آداب
الخميس 14/8/ 2008
عشر خطوات موجعةنجم خطاوي
دجلة أذكره
حين يحاصرني الهم
وسط صمت المكان
وحين يقبض الليل روحي
وتمضي السويعات صامتة
دون معنى
أصدقائي القدامى أذكرهم
حين يقبل المساء
رتيبا كعادته كل مرة
وحين يخلو المقهى
من ضجيج النقاش اللذيذ
جارتي أذكرها
وسط وحشة الحي
حين يبدو كمقبرة موتى
وحين تلاقيني جارتي السويدية
دون صباح الخير
ودون ابتسامة
شارعنا روح الطفولة
والضجيج الجميل
أذكره
وسط الهدوء الرتيب
والعويل الذي يقتل الذاكرة
معلمي الأول
ذلك الطيب والصارم
أذكره
في غربة الكلام
وفتور الحروف
والحنين لغرفة الصف
ورائحة الطباشير
في أول الصباح
مدينتي أذكرها
حين يسرح بصري
وسط مدن المنافي الميتة
وحين يكللني الضجر
بيتنا القديم
الغاطس وسط شمس تموز
باسقة شجرة رماننا
والعصافير نشوى
أذكره
وسط رعونة الثلج
وشح دفء الصداقات
والحنين للأهل واللمة
أمي أذكرها
سوية مع النبض
وأشد حين يدهمني الخوف
ويهطل القحط في روحي
حبيبة الصبا
أذكرها
حين يوجعني القلب
وحين المدارس حلت
والبنات غرقن في الضحك الأنوثي
وهي غائبة
ثلاثون عاما مضت
وهي غائبة....
وعتبة بابي لم تزل
في انتظار موعدنا المستحيل
آه من همسات عشق الطفولة
ومن لدغات سم الفراق
وطني اذكره ليل صباح
وأكثر هنا في بلاد الصقيع
حين يشتمني العنصريون السفلة
وأكون دون أهلا
ولا سهلا
مدينة كارلKarlstad
السويد 13/8/2008
| الأرشيف |