آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 25/4/ 2012

 

بورتريت: طائرُ الرعاةِ الغويّ

سـعد الحـجي

الزمانُ الشحيحُ يدّخرُ بعضَ هباتِـه الندية
وفي الوقتِ بقيةُ أشلاءٍ تموء..
تدعونا كي نتسلى بجمرِها
ونعبثَ قليلاً حتى ننصهرَ فتضيءَ مصابيحُ الكلمات!
جيفارا لم يكن المقاتلَ الشديد..
كان يمتصّ سيجارَهُ بلهفةٍ وبعضِ ألمٍ دفين..
هي التي كانت تتقدمُ اللوحة
نظراتُها الجذلى تخفي انتصاراً مكتوما
على جنرالاتٍ لن تصِلَ أيديَهم إلى ما وراء البحار
نظراتُها تختلسانِ زهوَ طائرٍ ملونٍ
يستحثّ الرعاةَ للمطاردةِ
حتى أوان شرودِهم عن القطعان..
حتى أوان انتهائهم في مفازاتٍ قصيّةٍ
يقتاتون على الندمِ المحمول على أنغام النايات..
هي التي تَعْلمني سأتْبَعها
إلى أحراشٍ لم تطأها قدما إنسان،
فالبدويُّ الذي ألقى بأسلحته عند أوّلِ النزالِ،
يمضي الطائرُ متقافزاً على مقربةٍ من أوهامِه
حين كانت اللهفةُ ترشُّ الحقولَ بألوانِ الربيع
والأحراشُ تكتظُّ عند جانب النهر بحسيسِ الصمت..
يمضي الطائرُ.. جناحاه يتسعان بألوانِ البهجة
دخانُ السيجارِ يخرجُ من لوحةَ فتى الثورة..
يمتدُّ ضباباً
بيني وبين الطائر اللعوب
يختفي الطائرُ محلّقاً نحو سماواتٍ نائية
ولا يتبقى سوى ابتسامةِ اللوحةِ
مكتومةً تحيي رومانسيةَ الثوار:
وداعاً جيفارا... يحيا سيجارُكِ هافانا !

 



 

free web counter