آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 29/10/ 2011

 

شكرا حبيبتي

سلام داود علي

شكرا لأنكِ أتيتِ
وشكرا لأنكِ لا تعودي مرةً اخرى
فأنا في كلّ الحالتين، لا استطيعُ، الاّ ان اراكِ جمرةً متوهجةً في موقدي.
او انكِ كأسا، تفيضُ منه ضحكتكِ ، فتطفو فوق آهات وحدتي.
انا يا حبيبتي،
مازلتُ اؤمنُ كعادتي،
بانكِ ومضةٌ حالمةٌ، عبرتْ في ليلٍ شديد الألم، وقمرٌ من طينٍ وياقوت، كان ضائعا فسقطً صدفة على شاطئ وحشتي.

مازلتُ اؤمنُ
بأنّ صورتكِ المقدسةُ، معلقةَ على جدارِ بيتنا المهجور
وانا، في كل صباح، احملُ لوجهك عشبا وازهارا بنفسجية، فتمررين اصابعكِ مثل مطرٍ آذاريٍّ ناعمٍ من غيمةٍ عذراء، يزيحُ عن وجهي خوفهُ وخطاياه.

شكرا
فالكحلُ الذي يرقصُ على اهدابِ عينيكِ، يحملُ نكهةً دهشتنا الاولى، ويرددُ لحنا سمفونيا لعشقنا المستديم.
في فمكِ السومريِّ يا حبيبتي، ترياقَ خلودي، وخلاصةَ احلامي، والدليل الذي يجعلني اني هنا، في النافذة، احملُ خيالكِ وانتظر.
اعرفُ ياحبيبتي، انكِ مثل ظلٍّ هاربٍ، واعرفُ انّ حروبَ الابادةِ فقأتْ عينيكِ، وجعلتْ اجفانكِ تترهل،
ولكني اعرفُ ايضا، بأني اتخبطُ في الظلام، مثل يائسٍ يستنطقُ العثرات، مثل مشنوقٍ يلعثمُ بآخرِ الكلمات، مثل طفلٍ عمرهُ خطوة واحدة.
فشكرا لانك اتيتِ
وشكرا لانك لا تعودي ابدا.
 

 

free web counter