آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 5/2/ 2011

 

رسالة إلى كافور‏

أشرف البولاقي

متى يا سيدي ترحلْ ؟

وتحملُ في حقيبتكَ

الزمانَ الأسودَ الأخطلْ ؟

جِيَاعٌ نحنُ من زمنٍ

وكسرةُ خبزِنا يبسِتْ

أكلناها فلم تشفعْ ...!

أكلنا بعضَنا نهما

مضغنا الحزنَ والألمَا

ولم نشبعْ ...!

فماذا بعدُ قد يُؤكَلْ ؟

عِطاشٌ نحنُ في بلدٍ

يقالُ بأنها اتصلتْ

بأنهارٍ سماويهْ

جداولُها خرافيهْ

وننظرُ حولنا عجباً

فلا نهرٌ ... ولا جدولْ ...!

متى يا سيدي ترحلْ ؟

وتأخذُ كلَ نائبةٍ رُزِئناها

وترجعُ كلُ نعماءٍ رُزقناها

قُبيلَ زمانِكَ الممزوجِ

بالآهاتْ والعاهاتِ

والصُبَّيْرِ والحنظلْ

متى يا سيدي ترحلْ ؟

أجَلْ يا سيدي :

كنا ننامُ وفى ضمائرنا

يُعَشِّشُ ألفُ عصفورٍ بهيْ

وكان الصبحُ يأتينا ويدخلنا

ويتركُ ظلَّه فينا

إلى أن جئتَ تحسبُ

أنك الحُلمُ المسافرُ

في دمِ الشعبِ الأبي ْ...!

وتحسبُ أنك البطلُ الذي

طالَ انتظارُ مجيئِهِ

وتظنُ نفسَكَ قد أتيتَ

أكُلُّ مُنْتَظَرٍ نبيْ ...؟!

وتحسبُ شعبَكَ المقهورَ

يجهلُ حقَ قدرِكَ ؟

لا ....

فشعبُكَ ليس بالشعبِ الغبي ْ

وسَلْ يا سيدي تعلمْ

حقيقةَ ذلك القَدْرِ المُباركِ والعليْ

وسَلْ بالطولِ ... سَلْ بالعرضِ

فوق السُحْبِ ... تحتَ الأرضِ

بالتحقيقِ لا بالفرضِ :

قدْرُكَ بيننا مهمَلْ

متى يا سيدي ترحلْ ؟

( كَفَى بربِّكَ ما أحدثْتَ من جَلَلِ

وخُذْ حقيبتَكَ السوداءَ وارْتَحلِ

وخُذْ زمانَكَ والتاريخَ إنهما

تمخَّضَا فأتيتَ وعصبةُ السفلِ

ما أنتَ بالقائدِ المُرْجَىَ فتحكُمَنا

ولا الزعيمِ فنتبَعه ولا البطلِ

تظلُّ تخطبُ فينــا كلَ آونةٍ

بالزيْفِ والكَلِمِ المعسولِ والدَّجَلِ

أما سئمتَ شعاراتٍ تُردُّدها

جوفاءَ مثلَكَ في معنى وفي قَوَلِ

يا مَن تَوعَّد ، مِثْلى ليسَ يُرْهِبُه

كَيٌّ بسجنٍ ، ولا سَوْطٌ بمعتقلِ

ولا اغترابيَ عن دارى وعن وطني

سيَّانَ عنديَ طعم ُالصابِ والعسلِ

وكيفَ أُرْهَبُ ؟ كم ذا أنتَ تُضحِكُني :

" أنا الغريقٌ فما خوفي من البللِ " )

متى يا سيدي ترحل ْ؟

أُضاجعُ أرضَنا الحسناءَ

مشتاقاً إلى ولدٍ

يساندُني ويحميها

إلى ولدٍ

يعيدُ لأمِه الثكلى أمانيها

أضاجعُها ..... أضاجعُها

ولا تحبلْ

لأنكَ لم تزلْ فيها

تهددُها ، وتُوعدُها

وتقتلُ حُلمَها فيها

إذا حمَلتْ بمستقبل ْ!

لماذا أنتَ تكرهُني وتكرهُها ؟

وتكرهُ إخوتي وأبى وجيراني ؟

ولا تخجل ْ،

من استقبالِ أعدائي وضمهِم ِ،

وقوفِكَ بين صفهمِ

وصَفحِكَ عن مُسيئهمِ

وإنْ كانوا جواسيسا :

تودِّعُهم ولا تخجلْ !

متى يا سيدي ترحل ْ؟

( "عيدٌ بأيةِ حالٍ جئتَ يا عيدُ

بما مضي ؟ أم بمصرٍ فيكَ تهويدُ " ؟

مضى الأحبةُ والأبطالُ كلهمُ

والعبدُ باقٍ وطيفُ الحُر مفقودُ

جاءوا جواسيسَ، لا ضْيفٌ فنُكرِمَهم

ولا ذوى رَحِمٍ ، بل عُصُبَةٌ سودُ

سودُ الوجوهِ وسُودٌ في ضمائرِهم

جاءوا وفى دمِهم للموتِ تمهيدُ

وبَالَ خنزيرُهم في ساحةٍ طَهُرَتْ

ميزانُها العدلُ يومَ الفصلِ مشهودُ

كم انتظرتُ أرى أجسادَهم مِزَقاً

لكنّ سيفَكَ يا كافور مغمودُ

كأنني بكَ محزوناً تقولُ لهم

يوم َالوداع ِ: بأن العوْدَ محمودُ

يا آلَ صُهيونَ هذىِ الأرضُ أرضُكمُ

أنا الخدوم ُ، متى ما شئتمُ عُـودوا )

متى يا سيدي ترحل ؟

بقاؤكَ في حلوقِ الشعبِ غُصَّةْ

إذا ما كنتَ ترغبُ في البقاءِ

فشهرَزاد إذنْ تعودُ تقصُّ

من زُبَدِ الحكاياتِ القديمةِ

ألفَ قصَّةْ

وأولُ ما تقصُّ عليك

من قصصِ البطولةِ قصةٌ

عُرِفتْ بملحمةِ المنصةْ


* كتبت هذه القصيدة منذ أكثر من خمس عشرة سنة ....!
 


 

free web counter