آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الخميس 19/5/ 2011

 

ثلاث قصائد قصيرة للشاعر اليوناني يانيس ريتسوس

ترجمة ممتاز كريدي

1

بين الخرائب..

اقاموا لهم غرفةً صغيرةً ..
سمّروا على نوافذها ورقاً مقَوى.
حتّى اللافتة لم ينسوها.
كتبوا عليها"دُكان حِلاقة".
ايام السبت‘عندما تدغشُ الدُنيا
وتتلألأ زُرقةُ المرآة خلف الباب الموارب
المشرفِ على البحر.. يلجُ الغرفةَ
فتيان ٌ- صيادو سمكٍ ومراكبيون
ويسلمون ذقونَهم للحلاّقِ.
بعد ذلك‘عند حلول الظلام‘..
ينسلّون من الباب الخلفي دونما جلبةٍ
كالظلّ
وقورين ولحاهم طويلة.


"2"

.. وطواها النسيان

الشيئ الوحيدُ الذي تركه لنا
سترتَهُ.
علقناها في الخزانة الكبيرة
مكدسةٌ فيها حوائجنا‘ ملابسنا الصيفية‘
معاطفنا الشتائية وكلّ ما اشترينا ..
على مَرّ السنين كلّها نحّتْ..
سترتَه جانبا‘.. وهكذا طواها النسيان.
ذات يومٍ رائق
لفتت انتباهَنا‘ ربما بسبب لونِها
الذي حال.. او لأنها لم تعدْ
تناسب زيَ العصرِ.
على ازرارها شاهدنا
مناظر ثلاثة مستديرة متشابهة:
الثقوب الاربعة في جدار الاعدام
وحولها تأنيب ضمائرِنا.


"3"

الخبز
على ضوء سراج الزيتِ
تناول عشاءه.
باعتناءلمّ فتات الخبز..
في باطن اليد
عجنها صنع منها تسع خبزات
الراجح انها كانت ‘شكلا وحجما
منسجمةً مع جوعه.
ولم يأكل واحدةً منها.
جلس والخبزات تحيط به
مثل الفاخوري امام جرارِهِ
الجرارُ كالمعتاد من الصلصال
يُمكن تَزْيينها بنقوشٍ مختلفة
ولكن ما عساه ان ينقش
على الخبزات؟َ

 

free web counter