نصب تذكاري

فاطمة حسن

أريد أن أزور ساحة سجن الرضوانية, حيث يرقد أخي وزوجته ومئات من الشهداء في هذه المقبرة الجماعية , أن لهذا الطلب متطلباته , فليس هناك من يستطيع أن يشخص هذه الجثث لمن من ضحايا النظام الفاشي المقبور , أذن لا بد من حل !والحل المريح للجميع أن يكون هناك نصب تذكاري في ساحة السجن تضم أسماء كل من دفن في هذه المقبرة الجماعية ومعها الصور وبعض البيانات الشخصية لهم . أن النصب التذكاري أو الشواهد التي نأمل أقامتها في مواقع المقابر الجماعية مطلب جميع عوائل الشهداء , وأن تحقق ذلك فسيكون زيارة المقبرة أو النصب ممكنا وبذلك سيطفىء نار الفاجعة عن عوائلهم . أنها مهمة ليست باليسيرة , حيث يتطلب جمع كافة الوثائق التي عثر عليها في مديرية الأمن العامة والمخابرات بعد سقوط النظام الفاشي , كما وتتطلب همة أهالي الضحايا في جمع صور الشهداء وبياناتهم لتكون شاهدا على جرائم النظام المقبور .. على المستوى العائلي وبالنسبة لشهيدينا علي الحاج حسن وزهور اللامي , قمنا بوضع شاخص رمزي على سرداب (مقبرة العائلة ) في دار السلام .. ان خالتي التي زارت القبر الرمز , بكت ولطمت كثيرا وكأن شلال الحزن تدفق في أنتظار دام ثلاث وعشرون عاما : قالت ان هذا ما هو الا شاخص ولم يضم الرفات , فلا بد من قبر حقيقي ..الحل هو نصب تذكاري في قلب ساحة الرضوانية, وهي دعوة موجه الى النواب المحترمين وأعضاء الحكومة الجديدة أن يدعو الى نصب تذكاري أمام كل مقبرة جماعية .