آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 14/11/ 2010

 

حكاية البحر الذي لا يُغرق

شاكر الغزي

حتى البحر يأبى أن يكون لحافاً للبائسين



على موعدٍ ،جئناكَ يا بحرُ ، نغرقا
نسيتَ أم استندمتَ أم أُجّلَ اللقا ؟

بلى أم تـُرى استبدلتـنــا، قد تعوَّدت
ملفـَّـاتـُنــا إنْ قُدّمــَتْ ، أنْ تـُمزَّقــــــا

حنانيكَ ، ما مِتـنــا لنكـرَهَ موتَـنــا
ولا نحنُ عشْنا ، كي نُحبَّ ونعشقا

أعدني إلى الظُلْماتِ ، لستُ مُسبِّحاً
لتنبـُذني عـُوداً ، عـرائــيَ أورقـــــا

فأنتَ لحافُ العاطلينَ عنِ المُنى
أحبُّوكَ نوماً هانئاً لن يُؤرَّقا

وإلا أعرني بعضَ دمعكَ إنَّني
بكايَ بأنْ أُفضي الزفيرَ لأشهقا
فأنت دموعُ البائسين تشيلُها
كفوفُ الثرى ، للغيم ، خمراً مُعتَّقا

كسرْتُ عصايَ اللا تَملُّ مآربي
وحلَّفتُ موسى أنْ خلالكَ يـَطـرِقـــا

وجئـتـُـكَ أستجدي لِموجكَ هائجاً
وعوَّذتُـهُ كالطودِ أنْ يتفلَّقـا

سئمتُ احتمالاتي وأجهضتُ للرؤى
فمفتاحُها أعمى .. وها عُدتُ مُغلقا

أنا نادلُ الأوجاعِ ، وهْيَ عشيقتي
قدِ اسْتأجـَـرتْ قلبـي لتسكُنَ فندقا

سماري ، تجاعيدي ، تغضُّنُ جبهتي
لأنـّيَ طفلُ الحربِ ، جئتُكَ مُرهقا

حزيناً ، إذا حاولتُ أفرحُ ضحكتي
رمـاديـَّـــةً تبقـى ، ولـن تـتـألَّقــا



2010 م
 

free web counter