نسخة سهلة للطباعة
 

| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

 

هذا الكتاب

 

 


 

مدخل إلى الشعر الشعبي العراقي

 

المؤلف : عبدالكريم هداد

عرض: كاظم غيلان

السويد: 2003
قراءة في تأريخ شعب

صدر للباحث عبدالكريم هداد المقيم في السويد ”مدخل الى الشعر الشعبي العراقي ـ قراءة في تاريخ شعب ـ الكتاب تضمن ستة فصول هي على التوالي:ـ اهمية الشعر الشعبي العراقي موضحا بان مذكرات الشعوب اليومية،

بكل تفاصيلها المهمة والهامشية يمكن قراءتها من خلال الادب الشعبي الخاص بتلك الشعوب، ويردف مشيرا بالقول:
” استمرت الشاعرية العراقية بخصوصيتها وما برح الشعر الشعبي العراقي وفيا للغناء فقد ظل في غنائيته العالية السلسة الاخاذة الايقاع والعالية النبرة، اضافة الى ان الغناء العراقي برمته يعتمد على الشعر الشعبي كرافد لغوي، مؤكدا على اهمية هذا اللون الابداعي من خلال شهادة العلامة اللغوية العراقي مصطفى جواد التي اشار فيها الى ان الشعر العامي العراقي قديم قدم اللغة العربية“.
في محور من البحث يوضح هداد اشكال العقيدة الاولى مستعرضا هذه الاشكال ومدعما ومعززا كل منها بنماذج شعرية كالموال والابوذية والمربع والموشح والميمر والمذيل والتجليبة والجلمة ونص وشبكها والمجرشة والهجيني والعتابة والملمع والدرامي والهوسة.
ان هذه الاشكال التي ضربت جذورها في اعماق العقيدة الشعبية ترسخت كاشكال قديمة من الشعر الشعبي العراقي ومعها اغراضها المتنوعة كالمديح والرثاء والغزل والوصف والهجاء، ومواضيع دينية مثل المدائح النبوية، ورثاء آل البيت (عليهم السلام) وسيرة قصص الانبياء كما نجد الفكاهة والاخوانيات والمساجلات في الامور الحياتية والخاصة، وقد كان الشاعر الشعبي في بداية القرن العشرين حريصا على التقليد، وهو يكرر المعاني والصور الا تلك التي نبعت واضاءت الجوانب الانسانية لدى الشاعر كما هو الحال مع الشاعر الشعبي العراقي (الحاج زاير الدويج) الممتلك لخيال مبدع خلاق في سياق اشكال عديدة منها الموال ولربما هو الشكل الابرز الذي ابدع به.
ويضيف: تبدي القراءة العامة للشعر الشعبي عند اوائل القرن العشرين عدم القدرة الشعرية على توحيد الاشياء فالشعراء آنذاك لا يختلفون كثيرا عن خيال الانسان العادي في كثير من الاحيان وطبيعة الخيال الذي اقصده ليست اشكاله ومفرداته الشعرية، وانما درجة الفرق بين خيال الانسان العادي وخيال الشاعر في بناء الصورة الشعرية المراد التعبير بها.
قصيدة التجديد
هذا عنوان المحور الثالث من البحث اذ يشير الى انه ومنذ النصف الاول للقرن العشرين ارتبطت الحياة الثقافية العراقية عموما والشعر العراقي خاصة بتطور وعي الحركة السياسية العراقية ومعتركها الثقافي العام، حيث انتعشت الحياة الادبية وارتقت مع تنامي الحياة الفكرية وتجاربها الانسانية داخل اليسار العراقي الممتلك لجماهيرية كبيرة آنذاك في الشارع العراقي، حيث ترسخت رقعة التجديد الثقافي في خمسينيات القرن الماضي، هذا التجديد الثقافي والادبي الكبير والمتسع في التأثر والتأثير، حتم وبضرورة واعية لابد منها في الشعر الشعبي العراقي وعلى يد الشاعر الكبير مظفر النواب بان يفتح بابا واسعا لقصيدة شعبية عراقية حديثة، بابا كان مغلقا امام مضامين احتكرتها قصيدة اللغة العربية ذات المضامين المتجددة والمتعددة التنويعات شكلا ومضمونا التي تجددت على ايدي صانعي حركة الشعر الحرفي العراقي وافضل تقديمة ترحيبية بهذا الانجاز الشعري الشعبي العراقي هو ما كتبه الشاعر سعدي يوسف حينما نشرت قصيدة (الريل وحمد) لمظفر النواب حيث علق بقوله: (اضع جبين شعري على اعتاب الريل وحمد) هذا وقد عزز الباحث محوره هذا بآراء لمثقفين عراقيين تقدميين كالراحل طارق ياسين وسلام ابراهيم بالاضافة لنماذج من شعر النواب كـ(ايام المزبن، صويحب، ليل البنفسج).
الريادة ورموزها
المحور الرابع تناول الريادة او كما اسماه بـ(قصيدة الرواد) مفتتحا محوره بالقول:
