاذ عدنان البابلي قد سعى في تثوير موضوع يشبه بلبلة الألسن في بابل, حيث تجنى في بعض من آرائه الشخصية , بوصف السيدة فريدة قارئة المقام العراقي بعدم استحقاقها للقب سيدة المقام العراقي,الذي شرفها به خيرة الملحنيين العراقيين,وأساتذة التراث العراقي,فهم الأجدر بسحب هذا اللقب او الاعتراض عليه من ان يصّف السيد البابلي كلمات الهجوم,حتى لكأن العراق بلا حركة موسيقية ولا آراء لفنانيه يتداولون الأفكار المتعلقة بمثل ما حاول السيد البابلي بلبلة الألسن فيه،وهو حق له في الكتابة والتساؤل,شريطة ان يبقى ذلك في حدود النقاش العلمي الموضوعي المفيد.

يقول السيد البابلي" وثمة من يسمي نفسه بلبل الشرق، واخر يطلق على نفسه صداح العراق، ولا أحد يفهم كيف استطاع شخص ما أن يلصق على نفسه صفاتاً والقاباً من دون استشارة جمهور، او مؤسسة علمية او استطلاع يغدق اللقب". ولا ادري كيف يجزم الاستاذ الكاتب ان السيدة فريدة هي من اشاعت لنفسها هذا اللقب الخطير على حد وصف الكاتب الأستاذ عدنان البابلي, الذي يقع في حبائل خطأ فادح ,معتبرا ان الأنترنت هو ما منح السيدة فريدة هذا اللقب,وانا كعراقي متابع لنشاطات هذه السيدة اطلب منه ان يتابع الصحافة العالمية ليقرأ كم من نشاط عالمي كان لها ولفرقة المقام العراقي في هذه السنة وحدها وحسب ما تابعته شخصيا وجدت ان لها اكثر من ثمانية مشاركات عالمية خلال هذه السنة فقط, أي انها تمثل المقام العراقي,وهذا امر لا يصنعه لها كتّاب الأنترنت الذي يصفهم السيد البابلي بالفطاحل,فالمطرب الذي يحيي حفلتين خارج بلاده يستحق الشهرة والمباهاة فما بالك بمن يحيي ثمان حفلات عالمية في بلدان مختلفة,يرفع فيها اسم المقام والعراق عاليا.
وانا سمعتها من صديق مقيم في هولندا هذه الحقيقة التي نقلها الكاتب معد فياض في صحيفة الشرق الأوسط والتي أكد فيها ان ملكة هولندا اختارت السيدة فريدة من بين عشرات الفنانين الهولنديين والعالميين لتغني لها المقام العراقي وباللغة العربية في عيد ميلادها حيث قالت لها بعد الانتهاء من الحفلة هنا الان ملكتان، انت ملكة الغناء وانا ملكة هولندا".ان هذا التكريم ليس للسيدة فريدة وحدها بل للغناء والابداع العراقي,ولا اعتقد ان السيد البابلي يظن ان مثل هذه الاحتفالات الملكية تمر دون لجان واصحاب خبرات,ولا اعتقد ان ملكة اوربية يمكن ان تقول رأيا اعتباطيا ليأتي السيد البابلي وغيره ممن يمكن ان يشنّعوا عليها في قولها,على اية حال مهما كانت التجنيات كبيرة على السيدة فريدة وعلى فرقتها,ستبقى في مصاف الإبداع والرفعة,مادمنا نسمع المديح بحق فنها وإبداعها,وإنها ستبقى تمثل روح الإبداع والتواصل الفني مع لون أصيل من ألوان الغناء لا تجيده أي سيدة عراقية في هذا الزمان سوى سيدة المقام العراقي,وننتظر من الملحنين والموسيقيين العراقيين,وأصحاب الخبرة في هذا المجال ان ينصفوا الحقيقة بمنح من يستحق شهادتهم,وان لا يمنعهم عن هذا الفعل أي شيء.دفاعا عن الفن والإبداع,وردّ الاعتبار لمقام سيدة المقام.


 


 

Counters