آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

                                                                                      الجمعة 1/4/ 2011

 

كن مثلما كنت

همام عبد الغني المراني

القيت في الأحتفال الذي أقامه انصار الحركة الوطنية العراقيةفي ديترويت بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي
 

مجداً لذكراك يا صوتَ الملايينِ       ويا ضميرَ النشامى والميامينِ

يا فارساً ما انحنى يوماً لعاصفةٍ      ولا شكا عاجزاً جورَ السلاطين

ولا ترجلَ مهزوماً ومنكفئاً      ولا تراجعَ في أقسى الميادين

كم مزقوكَ وضنوا أنهم نجحوا      وأنهم أمنَّوا وكرَ الثعابين

لكنَّ شعبَكَ وهو المرتجى أبداً       يخيطُ جرحَكَ نزَّافَ الشرايين

يمدُهُ بدمٍ غالٍ  يعوضُهُ        خيرَ المضحينَ عن خيرِ القرابين

يا منبعَ الخيرِ فكراً أو ممارسةً        يا صادقاً لم تقلْ حرفاً بتبطين

سلْ المشانقَ : هل خارتْ عزائمُهم      في لحظةِ الموتِ خوفاً كالمساكين ؟

وهلْ تلجلجَ قولٌ في شفاههمو      أم قالها واضحاً عذبَ التلاحينِ

" أقوى من الموتِ , أعلى من مشانقهم "       فكري , وأصلبُ من صخرِ البراكين

" لو عدتُ يوماً الى الدنيا وخيرني      الجلادُ بين الذي يُفني ويحييني

لاخترتُ نفسَ طريقي , فهو معتقدي     وهو الطريقُ لإسعاد الملايينِ"

********

قصرَ النهايةِ هل حدثتَ عن نمطٍ       من الرجالِ مضوا من دونِ تأبينِ

دارتْ عليهمْ ذئابُ الشرِ كاسرةً       فقاوموا بسلاحٍ جدُ مسنونِ

هو الصمودُ , وقد كانوا عمالقةً       ما هزَّهمْ جحفلُ الأوباشِ والدونِ

تجمعوا حولَهم من كلِ مزبلةٍ      كلُ ابنِ زانيةٍ, أو كلُ مأفونِ

ودارتِ الحربُ , هذا بالسلاحِ , وذا      بالفكرِ تدعمُهُ شتى البراهينِ

مثلُ الحسينِ عطاشى , اينما التفتوا     تغورُ في جسمِهمُ نصلٌ لسكين

تساقطوا رافعينَ الرأسَ واختلطتْ      دماؤهم بأديمِ الأرضِ والطين

ما ضمهمْ جدثٌ فالأرضُ أجمعُها       قد ارتوتْ من دماهمْ منذُ كانون

******

واليومَ, يا واضحَ الأهدافِ , أين تُرى      يمشي العراقُ على أيِ القوانين؟

دارتْ عقاربُ دنيانا معاكسةً       مجرى الحياةِ , وأحكامَ الموازين

الجاهليونَ قاموا من سباتِهمو      من بعدِ ما لبسوا شتى التلاوين

عادوا لوأدِ إناثِ النخلِ ثانيةً      وحرَّموا الوردَ حتى في البساتين

وكفنوها , فماتتْ وهي واعيةٌ      تشكوا الى الله من رفسِ البراذين

كأنما لم تلدهمْ بطنُ صادقةٍ      ولا ارتووا من حليبٍ طاهرِ " الجين"

أمُ الحياةِ أحاطوها بشرنقةٍ       وكبلوّها , فصارتْ كالمساجين

"لا تخرجي ..لا تقولي ..انتِ ناقصةٌ       عقلاً وديناً  , ونصفٌ في الدواوين"

والطائفيون من شتى مذاهبهم        كلٌ يتاجرُ باسم اللهِ والدين

تعمموا بعدَ أن كانوا سماسرةً       للظالمينَ وسوطاً في يدِ " الدوني "

بالأمسِ , اكتافُهمْ خفتْ بما حملتْ        واليومَ ناءتْ ظهورٌ بالملايين

بالأمسِ , كانوا ضحايا , يدعون بأنَّ-العدلَ , لو حكَّموهمْ , ألفُ مضمون

وحكّمّوا , فإذا أقوالُهم كذبٌ       وشعبُنا بينَ مقتولٍ ومسجون

بالأمسِ نعرفُ مَنْ ماتوا ومَنْ فقدِوا        ومَنْ تشرَّدَمن جورِ الفراعين

واليومَ تعجزُ أرقامٌ وأجهزةٌ       عن عدِّ من غُيّبوا من دونِ تدوين

على الهويةِ , لا ذنبٌ ولا سببٌ       إلاّ لأنَّ اسمَهُ بالسين والشين

أما الذي ما لهُ مالٌ ولا جملٌ        فيها , فقد ضاعَ في دنيا المجانين

ضاعَ العراقُ فوا حزني على وطنٍ     تاهَ الملاكُ بهِ بين الشياطين

******

حييتُ ذكراك والأحزانُ تعروني        وأنتَ تعرفُ ما يشجيكَ يشجيني

من قبلِ خمسينَ عاماً كنتَ لي مثلاً      أعلى , وما زلتَ حتى اليومَ تهديني

علمتني أن أرى لليلِ خاتمةً        فأينَ ...أينَ ضياءُالفجرِ دلوني؟

أمْ أنَّ فجرَ العراقيين مختلفٌ      عن سائرِ الخلقِ من أيامِ قارونِ

بدأتُ أكفرُ بالتاريخِ كيفَ جرتْ       أحداثُهُ عكسَ تنظيرٍ وتقنين

كيفَ امتطى جاهلٌ ظهرَ الأصيلِ وقد     امسى الحكيمُ كسيحاً فوقَ برذونِ

أدري بأنكَ كنتَ المبتلى أبداً      وكان شريانُك المقطوعُ يسقيني

وكنتَ تنزفُ , عملاقاً , وتطعمنا      فكراً , فتخضَّرُ آلافُ الرياحين

فأنتَ بيتُ العراقيينَ أجمعَهمْ      لا فرقَ في اللونِ والأنسابِ والدينِ

وأنتَ في عرقِ العمالِ في دمهم      تجري , وفي منجلِ الفلاحِ والطين

وأنتَ زادٌ لكلِ المبدعين , متى      شاءوا تمدُّ لهم أسمى المضامين

وأنتَ في الخبزِ ملحٌ , ما استُلِذَ لهُ     طعمٌ بدونكَ , يا دفءَ الكوانين

وأنتَ أولُ من يعطي اذا استعرتْ      نار الكفاحِ بعقلٍ جدُ موزونِ

 

يا صادقَ الوعدِ عذراً, إن شكا قلمي        فليس غيرَكَ , إذ اشكو يواسيني

لأنَّ بي وجعاً , أشواكُهُ انغرستْ       في كلِ عرقٍ مدى الأيام تدميني

كنْ مثلما كنتَ , عنواناً يشعُ سنىً      تخبو بجانبِهِ كلُ العناوينِ    


 

free web counter