| الناس | الثقافية  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

فنون

 

 

الثلاثاء 14/4/ 2009

 

ذاكرة...
المركز العراقي للمسرح

أديب القليه جي

كان حلم المسرحيين العراقيين جميعا أن تنفتح امامهم أفاق جديدة تصب في فنهم..وتساعد على تطورة وازدهاره ،ومن ثم انتشاره على نطاق واسع ..وأن يكون له مكان مفتوح تحت الشمس.
فكان المركز العراقي للمسرح واحدا من هذه الاحلام..هذا الحلم الذي تأسس عام 1967 ، وصار الاحتفال في اليوم العالمي للمسرح سنويا..كان في بدايته بسيطا..اشتمل على لقاءات ومنا قشات فقط..ثم سعى نشطاء المسرح في التوسع في احتفاليتهم..وشمول هذه الاحتفالية عروضا مسرحية اضافة لى الندوات..
ففي عام 1969 تبنت فرقة المسرح الفني الحديث..فرقة مسرح الصداقة..والمركز الثقافي السوفييتي في بغداد الاحتفالية الاولى بيوم المسرح العالمي الذي اقر الاحتفال به سنويا في السابع والعشرين من أذار ..من قبل المركز العالمي للمسرح في مؤتمرة المنعقد عام 1961 في فيينا..

الاحتفالية شملت مسرحية (حكاية الرجل الذي صار كلبا) تاليف اوزفالدو داركون واعداد واخراج قاسم محمد..قدمتها فرقة المسرح الفني الحديث..وقدمت فرقة مسرح الصداقة فصلا واحدا من مسرحية (تراب) تاليف طه سالم واخراج اديب القليه جي،ثم قدم المركز الثقافي السوفييتي فيلما بعنوان(حلم ليلة صيف) ماخوذ عن مسرحية بنفس الاسم لوليم سكسبير ..والقى الفنان سامي عبد الحميد كلمة المركز العرقي للمسرح باعتبارة مسؤولا عن هذا المركز بالتخويل من مؤتمر المائدة المستديرة للمركز الدولي المقام في بيروت عام 1967 . ثم القى الفنان يوسف العاني كلمة تحدث فيها عن المسرح العراقي وبعض همومة وتطلعاتة. اعقبها الفنان قاسم محمد بالقاء كلمة المركز العالمي للمسرح. قدمت هذه الفعالية على مسرح الصداقة في المركز الثقافي السوفييتي واستقبلها المئات بالحب..والتقدير.

الانقلابيون والاستحواذ على المسرح
تمسك الفنانون المسرحيون باحتفالات يوم المسرح العالمي..وطالبوا في التوسع في هذه الاحتفالات على ان تشارك فيها جميع الفرق المسرحية اضافة الى اكاديمية معهد الفنون الجميلة..واصروا على ابعاد السلطة في التدخل بهذه الفعاليات..على ان ياخذ المسرحيون غير الحكوميين زمام الامور..ولعب دور ريادي في المركز العراقي للمسرح..وذلك تلبية لنداء المركز العالمي للمسرح ونظامه الداخلي الذي يؤكد على عدم الجواز للسلطة في التدخل بهذه المؤسسة..وعلى هذ ا الاساس لم يتفاعل المسرحيون مع صعود عزمي الصالحي المدير العام لمصلحة السينما والمسرح الذي عينته سلطة 17 إنقلاب تموز 1968 ..وفرضته مديرا عاما للمركز العراقي للمسرح..وهو ما يتنافى مع قرار المركز العالمي القائل بان المراكز الوطنية للمسرح تتاسس وتدار من نشطاء المسرح في البلد المعين من غير الحكوميين..لكن هذا الوضع لم يدم طويلا..اذ عادت الاوضاع الى نصابها الصحيح عام 1971..واختير الفنان يوسف العاني مديرا عاما للمركز .. وتم ترشيح ممثلين من الفرق المسرحية والمعهد و الاكاديمية لشغل مقاعد الهيئة الادارية لهذا المركز ..وبالتالي مناقشة ودراسة وتطوير أليته، وبالاساس الاحتفال بيوم السرح العالمي..الذي شاركت فية اغلب الفرق المسراحية في تظاهره مسرحية قل مثليها..استمرت من 27 أذار ولغية 4 نيسان عام 1971 .. وفتحت ابواب جميع المسارح بالمجان للجمهور..
وتم في هذا المهرجان تكريم المسرحيين الفأزين كأفضل ممثل ،وافضل ممثلة ،وافضل مخرج ..وافضل نص مسرحي..وافضل عرض مسرحي......والخ .
ومن ذاكرة تلك السنين الخوالي ان فرقة مسرح الصداقة التي كنت اتراسها تمنت على الاستاذ يوسف العاني تقديم مسرحيتها (سيرة إس)وهي من تاليف بنيان صالح واخراجي على خشة المسرح القومي في كرادة مريم.. وبعد الموافقة تم عرض المسرحية ضمن احتفالات يوم المسرح العالمي عام 1972 على المسرح القومي..ونال نص المسرحية الجائزة الاولى..وذلك من خلال العرض المسرحي ..مما يدلل ان هذا العرض استطاع ان يجسد فكر المسرحية خير تجسيد،وبشكل فني وابداعي ،ويوصل هذة الفكرة الى لجنة التحكيم لتاخذ قرارها.
اذكر اني طلبت من كل العاملين في المسرحية عدم مغادرة خشبة المسرح بعد فترة الاستراحة بين الفصلين الذين تتالف منهما المسرحية..وتكون الاستراحة على خشبة المسرح وامام الجمهور ...وان يتناول الجميع السندويجات والمرطبات على هذا الخشبة،انسجاما مع اسلوب العرض المسرحي الذي بني على اساس المسرح الملحمي الرائد..
جذبت هذه الحركة احد الفنانين وهو بهجت الجبوري ليصعد الى خشبة المسرح ويشارك فناني المسرحية استراحتهم وغدائهم..وكانت لمسة رائعة لا انساها ابدا ..اعطت جمالا اضافيا على العمل المسرحي..
ان يوم المسرح العالمي الذي استمر سنين ،بحيوية،ومشاركة من الجميع ..كان بحق عيدا أصيلا وحقيقا لكل الذين يعملون في المسرح ،اضافة الى كل مجد وعاشق هذا الفن..
لكن السلطة لم تصبر طويلا .. فبدات عام 1977 تعمل للهيمنة على هذا المركز ، وبالتالي التدخل الفض في شؤونة ..فحولتة الى مسخ..واصبح خاضع لاوامر سلطوية ..ولم يتم التقييم على اساس الكفاءة والمقدرة ة والابداع، انما على اسس ليس لها علاقة بالمسرح والفن..وهكذا اجهضت هذه التجربة كما اجهضت تجارب ثقافية متعددة ..لكن هذا الاجهاض لم يدم بالتاكيد.


مسرحيون ساهموا ياثراء المسرح العراقي
من اليسار : أديب القليجي ، وداد سالم ، منذر حلمي ، علي فوزي
نور الدين فارس ، علي رفيق




 

 

free web counter