آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأربعاء 14/4/ 2010

 

إباءٌ مِن كبرياءْ!

سعد الحجّي


تذكِرة خارج النص:
..لأنها كانت حانيةً قاسيةً كوطنه..!
رماها بما عاتبَ به مظفرُ النواب بلادَه..
(وطني، هل أنتَ بقيةُ داحسَ والغبراءْ؟... وطني، هل أنتَ بلادُ الأعداء؟)..
فعزّ الرجوعُ، وتأبّدَ المنفى!

ولو أنكِ عُدتِ إلَـيّا

بصمتِ المفازةِ وسْطَ القِفارْ

سفينةَ وهمٍ رمَتْها البحارْ

فلاذتْ بما ترتجي من فَنارْ

على كتِفَـيـّا !

وثَمّ..

غفوتِ على ساعدَيـّا

وقلتِ بهمسٍ: وأيُّ اعتذارْ؟

ألَسْتَ الحبيبَ القريبَ النّدِيـّا

ألَسْتَ الغريبَ طوالَ الدهورِ

فكنتُ الوطنْ

ألَسْتَ الهزارَ احتوتْكَ الصحارى (1)

فأورقتُ قلبي يكونَ الفَـنَنْ (2)

وعند اشتياقكَ للرافدينِ وجدْتَ لَـدَيـّا

فُراتاً

أنيساً حنوناً شذِيـّا

ودجلةَ

- من خافقي أينعَتْ -

جدائلَ موجٍ

وفيْـئاً

ورَيـّا

فهل من خِيارْ

لعُريٍ

يجافي دنُوَّ الدِّثارْ!

فشُلَّ لساني ارتباكاً وعَيـّا (3)

وكدتُ

أعانقَ من فارقَتْني

عناقاً طويلاً مريراً شجـِيـّا

فثارتْ دموعي..

أطلّتْ لتُلقي

- كومضِ النجومِ -

بريقَ شموخٍ على مُقْلتَـيـّا

همَتْ تستحثُّ الرجولةَ فِيـّا:

بلى قد فعلتِ

بلى قد وهبتِ

فأنتِ أردتِ المحبّ الذليلَ!

ولستُ الذليلَ ..

ولن أرتضيهِ

وأُعرِضُ إن كان ريُّكِ ذُلّاً

ولا تسْـقِنيهِ

فلسْتُ الخنوعَ

وما كنتُ إلّا

المحبَّ

الأَبـِيــّـا !


هامش:

(1) الهزار: طائر يشبه العندليب بصوته.

(2) الفنن: الغصن المستقيم طولاً وعرضاً.

(3) العَيّ: تعذّر النطق.


 

 نيسان 2010

 

 

free web counter