”في اواخر الستينيات وبداية السبعينيات ظهر جيل رائد في التجديد تمثل بطارق ياسين، عزيز السماوي، علي الشباني، ابو سرحان، كاظم الركابي، عريان السيد خلف، زهير الدجيلي“.
ويمضي مشيرا: بدأت العقيدة الشعبية خلال هذه الفترة في اشاعة ما قبلها من نتاج شعري من خلال استحداث قواعد واساليب واعراف لغوية جديدة مع بقائها ملمة بكل الاشكال الشعرية واكثر تقربا من اجواء القصيدة الفصحى، مدعما نظرته هذه برأي للشاعر علي الشباني المنشورة في صحيفة طريق الشعب عند السبعينيات ومعززا ذلك بنماذج شعرية لطارق ياسين وعزيز السماوي وعلي الشباني وابو سرحان، مختتما محوره بالقول:
”قصيدة الرواد اوجدت ايضا لغة شعرية جديدة تذوب بها تنوعات اللهجة العراقية ما بين الريف والحضر والشمال والجنوب، ومن سماتها البارزة الاساليب الشعرية الفنية وتعدد الاصوات وتعدد القافية والتفعيلة مع انفتاحها على خصائص لابداعات الفن التشكيلي والسينما والمسرح والموسيقى والرواية، حيث اصبحت قريبة جدا من ذات المعترك لدى القصيدة العربية وبكل تداعياتها الفنية والثقافية والسياسية“.
قصيدة المنفى والموقف
يبحث هذا المحور تجربة الشعراء الشعبيين في المنفى الاجباري الذي هو اختيار لموقف انساني وطني، اجبر خيرة وطنيي العراق على اتخاذه تعبيرا عن مواجهة التعسف والارهاب الذي جثم على صدر العراق منذ اشتداده عند اواخر سبعينيات القرن الماضي، في المنفى كان للشعراء الشعبيين وجودهم الوطني يتقدمهم الشاعر مظفر النواب، زاهد محمد، عزيز السماوي، رياض النعماني، ابو سرحان، جمعة الحلفي، كامل الركابي، شاكر السماوي، سعد الشريفي وآخرون.
ويرى في ان قراءة الشعر الشعبي في المنفى يلزمنا التمعن والوقوف بدقة وروية، في تجربة الشاعر المبدع رياض النعماني الذي يصر على الحضور دوما في الكتابة الشعرية الى حد قول الشاعر مظفر النواب (اما في الخارج فان الكتابة بالعامية العراقية محدودة جدا، وقد لا تجد غير رياض النعماني) وهذا مأخوذ من حوار مع النواب نشرته جريدة الحياة اللندنية ويستشهد هداد بالعديد من النماذج الشعرية لشعراء المنفى ككامل الركابي، عزيز السماوي، جمعة الحلفي، ابو سرحان.
قصيدة الحرب والتأليه
هذا هو المحور الاخير من البحث والذي يكشف عن مستوى الانحطاط والرداءة التي اوغل في وحلها نفر من المرتزقة والطارئين على حركة الشعر الشعبي العراقي الذين جندوا انفسهم لخدمة الطاغية وحروبه ويستشهد الباحث لنص مقترح كريم العراقي الذي تقدم به على منصة احد مهرجانات الرقص وسط خراب الحرب العراقية الايرانية بان تتحول ساحة العرضات العسكرية الى ساحة في التعبير عن (محبة القائد).
ويمضي الى حيث القول:
”فقد عسكرت القصيدة وارتدت شعارات السلطة ومفاهيمها حتى اصبح لونها خاكيا، واصبحت تدعو الى الذبح والقبح والارهاب والرقص ما بينهما مدحا للسلطان الجائر، وهي ممارسة واسعة من عمليات التزوير والتضليل والمسخ ضمن مؤسسة شبه رسمية تسمى جمعية شعراء الشعب“.
ويعتمد الباحث في محوره المهم هذا على وقائع تلفزيونية مسجلة في كاسيت فيديو، ويستشهد بما قالته (فاطمة الليثي) وتتغنج الشاعرة في انشاد ولعها الواله غزلاً متناسقاً ومنسجماً لمشاعر في حبيبهم وصاحب نعمتهم وما هو الا (هتلر العراق) وما الصدق العالي النبرة في قصائدهم والمعبرة عن النفعية الانتهازية لمصالحهم المرتبطة مع النظام ويدعم رأيه هذا بالقصائد التي القيت في آخر لقاء جمع هؤلاء بصدام ومن ابرز هذه القصائد التي ثبتها الباحث كانت لفاطمة الليثي، عادل محسن، خضير هادي، وآخرين ويختتم محوره هذا بالقول:”على اصحاب قصائد دولة الخراب ان يعتذروا من انفسهم قبل ان يعتذروا من الوطن والضحايا، بتمزيقهم لهذه القصيدة الفائزة برضا رقيب وزارة اعلام الدولة اللاشرعية“.
هناك بعض الاشارات والهوامش التي ثبتها الزميل هداد لم يفصح عن اسماء اصحابها (للضرورة) كما في ص124.
 

الصباح 29 /3/ 2006