آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأثنين 5/4/ 2010

 

لا تنتحِبْ أيّها الإكليل

سعد الحجّي

نُبِّئتُ أنها ماتت..

الفتاةُ التي على وجهها

حقلٌ من فوضى أصباغٍ تشاكسني

حقلٌ من خبَلِ ألوانِ قوسِ القزح..

تذكّرتُ عينيها الدامعتين

عينيها التائهتين

فيهما يعتلي أمواجَ الحزنِ زبَدُ الخوفْ..

على مشارفِ ذاكرتي

ثمّةَ حقلٌ آخر

يمتدُّ إلى نهاية السّهل

حيثُ تأملُ أن تنتهي، أحزاني

حيثُ الرَوابي تتخللُها وديانٌ ضائعة

حيثُ يأوي هناك القمرُ الفضيّ

القمرُ الذي غمَرَني بالأمس

بشلالٍ من ضياءٍ وأغانٍ

يتوارى اليوم..

أزاهيرُ الربيع تتناثرُ

تزدحمُ على بوّاباتِ خريفي

بألوانِها العجيبة..

مثل أصباغِ الفوضى على وجهها

صفراءُ بلون الموز.. صفراءُ بلون النّضار

زرقاءُ بلون البحر.. زرقاءُ بلون السّماء..

الشقائقُ محْمَرّةُ الوجنات..

البيضاءُ الرائقة.. البيضاءُ الشهباء..

الريحُ هوجاءُ فاحشة

تنبشُ ركامَ الذكريات

تشاكسُ النسوةَ المارّاتِ بخفَرٍ

وتعبثُ بثيابهنّ المتطايرة!

نادتْني نبتةُ إكليلِ الجبل

القصيرةُ ذاتُ الأكمة، الصغيرةُ أفنانُها

تتوجها أزهارُ البنفسج..

لونُها الملكيّ يليقُ بشَعرها الكستنائي

"اقطفني"، قالتْ،

"هذا أوانُ الوفاءْ.. هذا أوانُ انتهاءْ"!

عطرُكَ شذيّ أيها الإكليل

يتغلغلُ في شعابِ الروح

بالأمسِ كان يوردُها الجذَلَ ثم البهجة

بالأمسِ زيّنتُ بكَ

أيها الإكليل غابةَ الكستناء

فأشرقَ مُحَياها

بألوانِ الأصباغ التي تتشاكسُ

بمرحِ الجنون
سأضعُكَ اليوم أيها الإكليلُ

كما شئتَ على قبرها

ولكن عِدْني ألّا تنتحبْ

فالفتاةُ المجنونةُ

الفتاة التي كان جنونها أنها أحبّتْني

يُقلقُ رُقادَها نحيبُك!

 نيسان 2010

 

 

free web counter