آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 7/11/ 2009

 

وجهُ الفجر

سعد الشلاه

(مهداة الى كامل شياع )
 

هو الذي رأى عناقيدَ الموتِ

والعصفَ الملوّنَ وانتحبَ

للبارودِ الجاري في عروقِ ِبلادِه

ارتجفَ قبلَ أن يسحبَ الألمَ َ برفق ٍ وحقيبة َالدفاتر ِ

ولمْلَمَ بقايا ذاكرتِه المُعذبةِِ

واسْتـَقلَّّ في ركن ٍ منعزل ٍعن أكوام ِ اللحم ِ المحترق ِ

واستأذنَ أعجازَ النخيل ِ الخاوياتِ

وامْتدَّ عند أوردةِ الإسفلتِِ والبنادق ِ وابتسم

بينما تتآكلُ حُزمُ الشعاراتِ المذهبية ُ

بعد أن فتَّتَها نهارٌ ٍأغبرٌ طويل

كَفَّ عن تدوين ِأصواتِ الموتى

واسْتسلَمَ لطعناتِ الشظايا وعربدةِ الرصاص ِ

فطوتهُُ ليلة ٌ سئمتْ نجومُها النظرَ الى عيون ِالناس ِ

ورأى .... من خلفِ الأعجاز ِالخاوياتِ

ونثيثِ الضوءِ الخافتِ

نخلة ً نشوى رائعة ... ناولتهُ

إكسيرَها المُدوْزنَ بحروفِ سماويةٍ

قالتْ : سنُعيدُ جدولة َ جراحِك َ

ولكنْ .. دعني أولاً

أقشِط ُ الجلدَ عن تعبـِك المزمن َ الشَهَواتِ

هذا المُخضّبَ بشظايا الرفاق ِ والصرخاتِ اليتيمةِ

ودفاتر ِ التأريخ ِ والهزيمة .. وأسألك ..

هل ضاقَ صدرُك من وحول ِ الكبرياء ِ

وهلْ ما زلتَ تسمعُ بأنامِلِِكَ

قِدَمَ الجراح ِ والهموم َ ِوالإهمال

وهلْ مازالَ للحُكّامِ دورٌ في النبوءاتِ

وفي التغرُّبِ .. التأرجح ِ والإنجاب

في توقيتِ المعاركِ .. والمكوثِ في تنّورها

أيُّ ريح ٍ هذه التي تهربُ إليها

وتنتظرُ الهدهدَ يأتيكَ بنبأٍ عظيم ؟؟

أنت الآن في أحضانِها

ولن تنَلْ منها غيرَ حبّاتِ الأنين

فقد تصحّرتْ شفتا حبيبتِك

وتكسّرتْ أمواجُ روحِك عند نهديها

غجرية ُ العطر ِ والجسدِ والقميص

ينتشرُ شعرُها على حبل ِوريدِك

تناديها بخجل ِ الرغبة ِ!!

( تعالَيْ أقاسِمُك الهمومَ تعالي )

ودعي خلايا جسَدِك تـُبسْمِلُ عند احتكاكِها بزفير ِالتبغ ِ

المُنْبعثِ من بين أنقاض ِالمقابر ِالعاريات

واتركي دماءَنا تلوّنُ خارطة َالزمن ِ

و دخانَ المآذِن ِ يكشفُ عن السَوْءاتِ

استْلقي على عرش ِالشهوةِ والحزن ِالمعتَّق ِ في الرسالاتِ

واكتُبي بالأسودِ والأبيض ِ في اللوح ِ

على أواخر ِ حروفِ شوارع ِالمُدُن ِالفاجرات

إنّ الزمانَ طاعونٌ والمكانَ فقدَ رجولَتَه

والياسمينَ تورّمتْ أوداجُه

وامنحيني بعض َ شهقاتِ القتلى وأطرافَ النخيل ِ

لأبْني عريشا ًأعودُ إليه في مساءاتِ الحروبِ النائمة

سأعودُ ، حتماً ، لأمسحَ الظلمة َ عن وجهِ الفجرِ ِ


 

 

free web counter