| الناس | الثقافية  |  وثائق  |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

كتاب الناس

 

الأربعاء 19 /7/ 2006

 

 

قراءة في كتاب ( أشتراكية القرن الحادي والعشرون )

 

حازم كويي - برلين

يقول البروفيسور هاينز ديتريش في كتابه المعنون ،ان الرأسمالية والاشتراكية قد فشلتا لان المشاكل الاساسية للبشرية لم تحل والمتعلقة بالفقر والاستغلال ،حيث ان الاكثرية في النظام الرأسمالي لاتستطيع تحقيق رغباتها المادية لمستوى معيشة مفرح ولهذا فان هذا النظام فشل مايخص هذا المجال  .
ان الانسان حين يفقد وظيفته نتيجة البطالة الواسعة ،وحين تتراجع القوانين بأتجاه يعادي الشغيلة والذي هو منطق الرأسمال حيث كان الناس سابقا لايحتجون لان ظروفهم الاجتماعية كانت أفضل نوعا ما ،لكن الواقع الراهن يقول العكس وهذا ماسيحدث لاحقا حين تبدأ الاحتجاجات .
اما في الدول الاشتراكية سابقا فان استخدام اجهزة الكومبيوتر في مسائل التخطيط الاقتصادي اومجال الانترنيت وفيما يخص مسائل تحويل المعلومات فقد كان معدوما ،اضافة الى تخطيط الاقتصاد كان يقتصر على مجموعة من النخبة دون مشاركة الجماهير الواسعة .
التخطيط في الرأسمالية يخص مجموعة تقدر بحوالي 5000 رأسمالي وذلك بكيفية الاستثمار والاستعانة بالعلماء والمختصين دون مشاركة الناس والذي يؤدي حتما الى ازمات الانتاج واخطاء في التخطيط ورشاوي والذي يتسم بها النظام الرأسمالي والاشتراكي سابقا .
ويرى البروفيسور ان استغلال التكنلوجيا لمصلحة البشرية وتقليص البطالة من خلال تقليل ساعات العمل وبسبب التطور التكنلوجي العالي الذي يؤدي الى زيادة عالية في الانتاجية ،فلو اشتغل العامل 5ساعات في اليوم بدلا من 8 ساعات فان مزاجه سيتسم بقوة و ايجابية وستكون له اهتمامات بالقراءة ومواصلة الدراسة ومشاركته في الحياة السياسية والذي يؤدي الى تنشيط وتصاعد محفزات العمل لديه ،لكن واقع الحال فان الرأسمالية تضع شعوبها كرهينة في يديها .
اما الاشتراكية ولاجل بقائها فعليها ان تخلق الديمقراطية الحقيقية في ظل هكذا تقدم تكنلوجي ولاجل فهم ذلك في النظرية والتطبيق فعليها ان تستند على ثلاثة ابعاد :
1 .ديمقراطية اجتماعية .
2.شكل الديمقراطية
3. المشاركة فيها .
فالديمقراطية الاجتماعية يجب ان يشملها التأمين الصحي وعدم وجود بطالة والامثلة على ذلك موجودة في الدول الاسكندنافية مثل السويد او فنلندة .
وينطبق نفس الشي على شكل الديمقراطية فيها، لكننا لونظرنا الى المشاركة في هذه العملية الديمقراطية فالجواب يكون بالنفي لكونها ديمقراطية برجوازية ولهذا لايوجد حاليا مجتمع يمثل هذه الحضارة الجديدة لان اقتصاد السوق هو المعبرعن ذلك رغم ان التطور يسير باشكال وازمنة مختلفة ولهذا فان واجب النظرية من خلال اعمال العقل معرفة كيف تتشكل وقائع الاحداث وماهي الامكانيات المتاحة للسير والتحول نحو اشتراكية القرن الحادي والعشرون وقد ضرب مثالا على فنزويلا التي لديها جانبان ،الاول التطور الصناعي مع سير العملية الديمقراطية والذي اراد تحقيقها سيمون بولفار قبل 200 عاما ،الا ان المحاولة لم تنجح لأن طبقة الاوليغاركية لم تكن لديها مصلحة في ذلك  .
في العالم الثالث ودول أميركا اللاتينية يتوجب في المقام الاول وجود دولة قانون مع مؤسستها الاجتماعية والتي تتميز اكثريتها بعدم التطور أوليست مؤهلة لذلك ،في الوقت نفسه على التركيبة الاقتصادية ان تتقدم الى الامام وذلك بأمكانية المنافسة في السوق العالمية أضافة لعوامل اخرى منها الصراع مع الرأسمال المالي . ان رئيس كوبا فيدل كاسترو يعي هذه الحقيقة فيما يخص بلاده وبشكل دراماتيكي فقد يصيبها ما اصاب الاتحاد السوفييتي والمانيا الديمقراطية سابقا،ويعزز مخاوفه من ان هذه المخاطرلاتأتي باجراءات عسكرية من الخارج بل من الاخفاقات الداخلية في البلد ، مثل السرقات وغيرها والتي تنتظرفيها الولايات المتحدة موت كاسترو كي تقلب نظام الحكم.
ولهذا يعتقد الكاتب ان كوبا تمر في ازمة بناء لان موديل كوبا قد اصابه التعب من الناحية السياسية والاقتصادية ومن الضروري لكوبا ان تمارس سياسة اقتصادية جديدة كما طرحها لينين سابقا .