آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الثلاثاء 21/9/ 2010

 

كهرمانة واللصوص الأربعون (*)

سعد الحجي

إهداء: إلى صديقٍ همسَ لي في حلمي حديثاً عن بغداد وكهرمانة ..
فصحوتُ وقد سرقَ اللصوصُ بريقَ مدينتي وتركوا لها العتمةَ ولنا الجرحَ النازف!


كَهْرمانَةْ ..
أيُّ جَدْوىً من سهادٍ
أو رُقادٍ
بعد أن لاذوا جميعًا بالفِرارْ ..
علي بابا
واللصوصُ الأربعونْ!
فارقدي إن شئتِ
في حلمي
مدى الدهرِ
وإلاّ فاستكيني
إنّهُمْ سئموا جرارَكِ
لم يعودوا في الجوار ..
* * *

كَهْرمانَةْ ..
في ثرى بغدادَ
غطَّ النازفونْ،
في كرى ليلٍ بهيم
سئمَ القاصي
مع الدّاني زمانَهْ،
من عباءاتٍ
تنزّ القيحَ
من بضعِ سنينْ
وأصختُ السمعَ:
هل هذا الأنينْ
من نواح النازفينْ
ما تبقّى
من حكايا شهرزادْ..
رقدتْ من أمسها
بين الجفون،
قد تلاشى
سحرها قبل أوانَهْ..
فاملئي كلَّ الجرار،
بمياهٍ مُزِجتْ بالجُلَّنارْ
علّهُ يرنو إليها
بعد نأيٍ شهريارْ!
* * *

كَهْرمانَةْ ..
أيُّ جَدْوى..؟
تَضَعين المِلحَ
كُحلاً في العُيونْ
فسهادٌ يعتريكِ
أم رقادٌ
أصبحا اليوم سواء
بعد أن لاحتْ خطوبٌ
تركتْ بغداد ثكْلى..
دامياتٌ،
قد نراها
مثلُ بلوى..
جلّلَتْ أهلِ الدّيار
فاترُكيها..
لا تَعُبِّيها
لظى جمْرٍ ونارْ،
فاللصوصُ الأربعون،
في قصورِ الحُكمِ
سادوا..!
لم يعودوا في الجِرار ..!!



هامش:
(*) ثمة نصب في إحدى ساحات بغداد الرئيسية يحاكي أسطورة الجارية المخلصة كهرمانة..
فقد أقدمت، حين كان علي بابا واللصوص الأربعون يختبئون في الجرار، على ملء الجرار بالزيت المغلي فأنقذت المدينة وأهلها من شرورهم.

 

كانون الأول 2007


 

free web counter