آداب

 

| الناس | الثقافية |  وثائق |  ذكريات | صحف | مواقع | للاتصال بنا |

موقع الناس .. ملتقى لكل العراقيين /  ديمقراطي .. تقدمي .. علماني

 

 

 

 

 

الأحد 13/12/ 2009

 

نظرة على الخطاب الجبري في فكر عمر الخيام

محيي هادي- أسبانيا

قيل لي أنت الذي تَخلقُ من طينٍ و ماء
قيل لي أنت الذي تنسج جسماً بالسقام و الدواء
و كتبتَ كلَّ ما يصدر عنا مسبقاً: كلّ خيرٍ. كلّ شرٍّ و بلاء
إنما خيرنا خيرك.
و كذا شرّنا شَرُّك
إننا الآن نفكر. كي نغير، لنحسِّن.
هل تُغيِّر؟
إنما أنت المُغيّر.
قل لنا. ما الذي نفعل؟!
**

تضع الأشراك في كل مكانٍ، كي تصيد
و إذا غُرّرنا في طُعم المصائد، يبدأ الذبح المبيد
إنما العالم لم يخلو يوما من حبالك، يا عتيد
أنت من قدّمت طُعما، و تقدِّم، كل يوم من جديد
فالطعام من طعامك
و الشراب من شرابك
و الوقوع من و قوعك
و الهروب من هروبك
والذنوب من ذنوبك
من هو المذنب؟ قلها! يا مجيد
إننا نحن؟ أم أنت الخطير؟
إننا الآن نريد أن نبدّل و نعدّل.
هل تُبدل؟
إنما أنت المُبدِّل.
قل لنا. ما الذي نفعل؟!
**

ها! و قد ألغيتَ من حق أبينا آدم ذاك الخلود
ترك الجنة كرها، رغم أنفه، نحو آفاق الوجود
إننا في حيرة من أمرنا. هل قد طُردنا؟ أم لنا عودٌ بآيات الوعود؟
لم نزل لا نعرف، اليوم، عن أسباب المجيء.
لم نزل نسأل: ما معنى البقاء؟
و لمَ الموت؟ و ما معنى الفناء؟
إننا الآن حيارى. ننتظر منك الجواب.
لنجنّب روحنا سوء العقاب.
إذ فأنت الكاتبُ كلَّ الكتاب.
ننتظر؟ لا ننتظر؟
قل لنا. ما الذي نفعل؟
**

قيل لي: عينتَ في الارض رجالا ، وهمُ المندبون عنك.
ها أنا أسأل مفتيا فقيها ناهيا صار بَدِيلك:

"لم صرتَ حاملا حقدا بقلبك؟
إننا نشرب من شهد الكروم العذب، نُغمرُ بالسكينة.
أنت تحسو دم إنسان وديع ثم تغرق في الضغينة.
إنك السارق من خُمس الأناس النائمه،
إنك الناحر أعناق الرجال الآمنه،
أنت من تستقبل الكعبة مغسولا بأمصال الدماء السائله."

يا قدير! إنني احترت في أمرك.
لمَ عينت على الأرض مندوبا لفعلك؟
هكذا أصبحت في الدنيا كسيرا! يا جدير!
كيف هذا؟ إنه الحق المرير؟
قل لنا. ما الذي نفعل؟!!
**

قيل لي: يأتيَ يومٌ آخرٌ فيه تُعذِّب.
و أنا لن أخش هذا اليوم كي فيه تؤنِّب
لا و لن أخش مكانا محرقا فيه تؤدِّب.
كيف لا! أو لستَ الحاضرُ الناهي في كلّ مكان؟
جنة كانت أو جوف نيران.
إنك الآمر في كل زمان؟!
إننا نسألكُ اليوم الذي قد غبت عنه.
قل لنا أي مكان، كان يوما، ضعت منه؟
هكذا نحن حيارى يا مُعاقب.
هل تجيب؟ أم لا تجيب؟
إنما أنت المجاوب.
قل لنا! ما الذي نفعل؟!
**

إن ذا عبدٌ و عاصٍ يرتجي منك رضاؤك
و هوَ قد اظلم قلبه آملا منك ضياؤك.
حائر الفكر ينادي هاتفا: أين صفاؤك؟
كنتَ قد أوعدته الفردوس بعد الموتِ، يوما، كي يطيعك؟
هذا رشوٌ و شراء.
ليس حبٌ أو عطاء.
هكذا نحن نفكر و نخمّن في الذي يسكن في عمق السماء.
يسقط الخير، و يحجب، كل صبح و مساء.
قل لنا! ما الذي نفعل؟!
**

هذه الدنيا علينا قاسية. كلنا يحمل آهات و كُربا.
من هو الانسان لا يفعل ذنبا؟
كلنا نحو السماء ناظرا، ننشد قربا.
إن تجازي المذنب العاصي، بذنبك.
قل لنا: ما الفرق في حكم لنا، كان، من حكمك.
قل لنا: كيف نُميّز ذنبنا من ذنبك.
الكل صار راجيا عطفا كبيرا واسعا من عندك.
هلاّ رحمت دائما، في عفوك!؟
قل لنا! ما الذي نفعل؟
**

تحرقُ الاشجار و الزرع و ما ينمو من النبات.
و تقتل الانسان و الحيوان، يا مُرسِّخ الممات.
ألم تكن أنت الذي قد خلق الحياة؟
لماذا تفنيها؟
لم تُحطمها؟
لماذا تحرقها؟
أفيها شيء عائب و ناقص الكمال؟
هل فقدَتْ شيئا من الجَمال؟.
إن كان شيئا جيدا خلقته، فإنه فعلك.
إن كان عيبا مسَّها فإنه عيبك.
فلمَ الخراب؟
و لمَ الدمار؟
و لِمَ النكال؟
و لِمَ الامام الغائب المهدي؟
و لِم الشياطين لنا تُغري، تُخرّب الروح و لا تجدي؟
قل لنا! ما الذي تفعل؟
**


09/12/2009

 


 

free web counter