| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

الثلاثاء 24/6/ 2008



مسرحية: مونو سابيان
لفرقة : مسرح الرجل ديبوكسا من اسبانيا
على خشبة مسرح دار الشباب بمدينة
تمارة/الرباط

عبد الوهاب الفايز- الرباط

تيان كامبو: قرد بثوب إنسان .. ومسرحي اسباني مذهل
مونوسابيان عمل مسرحي مستوحى من تكوين اكاديمي ل فرانز كافكا، اقتباس و تمثيل : ثيان كامبو و من اخراج : بيب كورتيس.

المسرحية قدمها ممثل واحد – ( مونودراما) انسانية ) - على خشبة مسرح دار الشباب بمدينة تمارة/الرباط،. و ذلك ضمن اطار المهرجان العاشر للمسرحية القصيرة، المهرجان الذي حظي بدعم من لدن وزارة الثقافة لهذا العام و الذي تضمن في مضامينه ما هو ادبي و فني، منفتحا على تجارب مسرحية شابة لفتح و خلق حوار و تعارف مسرحي و تبادل لتجارب و خبرات مسرحية بايقاعات جديدة تتلاءم و لغة العصر المؤسسة على تكثيف الخطاب و رسالته.
المسرحية القصيرة جنس مسرحي/ أدبي له نكهة و شروطه التي لا تخضع للقانون من حيث الفصول و المشاهد، انما تحديد وقتها الزمني الذي لا يتجاوز ثلاثون دقيقة، و بهذا المعنى قدمت الفرق المسرحية اعمالها القصيرة التي تتناسب و اهداف المهرجان على خشبة دار الشباب بمدينة تمارة بالرباط.
الاعمال المسرحية التي قدمت عروضها:
الجزائر مسرحية: صرخة اوفيليا و مسرحياتان: الممسوحون و السطح من المغرب
و من الكاميرون مسرحية: ايسومباي
و من فرنسا مسرحية: اوستاذ
و اخيرا من اسبانيا مسرحية: موتو سابيان

و لكي ندون انطباعاتنا عن هذا العمل المسرحي، يمكن القول ان النص يطرح نظرة نقدية للمجتمع الانساني و ذلك عبر قرد جيء به من ادغال أفريقيا الى حدائق الحيوان في اوربا، حيث تم وضعه هناك لاستئناس الانسان بهذا القرد، فاكتسب بذلك القدرة على الكلام و من ثم التفكير، فاصبح يحمل سمات انسان، قردا و انسانا معا.
عمل فردي أنتجته الحاجة الماسة للتواصل و لكتابة اقتراحات مرئية لمطارحة الشك و اليقين المتراكمين عبر الزمن، كما عالج ذلك / داروين/ في كتابه أصل الأنواع (نظرية النشوء والارتقاء).
إنه عمل انتربولوجي كما هو وارد في القول " على ما أنا عليه الآن وربما دائما... لا أعرف"
وما ميز مسرحية / مونوسابيان عن باقي العروض- القادمة في الجزائر و فرنسا و المغرب البلد المضيف ليبيا، الكاميرون- حقا هو النص والتشخيص فضلا عن الإخراج الذكي الذي اشتغل وركز على تعبيرات الوجه كالشفتين والعينين الهائلتين وحركة الأدرع والكفين إلى جانب الحوار – الإلقاء – الذي جاء هادئا ، رخيما ، لكنه قويا، حمل في طياته درجات متفاوتة –ومتموجة- من البوح، بوح القرد – الإنسان ، فجاء الحوارمحملا وذو أبعاد جمالية.
ولا ننسى أهمية السنوغرافيا و جمالية دورها المعبر في هذا العمل المسرحي الذي اختصر على مكياج الوجه فقط بحيث أضفى انسجاما على شخصية مونوسابيان فاتسم العمل المسرحي بالبساطة والرمزية فاختزل و ارتقى كل ذلك ( تيان كامبو – الممثل-) بجدارة.
تيان كامبو قرد بتوب إنسان ومسرحي إسباني بامتياز ربما عاش في حديقة للحيوانات وراقب قرودا كثيرة ولم يعجبه إلا قردا مبدعا مثله فتقمصه.

مسرحية مونوسابيان
عرض مسرحي كان لافتا وشحنة من الأحاسيس اشعلت خشبة مسرح دار الشباب وتقمص مذهل للدور بكل ما تحمله الكلمة من جماليات العرض (الفرجة) المسرحي المدهش.

 

free web counter