آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 3/4/ 2010

 

راعي البجع!

سعد الحجّي

إلى صديقي الشاعر سامي العامريّ.. كنتُ أدّخرُ هذه الكلمات ليوم رحيلك أرثيك بها!
لكني، وقد مللتُ الانتظار، آثرتُ اطلاقها مستبقاً الأزمانَ والأحداث!!
عُدْ إلينا سالماً مُعافى

 

يا صديقي،
أيّها الغجريّ مرتحلاً
زمانَ القفْرِ والأشواكِ
لا وطنٌ يوسّدكَ النّمارقْ..


وكنزُكَ
ذلكَ القلبُ النبيلُ
يجودُ مبتهجاً بأنسامِ الصّبا
للناظرينَ
فلا تُرى فيه الحرائقْ!..


وشذاهُ فاقَ الرّوضَ طيباً
فاكتستْ بالأُرجوانِ خدودُها
خجلى،
إلى النّعمانِ تنكفئُ، الشّقائقْ!..


يا صديقي..
أيُّ ريحٍ أدمنتْ شكوايَ
مُذْ فارقتُ أنْكيدو
فرَقّتْ
بعدَ جدْبٍ
ثم جاءتْ بكَ
صَرْحاً لابنِ فرناسَ *
يشاكسُني طريقي..


بجناحينِ اسْتَطالا كالغمامِ الغرِّ

ليسَ ينُثُّ أمطاراً
ولكنْ
يفرشُ الدربَ نثاراً من زنابقْ..


ثمّ يدعوني
نحلّقُ
- رِفْقَ أحلامِ الطّفولةِ -
صوبَ أعشاشِ اللقالقْ..


يا صديقي..
أتُراها حملَتْ عُروةَ **
والوردَ الذي يَسْقيهِ
- أو كان ابنَه ُ-
قدْ أبصرَتْ سأَمي وضِيقي..


ثمّ ألقتْ بكَ
صِنوانِ هُما.. قالتْ
فذاكَ الوردُ كُنيتهُ
وهذا الوردُ صَنْعتُهُ:
حروفاً عابقاتٍ
كالخُزامى
وقوافٍ مِنْ عقيقِ..!
 

هامش:

* على جانب الطريق المؤدي إلى مطار بغداد، غير بعيدٍ عن ملاعب صباي، ينتصب صرح عباس بن فرناس الأندلسي، رائد محاولات الطيران.. وهناك على مقربة منه غرب بغداد، تمتد حقول أبي غريب حيث وُلِد ونشأ الشاعر سامي العامري.
** عروة بن الورد، الشاعر الشهير، وأمير الصعاليك.

 

 

free web counter