السبت 20/10/ 2012

" صيّرتيني عبدا" وجدي العاني              من اين أتيت يا نبراس الألق والحسن يا أجمل عازفة في الكون يا ساحرة الألحان ونبع الحب يا نغم مخفي بين شفاف القلب وغناء الكروان وعصفور يتراقص بين الأغصان يحدو لقافلة الركبان من اين أتيت يا زنبقة النسوان أركبت موجات البحر أم ريح حملتك فوق أجنحة الصقر أم نور القمر تجسد كقصيدة شعر غزلي هل أنت قبس من أزهار الفل او النرجس او الريحان أين أولي أدباري أجدك أمامي تبتسمين أفرح أم أحزن لا أدري يا حوراء العينين ضحكتك أيقظت العشق بوجداني أنت لست كنساء الجوقة عزفت معهن في البدء كنثار الثلج وعزفت معي اياما وليال كلهيب النيران ولكنك غيرت ألحاني ومحوت قافيتي قطعت كل الأوتار فبات القانون بلا أوزان أججت شعوري وأحساسي حين سقيتني عسلا من شفتيك حملتيني كطيور النورس بكل وله وحنان حملتيني من عرض البحر ورميتني فوق رمال الشطئان رقصت معي بين حقول الورد والأزهار وهربت نحو جنان الخلد.. هربت بحثت في الحقل والبستان وبين النجمات فهل انت كبقية فتيات الجوقة ام انت خاتمة الأحزان عزفت بوله وجنون تبادلنا نفس الألحان انا وأنت وكل النسوان لكنّ جميلاتي أحتضن اليأس وغادرن لم يبق منهن غير سطور سقطت في بئر الأحزان  وحدك يا أجمل أشعاري تحررت من فك الزمن تمسكت بعمود النور الأزلي وعزفت على أحلى أوتاري السبعة باستهتار بأغانيك العذبة حكيت أجمل قصص الحب وبرواياتك أمتعت قلبي وغبت.. غبت ايضا بلمح البصر لماذا خدعتيني وتركتيني في منتصف الدرب اي معركة من معاركنا صارت كحد السيف هويت عليّ فقطعتيني نصفين نصف دفينة في القبر ونصفي الثاني ما زال أمامك يهذي لا فرق اذن بينك وبين نساء الجوقة أقسمت وحنثت بوعدك ما كنا ابدا نجمين حين توحدنا صرنا قمرا ذا وجهين يضيء الدنيا رغم الغيمات فماذا حدث فصدّ عنا هشم قلبينا كتب نهايتنا وبهذي القسوة أدمانا وضع أوتار القانون بين المطرقة والسندان لماذا يا عازفة الألحان أردتيني نايا ليليا ووترا ورميتيني تحت النجمات عزفت عليّ آلاف النغمات لم أشكو ابدا رغم ألم الهجر رغم ظلام الليل والأمطار وعواصفك الهوجاء ورياح الجمر وآلاف الأسرار اسألي نفسك يا سيدتي لماذا تسريت مع الركب وغادرت لماذا ما عدت أسمع نبضات القلب على الكيتار لكنك ياسيدتي مهما فعلت فانا أغفر لك حتى قتلي أبك واعتذر منك لأني كالنبتة احتاج الى الماء وانت نبع الماء أحتاج الى عشقك يا سيدتي أحتاج الى دفئك وحنانك أحتاج الى سيفك مغروسا في قلبي فأحس باني مجنون فيك مجنون بعينيك الرائعتين أرجوك أعيدي تقييم الحب وانس اني كنت طاغية وكنت انانيا حد المقت وكنت بلا قلب وعينين أصارحك بأني بحثت عن عازفة تشبهك وفشلت قولي بأنك مزحت معي كذبت عليّ سخرت مني لن أغضب ابدا وسأسامحك فأنا مجنون فيك لاتدعيني أغرق في اليم لولا ألحانك لحفرت بيدي قبرا وطمرت نفسي تعودت الموت بين يديك تعودت سهامك ورماح الغدر وخناجرك وقبلاتك لا تستغربي يا مالكتي فلقد صيرتني عبدا يتلذذ بتقبيل قدميك.

 

| الأرشيف |