آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                          السبت 27/4/ 2013

 

نصوص من الأدب السلوفيني
ليس اليوم

ماروشا كريسه
Marusa Krese
ترجمة : قاسم طلاع

أعرف، الألم كبير
أعرف، بأن الظلم قادم من هناك،
من هناك،
حيث كل شيء أبيض، أبيض
من هناك، حيث لا توجد أحزان ولا دموع.

ماتت ماروشا كريسا في السابع عشر شهر كانون الثاني من عام 2013 بعد صراع طويل مع مرض السرطان، ماتت ولم تحقق ما كانت تريد أن تفعله وهو الكتابة عن البحر والسفر ثانية إلى القارة الأمريكية الجنوبية. ماتت وهي تحمل جواز سفر قديم لم تتخل عنه، جواز دولة يوغسلافيا الاتحادية، معلنة اللعنة على هؤلاء الذين نقضوا العهد وخانوا الوصية من أجل مصالحهم الشخصية.

ولدت ماروشا في اليوم الثالث عشر من شهر نيسان عام 1947في مدينة ليوبليانا ( Ljubljana ) التي هي عاصمة سلوفينيه اليوم. درست الادب إلى جانب تاريخ الفن والطب النفسي ومارست عملها في دول أوربية متفرقة مع إقامة قصيرة في الولايات المتحدة الأمركية ثم اقامة طويلة في برلين إلا أنها في السنوات الأخيرة اختارت غراتس ( Gratz ) المدينة النمساوية إقامة دائمية لها. وعندما شعرت أو عرفت بأن الموت سيداهما في كل لحظة قررت العودة إلى المكان الذي ولدت فيه والموت هناك ( كان هذا في شهر آب من عام 2012 ).

" وضعت ذراعي على العشب،
أغمضت عيني
ومت،
في تلك اللحظة التي أشرق القمر فيها
والنجوم صارت مضيئة.
ليس بمقدورك الخلاص مني هذه المرة
صوت غريب كان قد همس من ورائي.

عرفت ماروشا كريسا بمواقفها الأنسانية ضد الحرب التي غيرت خريطة يوغسلافيا وما ترتب عنها من ضحايا بشرية وكانت قبل هذا معروفة بمواقها المشرفة ضد الحرب الفيتنامية في الستينيات من القرن الماضي.

كتبت االشعر إلى جانب الرواية والنصوص المسرحية القصيرة. أهم ماصدر لها ديوان " الأمس، اليوم، وغدا، ثم " رسائل امرأة حول الحرب والوطن". " كل حروبي ". حقبة يوركشاير.

في الطريق إلى هناك
بلا كلل في الطريق إلى هناك
حيث لايعرفني احد،
هربا من الاخرين،
دائما من الاخرين،
بلا كلل في الطريق.

أكره هؤلاء الذين هنا،
أكرههم،
لأنهم لازالوا يلاحقونني
يلاحقون الشمس، السماء والبحر.
أكره هؤلاء الذين هنا،
لأنهم يسرقون،
يسرقون كل صغيرة،
يسرقون كل الأشياء الصغيرة الجميلة
بلا كلل.

سرقوا البحر،
القمر والسعادة،
وتاريخ الحياة،
الرسائل والكتب.
وخلفوا من ورائهم مكان فاض،
اعشاب يابسة
ودموع أطفال.

I

تصبحين على خير، قلت لي ليلتها، وذهبت.
انتظرت حتى الصباح،
حتى أطفأت الشمعة،
حتى تركت الماء يجري،
كي أغسل لي شعري،
واكون جميلة.

جميلة لكل ويلة ولكل فجيعة،
لكل الأرواح القديمة،
لذنوب جميع أجدادنا،
لتهديم كل الحيطان القديمة.

تصبحين على خير، قلت لي ليلتها، وذهبت.
لم تنتظرين،
حتى أعود من بيت جارنا،
كي أشرب الشاي
وأمشط شعري.

حلمت، كنت تنتظرين،
حلمت، تعودين ثانية،
حلمت، إنك تضحكين،
ولا زلت أحلم، تقطفين الأزهار.

انتظري، ناديت من شدة الخوف.
نظرة إلي، ماذا بك...؟
إنتظري، صرخت من ورائك،
هناك عند القبور تتساقط الثلوج.

II

سيارة الأجرة، أصحاب الخوذ الزرقاء، نقاط على الحدود، جنود،
كل هؤلاء صاروا وطني.
في الجنوب تزهر اشجار الكرز ـ وأشجار اللوز،
في مدينة الصمت تستيقظ الشمس.
البحر غريب وبعيد،
الرياح تثير الفزع في النفس.

أسير على امتداد شاطيء البحر
أجمع المحار الأبيض،
كي أحملها معي إلى المدينة المحتلة.
هل أصابني الجنون، سألت نفسي
أثناء ماكنت أحشر كل شيء في حقيبتي،
بدأ من التراب حتى حشائش ال Rosmarin،
ثم الحجر والذكريات،
مثلما كانت حياتي.


وقفت أمام جنود البيرية الزرقاء،
قوات حفظ السلام،
أخرجت هذه الاشياء الثمينة، كلها، من حقيبتي،
حاولت أن أشرح بكل اللغات، ما أمكن،
هذا كل ما بقى لدي،
ذاكرة وطن أحملها معي
وإرثا لأطفالي.


المصادر

1.Marusa Krese: Alle Meine Krige. Leykam Buchverlag ( 2006 ) Gr:az.
2.Manuskrripte ( zeitschrift für Literatur 199/2013). (وهي مجلة أدبية فصلية )
3.Mrusa Krese:Yorkshire Tashe. Wieser Verlag ( 2003) Klagenfurt.



 

free web counter