السبت 17/10/ 2009

لم أجد في المدينة الأولى عادل فليح الخياط الى مدينة الناصرية التي علمتني أول طقوس الحب في المدينة الأولى أنكرني الصغار والاخرون لم يتعرفوا على ملامحي ولم تعد البيوت التي جمعتنا ألا بقايا هرمة تنوح بصوت محتظر حزين تستذكر وجوها كانت تتدفأ بين جدرانها في ليالي الشتاء الطويل وتستمتع بهوس أحلامها في المدينة الأولى لم يعد الناس يتجمعون حول ( خضير مفطورة ) بائع اللبن وهو يبكي الجمع بأطواره الممزوجة بالنحيب ولا مقهى عزران حيث يتسابق روادها ألى قوافي الشعر والمفردات في المدينة الأولى لم أجد الأبواب الملطخة بالحناء ولا شموع خضر الياس تتراقص على صفحة النهر ونظرات الوجوه الخجلة وهي تتستر بالعباءات تدعو لفتى أحلامها والنهر يبرد أجسادنا الساخنة ونغوص لمعرفة أسراره ثم نرتمي على الضفاف نلهث ضاحكين في المدينة الأولى لم أجد العينين ---- اللتين رسمتهما في دفتر الرسم وصاحبتهما التي كتبت اسمها في دفتر الأملاء الاف المرات وكم عاقبوني لأني لا أكتب ألا اسمها في المدينة الأولى لم أسمع زقزقة العصافير في الصباحات ولا أنين داخل حسن في المساءات ولا بسملة أبي ---- ولا دعاء أمي ولا أصوات الصحب ---- وهم يوقظوني لنحلق في فضاءات المديتة لنكتب على الرمل محاولة لكتابة قصيدة حب نرميها بخوف فوق سطح الحبيبة في المدينة الأولى لم أجد عزيز عبد الصاحب وهو يوزع علينا أدوارنا المسرحية ولا قيس بن لفتة يتلو علينا اخر قصائده ولا صوت رشيد بن مجيد وهو يصرخ كالمفجوع مناديا ليلاه اليهودية العينين لم أجد في المدينة ---- سخونة أيامنا لم أجد ---- لم أجد في المدينة الأولى

 

| الأرشيف |