آداب
الأثنين 31/5/ 2010
قصص قصيرة جدا
مقابر جماعية
غفار عفراوي
iafrawi@yahoo.com
1- مهزلة
جلس ( سبهان ) الذي بدت آثار السنين تلوك من جسده النحيل وتغرق وجهه بالتجاعيد،. شاهد المتهمين بقضية قمع الانتفاضة وهم في أبهى منظر. تذكر مرارة عشرين سنة من التعذيب الوحشي .
صاح بصاحب المقهى:
- أنا من قمعت جميع الانتفاضات الشعبانية والرمضانية والرجبية.. وسقط مغشيا عليه..ومات
2- محكمة
مدافعا عن نفسه في قاعة المحكمة، صاح المتهم بأعلى صوته:
- لقد كنت رحيما بالغوغائيين ، فلم أعذبهم بالكهرباء أو قلع الأظافر
المشتكي بصوت حزين منكسر:
- لكنه يا سيادة القاضي حرمنا نعمة الكرامة لسنين طوال
3- اقتياد
بلا أي نوع من الرحمة، قوات الأمن تقتاد الشيوخ والنساء والأطفال. لم يعلم اي منهم ما الجريمة التي اقترف، لكنهم سلموا أمرهم بيد الجلادين فهو زمن الظلم وبلد السفهاء.
4- في الصبح
بعد عشرين سنة، قرأ في صحيفة الصباح الحكومية اسم أخيه تحت عنوان ( ضحايا المقابر الجماعية).
اغرورقت عيناه بالدموع، حمد الله انه لم يكن في أحواض التيزاب.
5- أم يعقوب
في ساعة متأخرة من ليلة تموزية ، انتشروا في أروقة الحي.. هجموا على دار أم يعقوب.. وضعوا السلم ..تسلقوا.. قفزوا كاللصوص.. أرعبوا النساء اللائي هربن من حر الهاجرة.
صاح زعيمهم:
- أين يعقوب؟
ردت وقد فرغت من صلاتها توا ولم تجف دموع دعائها بعد:
- نعم. ماذا تريدون. الم تأخذوا زوجي وأبنائي الأربعة وتركتمونا سبايا النهار الموحش والليل الطويل.
صاح بها وكأن الرحمة قلعت من قلبه:
- اخرسي يا عجوز. انتم غوغاء. وسنقتادكم جميعا حتى يظهر يعقوب
ملاحظة: ام يعقوب هو اسم كنية في شبابها وهي لم تنجب سوى محمد وعلي وعباس وحسين!!
26-5-2010
| الأرشيف |