فنون

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009

في المكان المسكون ماراثون داينوسيس حميد عبد المجيد مال الله صالات العرض المسرحي تندرج ضمن (الأمكنة المسكونة) والمكان المسكون في الذاكرة الجمعية تهوم فيه الأرواح والغرائب والأشباح والجن. فيها – أي الصالات- كائنات وبيئات فيزيقية وميتافيزقية، من نتاجات خزين الذاكرة الذي يتفاوض مع تاريخ تشييد المكان، وما مر في أروقته من حوادث وأحداث، وعن أناس تعاملوا مع غايته.. وتحركوا وسط عوالم ساحرة شكلت على مسرحه. مما تستدعيه ذاكرة المتأمل، عالم متخيل أبدعه فنانون (راحلون ورواد ومهاجرون، ومهجرون!) الآن ينهض مجددون يجابهون العقبات، ويشيدون فضاءات الجمال اللامحدود على أنقاض مواقع حضارية هدمتها صواريخ المحتل، واحرقها الجهلة، نهض المسرحي وسط ركامها، حاملاً ندوب الحروب، وبث رسالته السامية.. موت يجابه البقاء، تجديد يواجه التخلف، تعتيم يبدده تنوير مسارح مهدمة ومعطوبة، وأخرى مشيدة عشوائياً. مسرحنا الرائع بمشهده الخزين الثري، وحضوره المكابد المحدود بجزره الأنيقة الجميلة المشعة، وسط فوضى غرائبية فاقت الخيال. الكورس الداينوسيسي يخترق المهرجانات والمناسبات هنا وهناك حتى أقاصي الأرض. ويقدم إبداعاته تحت سماوات المهاجر، وهنا في اشد المناطق سخونة، مذكراً بأمجاد مسرحنا الراقية. دينامية كليات ومعاهد الفن، ومشاغل ومحترفات المسرح، والتنظير والنقد رصيد تواصلي للظاهرة المسرحية، التي تسعى للتحليق في سماء المعاصرة، وجمالياتها، وتصطف إلى جانب الإنسان والتقدم والتنوير والحضارة.

 

| الأرشيف |