آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

السبت 26 / 10 / 2013

 

كان أسمها مريــــــم

حسن فالح

لم تكمل وجبتها، انشغلت بواجباتها التي تأخرت عن أدائها . والد مريم هو من كان يوصلها كل يوم الى المدرسة قبل اشتراكها بباص الاطفال الذي يوصلها . هو عامها الاول في المدرسة تعرفت على صديقات جدد، شريط شعرها الاحمر ، صدريتها، قميصها اللؤلؤي ، جوربها المزركش، حقيبة ظهرها الكتبية لاصقات دفاترها الملونة، كانت تلك ادواتها الحياتية الاولى ليوم لم يكن كباقي الايام ، ملك الموت بكمين مرفوعين كان جاهزاً لالتقاط ارواحهم. عند استدارة الشارع بعد خروجها من المدرسة بسيارة الباص هي ومن معها.

انفجار ، لم يكن هناك ألم ، سوى ذلك الصوت وهروب الضوء من المكان ، كانت تنظر من اعلى المكان لم تلتفت الى صديقاتها ومن معها من التلاميذ الصغار اصحاب الأكف الناعمة وهم يغادرون الى السماء .

جسدها المرمي على جانب الطريق ، ساقها التي لا زالت عالقة اسفل مقعدها في الباص .

كانت تنظر الى حقيبتها وهي تغادر ، لم يكن سوى هاجس بأنها لن ترى حقيبتها مرة اخرى .

ثم غادرت مع صديقاتها .... كان اسمها مريم.
 

free web counter