آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 27/7/ 2010

 

لقىً سومرية

سعد الحجي

الشاعرُ والفنانُ ليْسا معنيّـيْنِ بالحقائق.. لأنّ الفوضى أرضٌ أكثر خصباً للخلاّقين من النظام.. "شهابٌ ما"

(المارّةُ/ يتّقون المطرَ بمظلاتهم/ بينما تتشرّبُ أجسادُهم/ بنقيعٍ من الخوفِ والموتِ لا يأبهون له/ ويحكونَ عن تعبٍ أو ضجَرْ).. "الشاعر سامي مهدي"

-1-
بدأتُ من حيث انتهى غارودي
سعياً وراء البدايات التي زامنتْ الأزل
ليس من أجل سكينتي
ولكن بحثاً عن أسرار صياغة الحماقة
تلك التي يدعونها اكتشافا..
ومن حيث بدأ غارودي
وحيث قد أنتهي
عند الختام الذي له بريقُ اليقين
سأتلاشى تكللني الغبطة..

-2-
الروحُ والصولجان!
يا للعابثِ.. أرّقَني
أضناني
هذا الجسدُ امتصّ رحيقي ورمَاني
كان السيّدُ دوماً
فاستعبدني.. أشقاني
كان يريدُ.. يريدُ.. يريدْ
وكنتُ أطيعُ.. أطيعُ.. أطيع
حتى أفقدني زهوي
أوجدَ أشجاني
راودَني عن نبعِ النور إلى ربّي
حتى أغواني
لكني اليومَ ومنذ الآنْ..
أهبّ كريحٍ تكسرُ أوثانهْ
أمنعهُ أن يأكلَ، أن يشربَ، إن شئتُ
ألجِمهُ في أسرٍ من نيراني
آمُرهُ أن يسجدَ.. أن يركعَ.. أن يهجعَ
يرقُبني أسبحُ في قبسٍ نورانيّ
ها إني أحكمُ منذ الآن
أقولُ أريدُ.. أريدُ.. أريدْ
وهو يطيعُ.. يطيعُ.. يطيعْ
فأنا السيّدُ
لن يرقى جسدي سلطاني

-3-
حقائقٌ كأشواك!
تعانقنا
أوانَ احتضنَ الدمعُ
الذي جادتْ بهِ عيناكِ
نسغَ الشّعرِ في قلبي..
ولم نأبهْ
لأضواءِ النجيماتِ اللواتي كُنّ
–في عبثِ الصبايا-
يختلِسنَ النظرةَ الخجلى على بُعدٍ
وبعضٍ كُنّ عن قُربِ!
نسينا أننا كنّا غريبيْنِ ..
كأنّ الله
–منذُ البدءِ-
ألقانا إلى الأرضِ حبيبيْنِ..
ولكنْ،
لا تبيعيني سُدىً مما لديكِ
بما تراكمَ في يدي من وحشةِ الدربِ..
فليسَ الحبُّ إلاّ خاطراً
مرّ على القلبِ..
سيمضي
ثم نبقى مثلما كنّا غريبيْنِ ..


1986


 

 

free web counter