الثلاثاء 8/3/ 2011

عشتار وضوء آذار نشأت المندوي nashmandwee@hotmail.com كانت بغداد يوم غادرها اهلى تلف اعشاشها بشريط الليمون وتسرق من مذياع (كوكب)(1) محطات عمره . (رازقي) (2) هذه السنة جاء متأخرا وانا اقف على مشارف (زيونه) (3)  اتلصلص من خلل الكوة على ازقتها لعل احداهن ترد تحيتي البريئه او يخطف غريب مار اسئلتي المحيره  . مقابل بيتنا المنزوي حيث النخله المتسيده حديقته بعز هناك في الضفة المعلقة امرأه عشرينيه ترسل ملائكتها عبر الشارع لتجلس على ارجوحة بيتي الخالي وتغني , عشتار فاكهه البحر وضوء قمرتي تتكحل الان بقصب الهور لها اصابع من زنبق تلمني بحنان اخوي كلما غصت اغنيه في حلقي او رن جرس الهاتف الاخضر حيث لا مجيب في الطرف الاخر , اذ تأخذ بصري عنوة و تحكي لي عن الغربة ومتاهات الجنون وشغب الاحلام الموجله , فأصمت . احيانا ولشدة الوحشة يأتيني القلق فجرا فأركض نحوها كي تمسح من وجهي زغب الكوابيس , فتلتقط حيرتي بكفيها وتأخذ من زمني حفنة وتجمعه مع نهايات الورد كي تصنع من الخليط اغطيه للسفر الاتي . كنت استمع لحديثها واسهو , رغم رداءة ذاكرتي الا اني لم انسى رائحة الغرفة وعنفوان السلم الواصل اليها ,كان (مظفر النواب) خلف الشريط الممنوع يصرخ عبر حشرجته : والشته كله تعده والكيظ هم تعده شجاب العشك واشوده لا بالمحطة رف ضوه لا خط اجانة من البعد لا ريل مر على السده وحينما يكرر مظفر مقطعة الاخير بلهفة وحرارة تنحصر لغتي داخل فراغات العتمة وتضيق بالافق فسحات المجاملة, فتكثر شكواي ويزداد حنيني, ساعتها تأتي أمرأة الثلج لتعيد الاطمئنان في نفسي كي يغادرني الوهم , كم هي رائعه يا ربي امرأة الدفء وهي تستقبل نهارات يأسي بحنانها دون ملل او ارتباك . كم هي انيقة تلك المخلوقة المعجونة بعبق الاحاسيس وصخب الشعور النبيل وهي تعلمني الق الجمال وزنابق الاحاديث وتراتيل المسافات  . امامها اقف كصغير افترش الارض متعلق بأهداب السنونو واعرف كيف تكلم الانبياء . في وحدتي تلك بكى الشعر, وفاض تنور السطح بالخبز (التفتوني) (4) , فأدركت المعنى ومنه عرفت ان للحياة ترنيمة انثوية كما الشعر ,فكلاهما مخاض. وتيقنت لولا المرأة لما عرفنا دهشة الولادة , هكذا حللت المسألة . صار وجعي كبير و استغربت كثيرا ليقيني بان الله حينما خلق المرأة اودعها كل فلسفته, قال صديقي في جلسة سمر ذات شتاء عن المرأة يوم عيدها : ـ ان الطبيعة ولدت ابنتها من قطرة عطر وفدان محبة . اردف اخر في نفس اللهجه بصيغه من اراد اضفاء حكمته على الحديث : ـ لا بل انها شبح اسطورة وقطعة من تمرة بلادي . تنهد الشيخ الجالس على حافة الكرسي وقال بعيون متصالبه مع حوافها : ـ اسمعوا المرأة زلال رائق وماء نمير , فهي نصف الحياة ومادة الحب  . في اليوم التالي  ... جاءت عشتار واطل عبر النوافذ وجه فينوس ونخله من الجنوب وعرفت بان المرأة وسام محبة وخصلة عيد وعروة وصل بين الله وخلقه .   ساعتها ارسلت بطاقة تهنئة لها . (1) كوكب حمزة ملحن لاغنية (محطات) (2) رازقي زهر ذو عطر فواح (3) زيونه : احد احياء بغداد (4) تفتوني : خبز عراقي مشهور

 

| الأرشيف |