آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الجمعة 29/1/ 2010

 

الى يوسف سلمان ( فهد )

عبد صبري ابو ربيع

يا شنيق الحبل ما متّ
الى اليوم
هتافك الخالد
هز اعواد المشانق
وطن حر والسعادة
للشعب

السلاسل تصلصل بين المعصم والكاحل ، متورم انت ايها اللحم الملتصق على العظم المتيبس ، تسير متثاقلاً تحمل على اكتافك هموم الشعب والوطن كل صباح نشيد يا عراق يخفق على السقوف والجدران المتهرئة التي تحيط بجدران السجن العالية ذو الزوايا المتقرنة ، وصوت السجان يهرق على الصليب المنتصب وسط جنرالات الانكليز النائمين على غطاء عشبي بارد رغم السحر الممزوج بالصمت الذي يلف المقبرة . ما اجمل صوت والدي بنغمته الخناء الذي يهدر متموسقا يصافح اولئك الرجال المكبلين بالاغلال وصوت الحارس الليلي يسرق النوم من عيون الاطفال ( هوووووووو) .

تلاعبني ام تلاعب الصمت
ام تزرع الامال في عقلي ولحمي
ربما تثمر الايام
بساحر مجنون
يلعب بالسيف والدم
يمتص النسغ الصاعد من كل الرقاب
فيتبخر ذلك الدم الصاهل
يلوي الرقاب العجاف

امي تناديني تضع الاقلام في جيبي ارسلها اليك . فهد انا لا اعرف الكلمات وهن يصنعن الصهيل المدمى وراء تلك القضبان السوداء . ابي يعشق السراديب البغدادية ذات اللحاء الاحمر كيف تصنع الحياة وتعطي للموت رائحة الورد الجوري وتلك الوجوه اليافعة ترسل باقات الورد المعبئ بالتوجس والارتباك لتمسح عن اولئك الرجال ثقل الايام المثقلات بالحديد.

التصق اللحم باللحم
تكاد الانفاس تخترق القضبان
الصوت يأكل جدران السجن
الى اين يا نور الرفاق ؟
الموت هو الحياة
سار الكوكب بقمريه
ورقص الدم على الجدار
ايها الجاهلون هم ... اصباح الشموس

كنت اقف مرتبكاً اتطلع بالقضبان السوداء والوجوه الباسمة تهدهد قضبان القفص الاسود المختنق من زحام الناس كأن الساعة اقتربت ... كان الصوت يزرع العزم في النفوس يا عراق .. لنا الحياة ... الموت للطغاة كنت اقترب من ذلك الوجه النحيل والعينيين الدافئتين تمطر القاً وحياة.

السجن متخم بالهموم
والرجال تسحق الصمت بالاناشيد
فيلتصق الرصاص بالجلود
وتنكفئ العيون .. في الحفر الباردة
اعزل يفتح الصدر للقادم القاتل
اجير البطن والوهم

وهنالك يا فهد في مدينة البرتقال نتصيّد السنين وتسوقنا نحو الغروب الطافح بالامال نحمل الاوراق والقراطيس صغاراً لا يدركنا الكبار وابو عبد يبعث المزيد للفتية القابعين في الغرف المظلمة يحفرون الارض يبتغون الشمس العارية خلف الجدران .

الوصل يمسك بالوصل
والظنون تلعب بأبي عبد
في كل سنتين بيت جديد
واسمال ككرة الخرق البالية
ويمطر قلب وتفتح ابواب الرقود

ان رائحتك التي وشمت قلب ابي وامسكت به نحو المعترك والحياة اخذت منا الكثير ومنحتنا الحياة والتبصر فأبصرنا مرارة المر وحلاوة الاشراق والتمعن ولهفي على تلك ( العرقجين ) المكحلة بحمامة السلام هديتك لي في صغري ذكرتني والكلمات حيرى والنفوس حرى لبناء الوطن واسعاد هذا الشعب الجريح.

الطرائق شتى
والزهور تخلق الزهور
واعراس الموت ...تفتح القبور
ففي كل قطرة دم ...
زهرة وكل صباح يشرق قمر
وصوتك يبقى
والايام تدور ...وانت فيها
سحـــــر البــــــــدور
 

1970




 

 

free web counter